أدى الإمام الأكبر د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، مساء أمس، واجب العزاء في العالم د. أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، رئيس جامعة الأزهر الأسبق، وذلك بمسجد الشرطة بالتجمع الخامس بالقاهرة.. وحرص الإمام الأكبر على مواساة أبناء فقيد الأزهر الراحل وعائلته. وأعرب عن خالص تعازيه ومواساته فى رحيل أحد كبار علماء الأزهر الأصلاء الذين أثروا الحياة العلمية والدعوية بعلمهم وبيانهم، وكانوا قدوةً فى خدمة العلم والدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، وخدمة الحديث النبوى ونشره وبيانه لطلاب العلم والناس فى كل مكان، كما عاش منافحًا عن قضايا أمته بلسان عذب فصيح انطلق من وسطية منهج الأزهر واعتداله. والدكتور أحمد عمر هاشم عضو هيئة كبار العلماء وأستاذ الحديث ورئيس جامعة الازهر الأسبق الذى رحل إلى جوار ربه منذ أيام، بعد عمرٍ حافلٍ بالعطاء العلمى والدعوي، والذود عن سنّة المصطفى هو أحد كبار حَمَلة السنة وورّاث النبي في هذا العصر، وله مواقف جليلة، فى الدفاع عن السنة النبوية وعن كتب الصحاح. كان رحمه الله عَلَمًا من أعلام الأزهر الشريف، جمع بين أصالة العلم ونشاط الدعوة وصدق الانتماء للوطن والدين. درّس، وألف، وربّى أجيالًا من العلماء والخطباء والدعاة، وكان بيانه آيةً فى الفصاحة، ووعظه نفحةً من الحكمة والرحمة، ووقوفه على المنابر مشهدًا من مشاهد الإخلاص والغيرة على الدين. تخصص الراحل فى علم الحديث وتفرغ للدفاع عن السنة النبوية ضد المشككين فيها وله عشرات المؤلفات حول ذلك كما ألف موسوعة لشرح صحيح البخارى قال عنها: «عكفت على شرح صحيح البخارى لمدة 16 عامًا، وأخرجته فى كتاب (فيض البارى فى شرح صحيح البخاري)، يحوى 16 مجلدًا، وكل حديث وقفت عنده وقفة تأمل وتدبر ونقد، وأقسم بالله أننى ما وجدت فيه حديثًا ضعيفًا». ◄ اقرأ أيضًا | جامعة جنوب الوادي تقيم حفل تأبين للدكتور أحمد عمر هاشم ولد الراحل في السادس من فبراير لعام 1941م، فى قرية بنى عامر بمركز الزقازيق، محافظة الشرقية، ونشأ فى عائلة كريمة ينتهى نسبها إلى الإمام الحسين بن على رضى الله عنهما. وتربى في الساحة الهاشمية بمحل ميلاده، والتى كانت وما زالت تحمل اسم عائلته، حيث التقى فيها بالعلماء والصالحين المُصلِحين، وحضر حلقاتها القرآنية والعلمية منذ نعومة أظفاره. وبدأ مسيرته العلمية بحفظ وتجويد القرآن الكريم فى العاشرة من عمره، ودرس الابتدائية بالأزهر الشريف، واستمر فى دراسته الأزهرية إلى أن تخرج فى كلية أصول الدين عام 1961م. ثم حصل على الإجازة العالمية عام 1967م، وعُيِّن معيدًا بقسم الحديث وعلومه بكلية أصول الدين، ثم حصل منه على الماجستير عام 1969م، ثم على الدكتوراة فى التخصص ذاته. وقد عمل أستاذًا للحديث وعلومه عام 1983م، إلى أن عُين عميدًا لكلية أصول الدين بالزقازيق عام 1987م. ثم شغل منصب رئيس جامعة الأزهر الشريف عام 1995م، ثم عضوية هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف. كما شغل رئاسة اللجنة الدينية بمجلس النواب وعضوية مجلس أمناء اتحاد الإذاعة والتليفزيون، ورئاسة لجنة البرامج الدينية بالتليفزيون المصري، وعضوية مجمع البحوث الإسلامية، والمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، والمجلس الأعلى للطرق الصوفية، واتحاد الكتاب، والمجلس الأعلى للصحافة، والمجلس الأعلى للثقافة، والمجلس الأعلى للجامعات، ورئاسة المركز العام لجمعيات الشبان المسلمين العالمية. وللعلامة الجليل مكانة حديثية مرموقة فى أنحاء العالم كافة، ومؤلفات متميزة فى علم الحديث وغيره من فروع العلوم الإسلامية، منها: (الإسلام وبناء الشخصية- من هدى السنة النبوية-الشفاعة فى ضوء الكتاب والسنة والرد على منكريها- الإسلام والشباب- قصص السنة- القرآن وليلة القدر- التضامن فى مواجهة التحديات). وله موسوعة معاصرة فى علم الحديث، تعد أول موسوعة لشرح الأحاديث الصحيحة، وترتيبها ترتيبًا موضوعيًّا، وتبويبها تبويبًا فقهيًّا. وكذلك برع فى فنِّ الخطابة، حيث ظهر نبوغه وطلاقة لسانه منذ صغره؛ فقد خطب أول خطبة جمعة له وهو فى الحادية عشرة من عمره فى شهر رمضان الكريم، كما برع فى نظم القصائد؛ سيما فى مدائح سيد الخلق وله ديوان شعرى تحت عنوان: نسمات إيمانية. ومن ذلك قوله: حبيبى يا رسول الله هذا ضياؤك مشرِقٌ فى مقلتيا وقلبى لاهبُ الآهات ينعَى على الدنيا ظلاما عنجهيا وليلا تائه النجمات غامتْ به آفاقه تَهمى عليَّا وقفتُ حيالها والظلم عاتٍ يُدَمْدِم يخنق النور البهيّا ودينك خالد الإشعاع ثبْتٌ يصارع ذلك البغْيَ البغيّا وبين مسامع الدنيا ترامت نداءات سمعْتُ لها دويّا وباسم حضارة بَلْها تمطَّت بليلٍ فاغرٍ أمسى عييّا وهاهم حفنة الأشرار راحوا يشِيعون الهُراء البربريا عقيدتهم، شريعتهم، أكانت شريعة ربنا ظلمًا وغيَّا أكانت فلسفاتٍ مغلقات لتغلق ذلك الفجر الوضيّا لقد فطر الإله الخلْق طرًا عليهما باعثًا هدْيًا نديّا وأرسل رسله رَكْبًا فرَكْبًا ليبتعثوه دينًا عالميَّا وكان ختامهم خير البرايا محمدًا النبيَّ الهاشميَّا وقد حصل على جائزة الدولة التقديرية فى العلوم الاجتماعية عام 1992م، وتقلد وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى. كما كرمه الرئيس عبد الفتاح السيسي، عام 2022م تقديرًا لمسيرته العلمية والدعوية الرائدة، ومكانته العلمية فى مصر والعالم أجمع.