فى مثل هذا اليوم قبل 52 عامًا حققت مصر أعظم انتصاراتها على عدوها، وعبرت أكبر مانع مائى، وحطمت خط بارليف الذى روجوا أنه يحتاج إلى قنبلة ذرية لعمل ثغرة فيه، ولقنت مصرالعدو درسًا، وقطعت ذراعه العسكرية التى كان يتفاخر بها، كلامى هذا قد يبدو ساذجًا، وتقزيمًا لعمل عظيم استردت به الأمة المصرية كرامتها، وأدركت أن لها درعا وسيفا يحميها ممثلًا فى جيشها العظيم. أتحدث لجيل Z من الشباب الذين ولدوا بين عامى 1997 و2012 وجيل ألفا الذين ولدوا بعد 2010 وحياته كلها مرتبطة بالتكنولوجيا، ويتعامل معها باعتبارها من مفردات الحياة، أخشى ألا يقرأنى أحد منهم، فهم لا يقرءون الصحف، وللأسف لا يعرفون شيئًا عن أعظم وأشرف أيامنا، وإذا عرفوا فهم يعرفونها مشوهة، أو منقوصة، ولو طلب من أحدهم أن يكتب بحثًا عن حرب اكتوبر فسوف يفاجأ أن هناك مواقع أجنبية تدلس وتدعى أن الذى انتصر هو إسرائيل، وليس مصر، ومواقع أخرى تروج أن الحرب كانت سجالًا، انتصرت مصر فى بدايتها، وتقدمت إسرائيل فى مرحلة لاحقة حتى كان وقف اطلاق النار، وبعدها الدخول فى مفاوضات قادت إلى اتفاقية السلام.. لذلك من المهم أن يعرف شباب هذين الجيلين حقيقة ما حدث وإلا نكون فى مشكلة حقيقية تتمثل فى غياب الوعى. من الأشياء التى أعتز وافتخر بها فى تاريخى الصحفى، أننى كنت وراء إصدار كتاب «على خط النار» عبر سلسلة «كتاب اليوم» أدعوكم لقراءته، هو عبارة عن رسائل خطها بيده الأديب الراحل جمال الغيطانى، وقت أن كان محررًا عسكريًا فى صحيفة «الأخبار» خلال الفترة ما بين عامى 1969 1974حيث حرب الاستنزاف ثم حرب أكتوبر، عايش الغيطانى الجنود والقادة فى الدشم، والخنادق، ورصد بلغته الأدبية الراقية هموم وأحلام المقاتل المصرى الأصيل، ورسم بكلماته روح الصمود والتحدى، ورصد معاناة وصمود أهلنا فى مدن ومحافظات القناة، وكيف كان دورهم لا يقل أهمية وعظمة عن دور المقاتلين، كشف وعايش الدور العظيم الذى قامت به كل الأسلحة فى حرب الاستنزاف حتى لا يهنأ العدو بجرمه. من لا يعرف تاريخه لا يدرك حاضره، ولا يستطيع التخطيط لمستقبله، ومن ضرورات البقاء أن يعرف الجيل الحالى لماذا هزمنا فى 1967، ولماذا انتصرنا فى أكتوبر 1973، والأهم أن يدركوا ضرورات أن يبقى جيشنا عظيمًا قويًا يحمى الحمى، واذا لم تصدق فانظر لكل دول الإقليم من حولك. عدونا يحترمنا ليس حبًا فى السلام -لأنها لغة لا يعرفها- ولكنه يخشى قوة الجيش المصرى.. حفظ الله البلاد والعباد .