شهد قطاع غزة تطوراً خطيراً على الصعيد الإنساني، تمثل في إغلاق المقر الرئيسي للجنة الدولية للصليب الأحمر في مدينة غزة، وذلك في ظل تصاعد العمليات العسكرية الجارية. يأتي هذا القرار الصعب كإشارة واضحة لتدهور الوضع الأمني، مما يعيق عمل المنظمات الإنسانية التي تسعى جاهدة لدعم المدنيين العالقين في دوامة الصراع. هذه التطورات تسلط الضوء على الثمن الباهظ الذي يدفعه المدنيون وسط استمرار القتال، بينما تتناقص قدرة الفصائل على المناورة الميدانية. اقرأ ايضا أحمد موسى: سد النهضة لم يضيء لمبة رغم المليارات هشام مهنا يوضح أسباب إغلاق مقر الصليب الأحمر أعلن الدكتور هشام مهنا، المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في غزة، أن قرار إغلاق المقر الرئيسي جاء نتيجة وصول العمليات العسكرية إلى مئات الأمتار فقط من مقر اللجنة. وأكد مهنا في تصريحات له عبر قناة القاهرة الإخبارية، أنه لم تتوفر أي ضمانات أمنية لحماية فرق العمل الإنساني هناك، مما جعل استمرارية العمل من داخله أمرًا غير ممكن. وأشار مهنا إلى أن هذا المقر ظل قاعدة عمل إنساني بارزة على مدى عقود، لكن التصعيد المتواصل أجبر اللجنة على اتخاذ قرار الإغلاق. جهود إنسانية مستمرة رغم غياب الضمانات الأمنية رغم تعليق العمل المباشر في شمال القطاع، أكد مهنا أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر لم تتخلّ عن التزامها الإنساني تجاه المدنيين والطواقم الطبية. وقد كثفت فرق الصليب الأحمر جهودها لدعم المؤسسات الطبية، حيث أرسلت سبع شحنات طبية إلى مستشفيات غزة، منها مجمع الشفاء الطبي والمستشفى الأهلي العربي ومستشفى القدس التابع للهلال الأحمر الفلسطيني. كما ساهمت اللجنة في تزويد مزوّدي خدمات المياه والصرف الصحي بأدوات حرجة، مثل خزانات المياه ووسائل تنقية الشرب. وأشار مهنا إلى أن اللجنة تتلقى يوميًا مئات الاتصالات من مدنيين عالقين وسط القتال، وتعمل على تأمين ممرات آمنة لهم كلما توفرت الظروف، بجانب استمرار إرسال الشحنات الطبية بعد الحصول على الضوء الأخضر من السلطات الإسرائيلية. تآكل القوة العسكرية لحماس بنسبة 90% في تحليل موازٍ للأوضاع الميدانية، أكد الإعلامي أحمد موسى أن حركة حماس الآن ليست هي الحركة التي كانت قبل ثلاث سنوات. وأشار موسى إلى أن إسرائيل قد دمرت القوة العسكرية لحماس بنسبة تصل إلى 90%، كما تم استهداف أغلب قادتها. ويرى موسى أن هذا التدمير الكبير يعني أن الحركة لا تمتلك القدرة الحالية على تنفيذ عملية كبرى مثل عملية 7 أكتوبر. هذه التقديرات تضاف إلى الجدل القائم حول قرار الحركة بتنفيذ عملية السابع من أكتوبر، حيث يرى موسى أن الحركة لم تفكر إلا في مصالحها الخاصة ولم تفكر في تبعات هذا الفعل، مما جعل الشعب الفلسطيني يدفع الثمن. مصالح شخصية تطيل أمد الحرب يرى المراقبون أن تعقيد الأزمة لا يقتصر على الصراع بين الفصائل والقوات الإسرائيلية، بل يشمل مصالح شخصية تسعى لإطالة أمد الحرب. ويؤكد أحمد موسى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لا يريد وقف إطلاق النار، كما أن حركة حماس لا تريد ذلك أيضاً، لأن كل طرف يعمل من أجل مصلحته. ويوضح موسى أن نتنياهو لا يهمه حياة الرهائن الإسرائيليين ويبحث عن مصالحه الشخصية، فهو يخشى المحاكمة إذا توقفت الحرب، وهدفه الأساسي هو حماية نفسه. وفي ظل هذه المصالح المتضاربة، تبقى دعوات إخلاء الساحة السياسية للحركة قائمة، حيث يطالب موسى: حركة حماس مش هتحكم غزة تاني.. سيب غزة لأهلها.. سيب غزة للناس الغلابة.