كان يريد الحفاظ على نجله الوحيد بأي شكل أو وسيلة تكون، حتى لو خسر شقيقه الوحيد، وهذا ما فعله عندما عرف أن شقيقه يستغل نجله في توصيل المخدرات إلى الزبائن. جن جنون احمد وذهب إلى شقيقه يهدده، ويطلب منه أن يبتعد عن ولده وإلا سيكون عقابه عسيرا لكن شقيقه تاجر المخدرات لم يعبأ بحديثه. وهنا قرر أن يتخلص من شقيقه بعدما فشل في إبعاده عن ولده، ليذهب إليه ويتشاجر معه ثم يشعل النار فيه، ويفر هاربا. رجال المباحث استطاعوا القبض عليه ليسلموه للعدالة، وامام المحكمة اعترف الأخ المتهم والدموع تملأ عينيه أنه ضاق من تصرفات شقيقه سيد تاجر المخدرات وإهانته المستمرة له، وأن الأمور لم تقف عند هذا الحد، بل أجبر ولده على توصيل المخدرات إلى الزبائن ليعرضه للخطر، مما جعل الأمور تزداد تعقيدًا بينهما حاول معه مرارًا وتكرارًا أن يبتعد عن نجله، لكنه رفض فلم يجد أمامه سوى التخلص منه ومن شره ويشعل النار فيه. ليتم القبض عليه وتسليمه للعدالة والتي أصدرت حكمها ضده بالسجن المشدد 15 عاما تفاصيل القضية مثيرة ترويها السطور التالية أحداث الواقعة ترجع إلى عدة أشهر بينما تفاصيلها ترجع إلى سنين طويلة مضت وتحديدًا في حي المطرية، عندما نشأ الشقيقان احمد وسيد في أسرة فقيرة الحال، لم يكملا تعليمهما بسبب ظروفهما الاقتصادية ونزولهما العمل في سن مبكر لمساعدة والديهما في تكاليف المعيشة. كبر الاثنان واختلفت طباعهما.. سيد طول الوقت ناقم على حياته يريد الثراء السريع والمال بينما احمد راضي على حياته. استمر حالهما هكذا حتى عرف سيد طريق أصدقاء السوء وتجارة المخدرات .. كان يريد المال والثراء بأي وسيلة حتى لو كان عن طريق الحرام. عمل بتجارة المخدرات وترك منزل العائلة، وبدأ يعمل لحسابه الخاص بينما احمد اختار طريق الحلال حتى لو كان ماسيكسبه قليلا، وأخذ يساعد والده في تزويج شقيقاته، ثم تزوج هو وانجب طفله الوحيد عمرو، وبدأت الحياة تسير كما كان يتمنى فهو يعمل في إحدى المهن الحرفية ينفق على زوجته وولده الوحيد. لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن ليعكر صفو حياته ظهور شقيقه سيد في حياتهما وبدأ يجذب إليه عمرو، وأخذ ينفق عليه ببذخ شديد حتى شعر بالفرق بين الحياة معه ومع والده العامل البسيط. وبدأ عمرو شيئا فشيئا يترك دراسته ويذهب للعيش مع عمه سيد، وكان يظن أن عمه ينفق عليه بدافع الحب والقرابة وصلة الرحم ولأنه ليس لديه اولاد. لكن الحقيقة أن عمه كان يفعل معه ذلك لأنه يريد منه أن يعمل معه في تجارة المخدرات ويستغل صغر سنه وأنه وجه جديد لا يعرفه رجال المباحث، فمن السهل عليه توصيل المخدرات إلى الزبائن. ومن هنا بدأت المشكلات بين الشقيقين احمد يريد الحفاظ على ولده وحمايته بينما سيد لا يريد ذلك، استمر الحال هكذا لشهور طويلة حتى استطاع احمد إقناع نجله بالابتعاد عن عمه والتركيز في دراسته مما أغضب عمه. ليقرر أن يأخذ نجل شقيقه مرة اخرى، وبالفعل اقنعه بالعودة إليه والعمل معه مرة أخرى في تجارة المخدرات، وفي تلك المرة تسبب عمرو في ضياع مبلغ مالي، حصيلة البيع وعندما عاد إلى عمه لقنه علقة ساخنة ليعرف عمرو أن والده كان لديه حق في إبعاده عن عمه. ذهب إلى والده وآثار الضرب والعنف على وجهه يحكي له ماحدث، ليثور الاب ويذهب الى شقيقه لينتقم منه على ما فعله في نجله، لتحدث بينهما مشادة ليتطاول سيد على شقيقه ويطالبه بالاموال التى فقدها ابنه. ثار احمد وضرب شقيقه وأثناء ذلك وجد «جركن» البنزين أمامه ليسكبه على شقيقه ويشعل فيه النار ويتركه ويفر هاربا. ليتم القبض عليه بعد عدة ساعات ويحرر محضر بالواقعة، وإحالته للنيابة العامة وتضمنت تحقيقات النيابة العامة في القضية رقم 6320 لسنة 2024 جنايات المطرية، أن المتهم «احمد . م»، خراط معادن، قتل شقيقه المجني عليه «سيد. م» عمدًا مع سبق الإصرار، بأن بيت النية وعقد العزم، إثر خلافات سابقة بينهما بسبب إتجار المجني عليه في المواد المخدرة واستغلال نجل المتهم في توصيلها. وتابعت تحقيقات النيابة العامة أن المتهم خطط لقتل المجني عليه باستخدام مادة مشتعلة «نفط» أعدها لذلك الغرض، وما أن ظفر بها حتى رشقه بها وأشعل فيه النيران باستخدام مصدر لهب «ولاعة»، محدثًا ما به من إصابات أودت بحياته قاصدًا من ذلك قتله. وأقر المتهم أمام جهات التحقيق بتفاصيل ارتكابه للجريمة، وأن شقيقه يتاجر في المواد المخدرة، فقدم له النصح أكثر من مرة، فما كان من القتيل إلا أن تعالَى عليه واستمر في تجارته الآثمة، واستدرج نجله للعمل معه في توزيع المخدرات إلى متعاطيها. وقال المتهم في التحقيقات، في صباح يوم الواقعة اعتدى شقيقى على نجلى بالضرب المبرح بسبب رفضه توصيل المواد المخدرة تنفيذًا لتعليماته، وما أن أبصرت آثار وعلامات الضرب على نجلى استشطت غضبًا وتوجهت إلى الضحية لمعاتبته. وتابع المتهم بمقابلة شقيقى وجدته يهيئ المواد المخدرة للبيع، ونشبت بيننا مشادة كلامية، خلالها اتهمني المجني عليه بالسرقة وعايرني بسوء حالتي المالية، فاشتد بى الغضب وعزمت على الانتقام منه، وأحضرت زجاجة «نفط» كانت في مكان الواقعة وألقيتها عليه وأضرمت فيه النيران حتى لقي مصرعه متأثرًا بإصابته بحروق بالغة. اقرأ أيضا: ضبط قبل التوزيع.. المؤبد لتاجر السموم بشبرا الخيمة بحوزته مخدرات وشهد ضابط التحريات في التحقيقات، أنه بإجراء تحرياته السرية تحقق لديه ارتكاب «خلف. م» الواقعة،على إثر خلافات بينه وشقيقه لاستغلال الأخير نجل المتهم في توصيل المواد المخدرة، مما أثار حفيظته، وعلى اثر ذلك تعدى الضحية على نجل المتهم بالضرب لرفضه توصيل المواد المخدرة تنفيذًا لتعليمات والده، نشبت بينهما مشاجرة أضرم خلالها المتهم النيران بالمجني عليه وبمحل سكنه. وثبت بتقرير الصفة التشريحية أنه بإجراء الصفة التشريحية لجثمان المجني عليه، تبين أن الحروق الموجودة حيوية حديثة تنشأ عن ملامسة الجلد لهب النار، مما يتماشى مع التصوير آنف البيان وأدت إلى الوفاة. فور انتهاء التحقيق أصدرت النيابة العامة قرارها بإحالة القضية إلى محكمة الجنايات والتي أصدرت حكمها بمعاقبة احمد بالسجن المشدد 15 عاما بعد اتهامه بقتل شقيقه عمدًا وذلك بعد إشعال النيران في جسده حتى الموت بمنطقة المطرية بسبب تجارة المخدرات.