الآن.. وبعد ما يزيد عن نصف قرن من الزمان على حرب أكتوبر 1973، يعود من جديد اسم «أشرف مروان» ليتصدر الأخبار فى الصحف الإسرائيلية، ويثير الجدل حول ما تردد ونشر عن دوره الغامض خلال الفترة الحرجة التى سبقت انطلاق الحرب، وما تم تداوله من تسريبات وأخبار عن صلته بجهاز المخابرات الإسرائيلية «الموساد»، وما روجت له إسرائيل طوال سنوات بخصوص طبيعة وحقيقة تلك العلاقة. وكانت إسرائيل قد زعمت أن «أشرف مروان» كان عميلا هاما للموساد خلال تلك الفترة السابقة على الحرب، وادعت انه أبلغ إسرائيل بمعلومات هامة منها موعد الهجوم المصرى وبدء الحرب. ولم تتوقف ادعاءات ومزاعم إسرائيل عند ذلك، بل روجت لهذا الإدعاء بأكبر قدر من الأكاذيب والتضليل، التى حاولت خلالها التأكيد على القدرة الفائقة لجهاز «الموساد»، الذى استطاع تجنيد أشرف مروان صهر الرئيس الراحل عبدالناصر، وسكرتير الرئيس الراحل السادات لشئون المعلومات. وبلغت الادعاءات الإسرائيلية ذروتها من خلال فيلم سينمائى يحمل وجهة نظرها ويسجل ادعاءاتها ويؤيد روايتها المكذوبة عن علاقة «مروان» بالموساد وتجسسه لصالح إسرائيل. وذلك رغم علمهم وتأكدهم أن الحقيقة غير ذلك وأن ما حدث هو عكس ذلك.. وأن «أشرف مروان» لم يكن جاسوسا لإسرائيل، بل كان رحمه الله وطنياً مصرياً قامت المخابرات المصرية بزرعه فى قلب المخابرات الإسرائيلية،..، وأنه كان فى الحقيقة والواقع عاملاً رئيسيا ومرتكزاً أساسياً فى خطة الخداع الاستراتيجية المصرية لإسرائيل خلال فترة التمهيد والإعداد لحرب أكتوبر رمضان. وهذا ما اضطرت إلى الاعتراف به إسرائيل أخيرا من خلال ما نشرته صحيفة «يديعوت احرونوت» منذ أيام، وأكدت فيه نجاح «أشرف مروان» فى تضليل المخابرات الإسرائيلية قبل الحرب وخلالها وبعدها. والحقيقة والواقع يؤكدان أن «أشرف مروان» رحمه الله، كان بالفعل وطنياً مصرياً خالصاً وشديد الإخلاص لوطنه، وأنه قدم للوطن خدمات جليلة،..، وهذا ما دفع مصر الوطن والدولة لإقامة جنازة رسمية له عند وفاته،..، وهو ما دفع الرئيس مبارك رحمه الله إلى القول فى ذلك الحين أن أشرف مروان رجل وطني مخلص لوطنه.