حالة من حالات الإجماع تجتاح العالم فى ضرورة أن تكون هناك دولة للفلسطينيين بجوار دولة للإسرائيليين، وهو ما يطلق عليه حل الدولتين. وقد سارعت بعض الدول ذات الوزن والثقل الدولى إلى تقديم الاعتراف بدولة فلسطينية، ذلك يعنى حماسًا دوليًا لهذا المشروع. وبصرف النظر عن التفاصيل التى جاء فى بعضها أن الدولة الفلسطينية ستكون منزوعة السلاح محروسة بقوات من الأممالمتحدة فإن المعنى واحد وهو دولة للفلسطينيين ذات سيادة تحظى باعتراف عالمى، ذلك حل واقعى يحمل قدرًا من الإنصاف للفلسطينيين الذين طالت عذاباتهم، ومسألة أن تكون دولة منزوعة السلاح، بمعنى عدم وجود أسلحة ثقيلة من الممكن أن تستخدم فى شن حرب على الكيان الإسرائيلى، وهذا لا ينفى ولا يلغى وجود تسليح شخصى للدفاع عن النفس. إننا فى ظل هذا الحماس الدولى نتفاءل بنجاح خطة ترامب للسلام فى غزة لإنهاء الحرب فى غزة بما فى ذلك آلية لتطوير القطاع وإطلاق عملية تنتهى بإقامة دولة فلسطينية. جوهر تلك الخطة هى المبادرة المصرية التى قدمتها مصر بداية العام الحالى. ونتمنى أن تأخذ خطوات تنفيذية خلال شهر أكتوبر الحالى الذى تحقق فيه لنا النصر فى عام 1973. لقد تفاقمت آلام الفلسطينيين وأحزانهم وتعاظم العدوان الإسرائيلى وتخطى كل الخطوط الحمراء، وراح يضرب فى المدنيين ويحاصرهم ويمنع عنهم الطعام والعلاج إلى درجة غير مسبوقة فى تاريخ الصراع العربى الإسرائيلى، وهذا ما أيقظ الضمير العام العالمى وحرك مظاهرات التأييد فى معظم بقاع العالم، حتى ألمانيا التى كانت تنحاز تقليديًا لإسرائيل تحرك فيها مئات الآلاف يهتفون بالحرية لغزة وسكانها. إن على الإخوة الفلسطينيين أن يستثمروا هذا التعاطف العام العالمى الذى خرج من دائرة الهتاف إلى مستوى التحدى لإسرائيل وجبروتها، وعليهم أن يكونوا أكثر تفهمًا للحظة التاريخية وألا تفلت منهم هذه الفرصة. خالص تمنياتنا للشعب الفلسطينى بالسلام والازدهار وخالص تحياتنا واحترامنا للرأى العام العالمى الذى انتفض غاضبًا ضد عملية الإبادة الجماعية التى تمارسها إسرائيل ضد أهلنا فى غزة.