تبنيت أحمد الغندور تحكيميًا.. وتعرَّض للظلم بسببى ابنى دخل الاختبارات دون علمى وكنت أخشى عليه من «اسمى» انتزع لقب المونديالى بوصفه شارك فى كأس العالم بنسختى 1998 و2002، كتب تاريخًا غير مسبوق للتحكيم المصرى ليُصبح ممثلًا لبلده فى المسابقات الدولية، خلال سنوات عمله كمحلل تحكيمى رافق اسمه لقب الخبير عطفًا على تاريخه.. اقرأ أيضًا| المنافسة على العضوية فقط.. 11 مرشحا يتنافسون على 7 مقاعد في انتخابات الأهلي جمال الغندور، الاسم الأشهر فى تاريخ التحكيم المصرى، بجانب مكانته القارية والعربية، يفتح قلبه ل«الأخبار» ويتحدث عن حكم مباراة القمة الأخيرة، بالإضافة لأبرز ملفات لجنة الحكام، وتقييمه للإدارة الأجنبية التى تديرها حاليًا، وأتفاصيل كثيرة أخرى فى هذا الحوار . فى البداية كيف ترى أداء طاقم التحكيم الإسبانى بمباراة القمة؟ إجمالى أداء الطاقم، سواء حكم الساحة، أو طاقم تقنية «الفار» كان جيدًا وعادلًا، وبشكل عام اختيار حكمًا أجنبيًا للقمة يلقى نجاحًا لعدم تواجد أزمات أو ضغوطات تُلاحقه. هل تولى حكم مصرى مباراة القمة.. بات أمرًا مستحيلًا؟ فى السنوات الماضية، حينما كانت المباريات تُقام بدون جماهير، أو بدخول عدد قليل منهم، كان هناك تواجد للتحكيم المصرى، وكانت الأمور تُدار بشكل جيد وبدون أزمات، إلا أنه بعد الحادث الأخير فى القمة الماضية وإلغائها لعدم حضور الأهلى اعتراضًا على تواجد حكم مصرى، جعل تواجد الحكم المصرى فى القمة أمرًا صعب تحقيقه. بماذا تُفسّر تباين تقييم الحالات التحكيمية بين الدوريات عالميًا ومحليًا؟ فى قانون كرة القدم هناك مجال للتقدير، ويمكن تُقيّم الحالة الواحدة بأكثر من تقدير، ولكن يجب ألا يزيد اختلاف هذا التقدير عن نسبة 10٪، ولكننى دائمًا أقول إن هناك قرارًا واحدًا صحيحًا لأى حالة، أما الدورى الإنجليزى، فيعد الأكثر اختلافًا عن غيره فى الحالات التحكيمية لرغبة الإنجليز فى التفرد والسماح بالالتحامات القوية واستمرار اللعب دون توقف. هل ترى حكمًا مميزًا خلال أسابيع الدورى الماضية؟ حتى أكون صادقًا معك، فإننى لا أتابع كل المباريات بانتظام، ولا يوجد مجال للتحليل التحكيمى للدورى، إلا أننى أستطيع أن أُقيّم بناءً على متوسط السنوات الماضية، التى تألق خلالها الأسماء التالية: أحمد الغندور، محمود البنا، محمود بسيونى، أمين عمر. تحدثت عن إلغاء فقرات التحليل التحكيمى بالدورى.. فما رأيك؟ بات أمرًا متبعًا منذ فترة، ونحن ملتزمون بتنفيذه، لكننى أراه غير صحيح، ولا يحدث فى أى من الدول المتواجدة فى الاتحاد الدولى والتى تصل عددها 220 دولة.. أما الحديث الدائر حول أن التحليل التحكيمى يُزيد التعصب، فالعكس قد يكون صحيحًا، فحينما يكون قرار الحكم صحيحًا، ويخرج مسئول فى النادى المتضرر من القرار ليهاجم الحكم ويُضلل جماهيره بأن القرار كان خاطئًا وأثر على نتيجة المباراة، وفى ظل غياب التحليل التحكيمى يكون هناك فهم خاطئ ويزداد التعصب بالتبعية، وهنا أود أن أسأل، هل التحكيم وحده المسئول عن التعصب الكروى، أليس هناك عناصر أخرى مثل اللاعب والمدرب والمحلل وغيرهم من العناصر المشاركة فى المنظومة؟ اقرأ أيضًا| غيابات مؤثرة في صفوف الأهلي قبل مواجهة كهرباء الإسماعيلية في الدوري ما رأيك فى طلبات الأندية باستبعاد حكام من إدارة مبارياتهم؟ أمر لا يجوز بالطبع، لكنه يحدث فى دوريات عالمية، وهو ما كان يحدث معى من قِبل الأندية الكبيرة خلال فترة تواجدى كحكم لأننى كنت لا أعمل على حسب الأهواء، وفى هذا الصدد يجب أن تكون لجنة الحكام منعزلة تمامًا عن الأندية، ويبقى اتحاد الكرة ليتصدى لهذا الأمر. تقييمك لأوسكار رويز رئيس لجنة الحكام؟ أعلنت رفضى لتولى خبير أجنبى لإدارة لجنة التحكيم، ليس لمصلحة شخصية لأكون متواجدًا بدلاً منه، بل لأننى أرى تواجد كفاءات لدينا تستطيع إدارة التحكيم، بشرط الحد من ضغوطات الأندية على اتحاد الكرة بشأنها، وضغوط الأندية هى السبب الرئيسى فى التعاقد مع خبير أجنبى.. ويجب أن يعلم الجميع، أن الحد الأدنى الذى يجب أن ينجح خلاله من يقود لجنة الحكام، مدة لا تقل عن عامين وقد تصل لأربعة أعوام حتى يكون الحكم عليه عادلًا، ونحن فى آخر خمس سنوات تقريبًا شاهدنا 10 خبراء تبادلوا على قيادة اللجنة. هل هناك وصفة سريعة للنهوض بالتحكيم المصرى؟ لا توجد وصفة سريعة للتقدم بمنظومة التحكيم، إلا أن هناك عوامل رئيسية يجب العمل عليها، فى البداية يجب أن نكون مطلعين على أحدث التعديلات وتطبقها وتستطيع فهمها، نحتاج أيضًا لإنشاء جيل لا يتأثر بالضغوطات، وهو العامل الأكثر تأثيرًا على التحكيم لدينا، فنحن نرى الحكم يحتسب الحالة لهذا النادى، ثم لا يحتسب نفس الحالة لنادٍ آخر بنفس المباراة، لذا فنحن فى حاجة شديدة للعمل على شخصية الحكم. اقرأ أيضًا| بالتزكية.. محمود الخطيب يقترب من ولاية رئاسية ثالثة في الأهلي.. شرط وحيد تقنية «الفار» هل أفادت اللعبة أم قلصت متعتها؟ أمر «الفار» يحتمل أكثر من شق، فيما يخص حقوق الأندية فهى رفعت مستوى العدالة بينها، لكن على النقيض لم تخدم التحكيم، لأنه بدون «الفار» كان هناك مبرر لخطأ الحكم مثل انعدام زاوية الرؤية، إلا أنه مع تواجد الفار ويتم اتخاذ قرار خاطئ من قِبل الحكم فيتحول الأمر إلى كارثة، كما أنه أحيانًا يعتمد الحكم بشكل كامل على «الفار» فى اتخاذ القرار، لذا فإن التقنية لم تفد التحكيم. أدرت لجنة الحكام أكثر من مرة.. ما الفترة الأكثر نجاحًا بالنسبة لك؟ للتذكرة، أنا توليت مهمة لجنة الحكام مرة واحدة فقط من 2004 ل2008، خلال فترة إدارة الراحل سمير زاهر لاتحاد الكرة. أما فى 2016، كُلفت لأدير الدور الثانى بالدورى من هذا العام وسارت الأمور حينها بشكل جيد ثم رحلت. وفى 2019 عملت لفترة أيضًا، إلى أن جاءت جائحة كورونا ورحلت.. إلا أننى اعتبر فترة الأربع سنوات هى فترة العمل الوحيدة التى عملت بها، لأننى لم أتعرض بها لأى ضغوط. متى يعود جمال الغندور لإدارة التحكيم؟ أحب العودة بالطبع، لأن منظومة التحكيم لها فضل علىّ، لكننى أريد ظروفًا مُهيأة للعمل، وأن يكون العمل مستقلًا، لا أقول منفصلًا عن اتحاد الكرة، وإنما مستقل فقط. الثنائى أحمد وخالد الغندور هل يتعرضان للظلم بسبب اسم الغندور؟ بالطبع، ابن أخى أحمد الغندور أدخلته مجال التحكيم بعدما تركه لى والده الراحل وهو فى عمر الثلاثة عشر عامًا، وكانت وصية والده لى: «عاوزه يبقى زيك»، لذا تبنيته فى مجال التحكيم، لكنه تعرض للمعاناة والظلم بسبب اسم الغندور ولا يأخذ حقه، رغم أنه فى السنوات الماضية، تعد أخطاؤه غير مؤثرة ويسير بشكل جيد، لذا كنت رافضًا أن يدخل ابنى خالد مجال التحكيم خوفًا عليه من أن يتعذب بسبب اسم الغندور. كيف جاءت قصة دخول خالد جمال الغندور التحكيم؟ أتذكر أنه طلب منى دخول مجال التحكيم منذ أن كان فى السابعة عشر من عمره. وقصة دخوله المجال ملخصها أن صديقى أصدقائى محمد معوض، وهو حكم متقاعد، قام بمصاحبة خالد نحو التقديم فى الاختبارات وهو فى سن التاسعة عشر خلال فترة تواجدى فى الخارج، وحينما عدت، ضغط علىّ بالموافقة على هذه الخطوة، ومن هنا جاءت بدايته فى التحكيم، يتواجد حاليًا فى تقنية «الفار»، وهذا أمر يدل على موهبته، والأمر بدأ لديه منذ أن تواجد معى فى تحليل التحكيم ليساعدنى فى تجميع اللقطات لتنمو لديه مهارة تحليل الفيديو وينجح فى العمل بعد ذلك فى الفار، وتواجده فى الفار لأن هناك إصابة كانت تعاوده من فترة لأخرى تضطره للابتعاد عن الملعب، إلا أنه مؤخرًا عالجها بشكل صحيح واقترب من العودة بشكل طبيعى مما يتيح له التواجد كحكم ساحة وليس فقط فى الفار، وفى النهاية كلنا نتمنى رؤية أولادنا أفضل منّا.