الحشد الدولى فى «شرم الشيخ» هو «قبل كل شىء» تأكيد على إرادة عالمية تقول إن الحرب انتهت، وإن العالم لن يسمح لمن احترفوا إجهاض كل فرص السلام أن يكرروا فعلتهم هذه المرة. يدرك زعماء العالم أننا ما زلنا فى البداية، وأن القادم ليس سهلاً.. لكن هناك ما يمكن البناء عليه إذا ما أدركت كل الأطراف أن إرادة العالم قد انعقدت على أن الحرب قد انتهت، وأنه لا بديل عن الإقرار بأن أى سلام حقيقى لابد أن يرتكز على حق شعب فلسطين فى تقرير مصيره وبناء دولته وإعادة إعمار ما دمرته حرب الإبادة فى غزة بأيدى أبناء فلسطين وفى وجودهم على أرضهم المحررة. الحفاظ على هذا الحشد الدولى وتقويته ضرورى للمهام الصعبة فى المرحلة المقبلة. مواصلة الضغوط العربية والدولية هى التى ستجبر إسرائيل على إدراك حقيقة أنها لن تنعم بالأمن والسلام إلا بعد أن يمتلك الفلسطينيون دولتهم وبعد أن تضمن كل دول المنطقة أمنها وسلامها والاحترام الكامل لحدودها. وبدون ذلك ستظل دولة معزولة مهما أتيح لها من سلاح غاشم أو دعم غير مشروع أو صفقات لسلام زائف لا يدوم!! الحشد الدولى الكبير فى شرم الشيخ يعطينا الثقة فى أن تنتصر إرادة السلام رغم كل العقبات. نحن الآن أمام إرادة دولية تجمع على أن المهمة لن تنتهى بالمرحلة الأولى من الاتفاق، ولن تسمح بالانقلاب عليه كما حدث من قبل مع اتفاقات أخرى.. نحن أمام إرادة دولية أجمعت على استكمال الطريق حتى النهاية التى لن تكتمل إلا بأفق سياسى أساسه حل الدولتين وطريقه هو استكمال تحرير غزة وإعادة بنائها كجزء عزيز من دولة فلسطين. الحشد الدولى فى شرم الشيخ هو سند لدعوة الرئيس السيسى لأن تكون قوة السلام الدولية المقترحة فى غزة بقرار من مجلس الأمن لتحصينها بالشرعية الدولية الرسمية من أى انقلاب على مسيرة السلام. وهى سند أيضاً للمضى فى عقد المؤتمر الدولى لإعمار غزة وفقاً للمقترح المصرى الذى أصبح عربياً وأيدته معظم دول العالم والذى يضمن أن يكون إعمار غزة جزءاً من بناء دولة فلسطين وطريقاً إليها. الطريق إلى قمة شرم الشيخ لم يكن سهلاً، والمهام بعد القمة تحتاج لحشد كل الإمكانيات. لكننا اليوم أمام حدث استثنائى حيث يعلن العالم (وفى المقدمة الولاياتالمتحدة) الالتزام بإنهاء الحرب، والمضى فى مسيرة السلام وعلينا أن نحرس هذه المسيرة وأن نضمن أن يكون السلام «العادل والمنصف» هو المنتصر مهما كانت التحديات!!