وثّقت السينما حرب أكتوبر بأكثر من 12 فيلمًا روائيًّا طويلًا جاء معظمها فى الأعوام التالية للحرب، ورغم ضخامة الحدث كونه الانتصار الأهم لقواتنا المصرية فى عصرها الحديث فإن ملحمية المعركة جاءت كخلفية لأحداث اجتماعية عاشها المجتمع المصرى منذ نكسة 1967 حتى الانتصار العظيم عام 1973. فرصدت السينما من خلال أفلام أكتوبر تضافر الشعب المصرى وثقته فى قواته العسكرية، وأيضا برز دور المرأة فى الحرب وانتقلت بخفة بين مشاعر الجنود حتى إنها عبرت بصدق عن مسئولية القادة فى هذه الحرب المقدسة.. ورغم محدودية التجسيد الفنى وتجاهل المعارك فى معظم الأعمال والاكتفاء ببعض المشاهد الأرشيفية فإننا لا نستطيع إنكار دور هذه الأعمال التى باتت مع مرور الزمن مصدرًا مهما لتوثيق هذا الانتصار العظيم. كان عام 1974 هو الأهم فى انتاج أعمال تحكى عن ملحمة أكتوبر فى محاولة لاستغلال حالة الزخم الجماهيرى وكانت البداية من فيلم الوفاء العظيم عن قصة فيصل ندى واهتم العمل بالقالب الاجتماعى حول ضابط جيش يتقدم لخطبة حبيبته، لكن والدها يرفض بسبب خلافات قديمة بين العائلتين. تقرر العائلة تزويجها لشخص آخر يعمل أيضًا ضابطًا فى الجيش، وتشاء الصدفة أن يلتقى الحبيب والزوج أثناء الحرب لنرى من خلالهما تضحيات جنودنا أثناء المعركة، الفيلم بطولة محمود ياسين وكمال الشناوى ونجلاء فتحى إخراج حلمى رفلة. أيضا قدم فى نفس العام فيلم «الرصاصة لا تزال فى جيبى» عن قصة رمسيس نجيب وتدور أحداثه حول الشعب المصرى ومعاناته بعد نكسة 1967 من خلال مجند عاش هذا اللحظات ونجا من هجمات طائرات الهليكوبتر الإسرائيلية. يتم إنقاذه بواسطة أحد رجال البدو فى سيناء، ويعود إلى القاهرة حاملًا رصاصة فى جيبه، أقسَم على أن يحتفظ بها حتى يستعيد أرضه وكرامته، الفيلم بطولة محمود ياسين، حسين فهمى، صلاح السعدنى ويوسف شعبان إخراج حسام الدين مصطفى. فى نفس العام أيضًا أنتج فيلم «أبناء الصمت» من بطولة أحمد زكى والسيد راضى وسيد زيان ونور الشريف ومحمود مرسى وميرفت أمين من إخراج محمد راضى وقصة مجيد طوبيا والذى يجسد فترة حرب الاستنزاف حتى الانتصار العظيم فى أكتوبر 1973. أفلام 1975 وفى عام 1975 كانت رؤية الحرب ونتائجها أوضح للسينمائيين آنذاك واهتمت أفلام هذه المرحلة بالتوثيق وجاء هذا من خلال فيلم «حتى آخر العمر» من بطولة محمود عبد العزيز ونجوى إبراهيم وعمر خورشيد من إخراج أشرف فهمى والذى اهتم بتوثيق الضربة الجوية وعبور قناة السويس. أما فيلم العمر لحظة فكان العمل الأول الذى يعرض مشاهد حقيقية من ملحمة العبور، حيث رصد الفيلم حياة المصورين قبل المعركة وأيضا بعد المعركة من خلال الصحفية نعمت، الفيلم بطولة ماجدة وأحمد مظهر ونبيلة عبيد إخراج محمد راضى. وعن قصة نادر جلال، يروى الفيلم قصة عامل فى مصلحة المجارى يقع فى حب لصة محترفة تتخفى عنده. تتطور الأحداث عندما يتم استدعاء البطل للجيش ليحارب مع لص آخر كان قد تصدى له قبل الحرب. يستشهد البطل أثناء إطلاقه قذيفة على دبابة، فيروى اللص التائب القصة لأهل البطل وللبطلة التى كانت تنتظره عند الفجر. الفيلم بطولة محمود ياسين ونجلاء فتحى ومجدى وهبة. الصعود إلى الهاوية من أشهر أفلام حرب أكتوبر، تم إنتاجه عام 1978. يروى قصة جاسوسة إسرائيلية تُدعى هبة سليم، ويُظهر كيف أوقعت بها المخابرات المصرية بقيادة رفعت جبريل، حتى تم الحكم عليها بالإعدام شنقًا. الفيلم بطولة محمود ياسين ومديحة كامل وجميل راتب وإخراج كمال الشيخ. إعدام ميت عُرض الفيلم عام 1985 من بطولة محمود عبد العزيز ويحيى الفخرانى، ويدور حول مهمة التجسس على المفاعل النووى الإسرائيلى «ديمونة». حكايات الغريب عن قصة جمال الغيطانى، يتحدث الفيلم عن شاب مصرى يُصبح رمزًا للتضحية. يُروى الفيلم من خلال شهادات الأشخاص الذين عرفوه بعد تصديه لدبابات العدو فى السويس. بطولة محمود الجندى وشريف منير وحسين الإمام ومحمد منير إخراج إنعام محمد علي. الطريق إلى إيلات تدور أحداث الفيلم خلال حرب الاستنزاف عام 1969، حيث يقوم فريق من الضفادع البشرية المصرية بتدمير سفينتين حربيتين إسرائيليتين فى ميناء إيلات. الفيلم بطولة نبيل الحلفاوى وعزت العلايلى وعبد الله محمود إخراج إنعام محمد علي. حائط البطولات يركز الفيلم على حال الشعب المصرى خلال حرب الاستنزاف وصولًا إلى حرب أكتوبر، مع تسليط الضوء على دور قوات الدفاع الجوى وبناء حائط الصواريخ. بطولة محمود ياسين وفاروق الفيشاوى وأحمد بدير إخراج محمد راضي. أيام السادات يحكى الفيلم قصة حياة الرئيس الراحل محمد أنور السادات، بدءًا من مشواره السياسى وصولًا إلى حرب أكتوبر حتى اغتياله. بطولة أحمد زكى وميرفت أمين ومنى زكى إخراج محمد خان. الممر رغم أنه آخر الأعمال التى تحدثت عن المعركة والاستعداد فإنه حقق ما لم تستطع سينما سبيعينيات وثمانينيات القرن الماضى تحقيقه حيث طغي الجانب الاجتماعى فيها على الجانب الملحمى للمعركة، بينما ركز الممر على غرار الأعمال العالمية بالمشاهد القتالية والملحمية التى تبرز دور قواتنا المسلحة، حيث يحكى الفيلم عن فترة ما قبل أكتوبر، من هزيمة 1967 حتى حرب الاستنزاف. الفيلم بطولة أحمد عز، إياد نصار وإخراج شريف عرفة ويُعتبر الأعلى إنتاجًا فى تاريخ السينما المصرية، بميزانية تجاوزت 100 مليون جنيه.