يوم سعيد وشكرا يامصر يوم سعيد من أيام أكتوبر المجيدة تخطه مصر فوق أرض سيناء الحرة ويشعر العالم كله معه بتنفس الصعداء.يوم خطته مصر بدبلوماسيتها كما حفرته قبل ذلك بجيشها وسلاحها ،والسواعد والعقول في كلتا الحالتين هي السواعد المصرية والزخم المتراكم في تاريخٍ يصنع الفارق دائما. أمس كان الاتفاق على المرحلة الأولى من تنفيذ خطة ترامب لإنهاء حالة الحرب في غزة،وتوصلت إليها الأطراف المتحاربة من مقاومة دفعت ثمنا غاليا وقبلها شعب فلسطين في غزة من دماء عشرات الألوف من الشهداء وقرابة مائتى ألف مصاب ومفقود على مدار عامين من العطاء المقدس دفاعا عن الأرض والعرض في مواجهة غاشم محتل أثيم ،يملك كل أسلحة الدمار تشحذ إثمه وغشمه قوى زرعته في المنطقة تشتيتا لأهلها واستيلاء على مقدراتها وتنفيذا لتقدم خادع لشعوبها هناك على حساب هذه المنطقة وثرواتها وشعوبها،وتاريخها أيضا. كل السعادة بالفعل لنا جميعا ونحن نستشعر أن من بقى من أهل غزة صامدا عزيز النفس سيجد نوعا من الأمان وسيستطيع التقاط أنفاسه اللاهثة المتقطعة مابين رعب وهول القصف المتوالى ،بل لعله سينال قسطا من النوم كما ينام غيره من أهل الأوطان الآمنة يجرب طعم الأحلام بعدما عاشه من كوابيس وجنون يعانى اعتياد أصوات القنابل تدك أمانه وتحطم بيته وتطارد سويعات من الهدوء كلما تحصل عليها في مخبأ أو مكان ينزح إليه انقلبت أياما وليالى متواصلة من رعب الخوف من الموت ولوعة فقد الابن أو الأخ أو الأب أو الأم على مرمى سنتيمترات منه؛وقد صار كل منهم أشلاء تعجنها الدماء وتختلط بطين ورمال بيتهم أو حطام مدارسهم وأدوات تعليمهم أو دمى وعرائس صغارهم. وأسترجع صورة لخليل الحية ممثل حماس من فوق أرض مصر وفى أرض سيناء بالتحديد يطالع العالم من خلال وقفته برسالة صامتة خالدة من أرض مصر عنوانها :هنا مصر،هنا أرض السلام حضن الأمان،هنا أقسى درس تلقاه العدو المتغطرس حربا،واستوعب درسه سلما،هنا زخم القراءة المتعقلة في خضم تعقد المشهد،هنا دائما مفتاح الطريق لالتقاط أنفاس إعادة رسم خريطة للمشهد تجاه ذلك الهوج من تطرف المحتل وغشم مشجعه ومُعينه وطمع صانعيه في التهام الأرض والتاريخ تخفيا وراء معتقدات توراتية زائفة،يبثونها ويخدعون بها العالم ولا هدف من ورائها سوى مطامع الاستعمار والاحتلال في كل زمان ومكان،التي يمسك مفاتيحها في زمننا الحديث تطرف في واشنطن ينظر فقط لأن يقود العالم كما يريد. ولأننا في أكتوبر،وكلما زاد تعقد الوضع سألت نفسى وكل من عاند وعادى الرجل فى حياته ثم تمادى فى عدائه والرجل راقد فى قبره:ماذا لو استمرت سيناء تحت الاحتلال كما هو الحال فى الجولان؟وهل كان السادات على حق في اختيار طريق السلام رغم الانتصار العسكرى؟ لقد صارت السيادة المصرية على سيناء تامة بما تم من تعمير وأنفاق وطرق ومن ثم بانتشار الجيش المصرى فى سيناء حتى الحدود، والقضاء على ماكان البعض يعتبره انتقاصا من سيادة مصر على أرض الفيروز حين جد الجد وأسفر الكيان وقوى الاستعمار عن حقيقة نياتها تجاه مصر وأرضها وسيناء منها على وجه الخصوص،وهاهى شرم الشيخ مدينة للراحة وواحة يقصدها سياح العالم بحثا عن الجمال،وأيضا تؤمها وفود السلام بحثا عن سلام للمنطقة ومن ثم العالم؛ففي سلام هذه المنطقة من العالم سلام للعالم كله إن تحدث العقل وعاد صواب المجانين وانكسرت مطامع الطامعين،وانطوت صبوات الحالمين بسيادة العالم والتحكم فيه. شكرا لدبلوماسية مصر ورحم الله السادات الذى تثبت الأحداث دائما أنه كان واقعيا بعيد النظر،مهما قال قصار النظر بغير ذلك.