بعد إعلان النادي الأهلي الرسمي التعاقد مع المدرب الدنماركي ياس سوروب (55 عامًا) لمدة عامين ونصف، ومع اقتراب وصوله إلى القاهرة غدًا لبدء مهمته رسميًا يوم الجمعة، يدور تساؤل مهم في الأوساط الكروية المصرية: لماذا اختارت إدارة الأهلي المدرسة الدنماركية تحديدا، بعيدًا عن الأسماء اللامعة المعتادة في عالم التدريب؟ يبدو أن اختيار سوروب، الذي يمتلك مسيرة متدرجة وناجحة في أوروبا، يمثل رهانا محسوبا على مدرب يجمع بين أسلوب تكتيكي حديث وسجل حافل بتحقيق الألقاب وتطوير الفرق. ووفقا لمصادر فأن أبرز ما لفت نظر إدارة النادي الأهلي في ملف سوروب هو سجله كصانع ألقاب مع الفرق التي تولى قيادتها، إضافة إلى خبرته المميزة في تطوير المواهب الشابة: حقق سوروب لقب الدوري الدنماركي مرتين (مع ميتلاند وكوبنهاجن)، بالإضافة إلى كأس الدنمارك مع إسبيورج في أول تجربة له كمدير فني، وهو ما أهله لجائزة أفضل مدرب في الدوري. هذه الألقاب تؤكد قدرته على التعامل مع ضغط المنافسة وتحقيق النجاحات المحلية. قاد فريقي جينت البلجيكي وكوبنهاجن إلى الأدوار الإقصائية في بطولات أوروبا (دور ال16 في دوري المؤتمر الأوروبي ودوري أبطال أوروبا)، مما يدل على كفاءته في التعامل مع المباريات الحاسمة على المستوى القاري، وهو ما يتطلبه الأهلي باستمرار. لا تقتصر إنجازاته على الأندية، فقد نجح كمدرب لمنتخب الدنمارك تحت 21 سنة في التأهل لبطولة اليورو بعد غياب 20 عامًا وصعد بهم إلى الأولمبياد والدور قبل النهائي، ما يعكس قدرته على التعامل مع المواهب الشابة وتجهيزها للفريق الأول. في آخر محطاته مع أوجسبورغ الألماني، حقق سوروب أفضل معدل نقاط للنادي في آخر 10 سنوات وكان فريقه يمتلك أفضل خط دفاع في النصف الثاني من الموسم الماضي، مما يبرز قدرته على تحقيق التوازن الدفاعي. من الناحية الفنية، يعتمد اختيار سوروب على قناعة الإدارة بأهمية تبني الكرة الشاملة التي تجمع بين قوة الأداء والانضباط التكتيكي.