■ كتب: أحمد ناصف في أجواء انتخابية متصاعدة ومع إعلان الهيئة الوطنية للانتخابات الجدول الزمنى الرسمي لانتخابات مجلس النواب 2025 دخلت الأحزاب السياسية فى مرحلة الاستعداد القصوى لخوض الاستحقاق البرلماني المرتقب، الذي يمثل اختبارًا جديدًا لحالة الاصطفاف الوطني، وتأكيدًا على متانة التجربة السياسية الوطنية في ظل المتغيرات الداخلية والإقليمية الراهنة. وفي مشهد سياسي تتقاطع فيه الذاكرة الوطنية مع الحاضر جاءت انطلاقة الاستعدادات لانتخابات مجلس النواب 2025 متزامنة مع احتفالات مصر بالذكرى الثانية والخمسين لانتصارات أكتوبر المجيدة، وكأن التاريخ يعيد رسالته بأن روح النصر والانضباط والوحدة هى السبيل لعبور التحديات الجديدة، وإن اختلفت الميادين وتبدلت أدواتها. ◄ «القائمة الوطنية» تحسم الأسماء في اللحظات الأخيرة ◄ 40 دائرة مفتوحة أمام المعارضة والمُستقلين وخلال مؤتمر صحفى موسع أعلن المستشار حازم بدوي، رئيس الهيئة الوطنية للانتخابات، عن التفاصيل الكاملة للجدول الزمنى والإجرائى لانتخابات مجلس النواب، والتى ستُجرى على مرحلتين تشمل جميع محافظات الجمهورية. ◄ الكفاءة لا الكثرة في كلمته، دعا المستشار حازم بدوى الأحزاب السياسية إلى أن تكون مصلحة الوطن هى البوصلة الوحيدة، قائلاً: انطلقوا من مصلحة الوطن وارتقوا بمعايير الاختيار.. ليست الغلبة فى الكثرة، ولكن لمن يمتلك الفاعلية والتأثير. اختاروا صناع المستقبل، واجعلوا الكفاءة والنزاهة هى المعيار، وأكد أن المقعد النيابى ليس مغنمًا أو منصبًا، بل أمانة ومسئولية كبرى أمام الشعب والتاريخ. وشدد على أن الهيئة ستلتزم بأعلى معايير الشفافية والنزاهة فى إدارة العملية الانتخابية، وأن القضاء المصرى سيظل الضامن الأول لنزاهة هذا الاستحقاق، وكشف رئيس الهيئة الوطنية للانتخابات عن جدول تفصيلى دقيق يعكس انضباط الدولة فى إدارة هذا الاستحقاق الديمقراطي، حيث يبدأ فتح باب الترشح من اليوم الأربعاء 8 أكتوبر حتى الأربعاء 15 أكتوبر، يوميًا. وقال إنه سيتم إعلان كشوف المرشحين فى صحيفتى الأخبار والجمهورية يوم 16 أكتوبر، فيما تنظر محاكم القضاء الإدارى الطعون خلال الفترة من 19 إلى 21 أكتوبر، ليتم إعلان القائمة النهائية للمرشحين فى 23 أكتوبر، وتُقسم الانتخابات إلى مرحلتين.. الأولى تشمل محافظات الصعيد والبحر الأحمر والإسكندرية والبحيرة ومرسى مطروح، وتُجرى فى الداخل يومى 10 و11 نوفمبر، بينما تُعلن نتائجها النهائية يوم 18 نوفمبر، وتُعقد جولة الإعادة يومى 3 و4 ديسمبر داخل مصر، أما المرحلة الثانية، فتشمل محافظات الوجه البحرى ومدن القناة وسيناء، وتُجرى فى الداخل يومى 24 و25 نوفمبر، على أن تُعلن نتائجها النهائية يوم 3 ديسمبر، وتُجرى الإعادة يومى 17 و18 ديسمبر، لتُعلن النتيجة النهائية الكاملة يوم 25 ديسمبر 2025. ◄ القائمة الوطنية على الجانب السياسي، عقدت القائمة الوطنية من أجل مصر اجتماعها النهائى بمشاركة ممثلى 12 حزبًا سياسيًا وتنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، للاستقرار على الأسماء المرشحة ونسب المشاركة بين الأحزاب. وأكد النائب أحمد عبد الجواد أمين عام حزب مستقبل وطن أن الحزب يشارك فى هذا التحالف انطلاقًا من المسئولية الوطنية قبل الحزبية، مشددًا على أن الحزب يحرص على تحقيق ثلاثة أهداف رئيسية: الاصطفاف الكامل خلف الدولة المصرية وقيادتها السياسية برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي، والالتزام بمعايير الكفاءة والنزاهة والشعبية فى اختيار المرشحين، والتمسك بمبدأ المشاركة لا المغالبة كنهج سياسى ثابت منذ انتخابات مجلس الشيوخ الماضية. وقال عبد الجواد إن النجاح الحقيقى فى هذه المرحلة ليس فى عدد المقاعد، بل فى حفاظ القوى السياسية على وحدة الصف الوطني، مؤكدًا أن المشهد السياسى المصرى ينجح عندما يتكامل لا عندما يتناحر. ◄ اقرأ أيضًا | سباق الانتخابات.. 183 مرشحًا أجروا الفحوصات الطبية بالمنيا ◄ تكاتف لا تنافس شدد النائب أحمد العوضى النائب الأول لرئيس حزب حماة الوطن على أن الحزب يشارك فى تحالف القائمة الوطنية من أجل التكاتف لا المغالبة، معتبرًا أن التحالف الانتخابى هو «نموذج وطنى يجسد فكرة الشراكة السياسية الحقيقية بعيدًا عن الصراع»، مضيفًا أن حزب حماة الوطن يشارك بفاعلية فى اللجنتين القانونية والإعلامية الخاصة بالقائمة. أما السيد القصير أمين عام حزب الجبهة الوطنية فأكد أن المتغيرات الإقليمية والدولية المعقدة تفرض على جميع القوى السياسية الوقوف صفًا واحدًا خلف الدولة المصرية، موضحًا أن القائمة الوطنية هى تعبير عملى عن وحدة الصف الوطني، وهدفها دعم أمن واستقرار الوطن وبناء الدولة بعيدًا عن أى حسابات حزبية. وكشف محمد أنور عصمت السادات رئيس حزب الإصلاح والتنمية عن تفاصيل اجتماع القائمة الوطنية من أجل مصر، وأكد أن اللقاء جاء بمثابة التدشين النهائى للقائمة الوطنية، تزامنًا مع إعلان الهيئة الوطنية للانتخابات الجدول الزمنى للعملية الانتخابية. وأوضح السادات أن هذا النموذج ليس جديدًا، إذ سبق تطبيقه فى انتخابات مجلس النواب 2020 ومجلس الشيوخ 2025، لافتًا إلى أن الاجتماع الأخير جاء استكمالًا لمشاورات امتدت على مدى الشهور الماضية، وأرجع انضمام بعض أحزاب المعارضة إلى قائمة تقودها أحزاب الأغلبية إلى ضعف الإمكانيات لدى أحزاب الحركة المدنية، بما لا يمكّنها من المنافسة فى ظل النظام الانتخابى الحالى القائم على 50% للقائمة و50% للفردي. وشدد على أن التحالف الانتخابى مؤقت وينتهى بمجرد تشكيل البرلمان، مؤكدًا أن كل حزب سيحتفظ بأيديولوجيته ومواقفه السياسية المستقلة داخل المجلس، وكشف السادات عن اتفاق جديد يتعلق بالمقاعد الفردية، موضحًا أنه تم التوافق على إخلاء ما لا يقل عن 40 دائرة انتخابية لتكون المنافسة فيها مفتوحة أمام أحزاب المعارضة والمستقلين، دون وجود مرشحين عن أحزاب الأغلبية، فى خطوة تستهدف تعزيز المشاركة وخلق مناخ تنافسى حقيقي، وأشار إلى أن توزيع الحصص داخل القائمة تم حسمه خلال الأسابيع الماضية، موضحًا أن التوزيع تم وفقًا ل«الوزن النسبي» لكل حزب من حيث حضوره الشعبى وقدراته التنظيمية. واختتم السادات بالتأكيد على عدم ترشحه فى الانتخابات المقبلة، موضحًا أنه يكتفى بما قدمه خلال دوراته البرلمانية السابقة، ويركز حاليًا على دوره فى رئاسة الحزب وعضويته فى المجلس القومى لحقوق الإنسان. ◄ الاصطفاف الوطني تحالف «القائمة الوطنية من أجل مصر» لم يعد مجرد تنسيق انتخابي، بل تحول إلى إطار وطنى جامع يعيد إنتاج الاصطفاف السياسى الذى ظهر بوضوح فى انتخابات الشيوخ السابقة. هذه الروح، التى عبّر عنها بوضوح أحمد عبدالجواد، الأمين العام لحزب مستقبل وطن، حين قال إن النجاح الحقيقى هو نجاح المشهد السياسى ككل، تؤكد أن التجربة المصرية تتجه نحو ترسيخ ثقافة المشاركة لا المغالبة، بما يضمن بقاء السياسة أداة للبناء لا ساحة للصدام.