بأيدينا أن نحقق وفرة من السياحة والسياح الأجانب فى تدفقهم على مصر، وهذا يحدث بحُسن استقبال السائح واحترامنا له وعدم مطاردته فى الشوارع الرئيسية، كما يحدث مع السياح فى مدينة أسوان، فقد كنت العام الماضى فى زيارة أسوان، سمعت حكايات لا تليق بالمواطن، فقد سمعت أن بعض القرى المجاورة لمدينة أسوان تنطلق منها أعداد ضخمة من الأطفال والمتسولين الذين يمدون أياديهم للسائحين، وكما قيل لى إن السياح الذين يأتون لأسوان فى فصل الشتاء يجدون سربًا من هؤلاء الأطفال المتسولين وهم يتشعلقون فى ملابسهم طلبًا للبقشيش، والشهادة لله أن السائح الذى يزور أسوان يعود إلى بلده وفى ذاكرته أجمل صور لصعيد مصر، محافظة أسوان من المحافظات الواعدة التى نجحت فى رسم صورة مضيئة للسائح الأوروبى عن صعيد مصر. معنى الكلام أننا نستطيع أن نزيد من مواردنا السياحية يوم أن نفهم المفهوم الحقيقى للسياحة.. صحيح أن القطاع الخاص يستطيع أن يرفع من قيمة السياحة فى مصر يوم أن يحدث نمو فى الطلب العالمى على المقصد السياحى المصرى وهو ما يعكس نجاح الجهود المبذولة لتطوير المنتج السياحى والتوسع فى الأنماط الجديدة إلى جانب الحملات الترويجية المكثفة وتحسين جودة الخدمات، على الأقل نستفيد من توجيهات الرئيس بمناسبة افتتاح المتحف المصرى الكبير فى وقت تهتم الدول فى بذل جهدها لجذب المزيد من الاستثمارات السياحية على اعتبار أنها ركيزة أساسية لدعم التنمية الاقتصادية.. الوعى السياحى أصبح مطلوبًا من الجميع، من رجل الشارع ومن سائق التاكسي، الطفل فى أوروبا يتعلم مفهوم السياحة وهو فى المدرسة، وللأسف نحن فى مدارسنا لا وعى ولا تعليم ولا أحد يفهم ما هى السياحة مع أن موارد السياحة تستطيع أن تعمل على تحسين دخل الأسرة المصرية يوم أن نحسن استقبالنا للسائح الأجنبى الذى يختار مصر.