أيام قليلة تفصلنا عن شهر أكتوبر المجيد، شهر الانتصارات والعزة والكرامة، حيث يظل السادس من أكتوبر علامة مضيئة في تاريخ الوطن، وذكرى خالدة للرجولة والشجاعة التي جسّدها جيشنا الباسل، مصنع الرجال. إنّ العقيدة الراسخة في قلوب أبناء القوات المسلحة، بأنّ مصر بكل ذرة من ترابها أمانة في أعناقهم، هي ما يجعلهم دائمًا على استعداد للتضحية والفداء. وقد عبّر الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال الندوة التثقيفية للقوات المسلحة العام الماضي، بمناسبة الذكرى الحادية والخمسين لانتصارات أكتوبر، عن أهمية الحفاظ على قوة الدولة الشاملة، مشيرًا إلى أن هذه القوة لا تقتصر على الجانب العسكري فحسب، بل تشمل أيضًا الاقتصاد والثقافة والوعي الجمعي، وهو أمر يشارك فيه كل مواطن، وأكد الرئيس حينها: «لا بدّ للقوات المسلحة والشرطة أن تبقيا في أعلى جاهزية وقدرة لحماية البلد». إنها رؤية ثاقبة من قائدٍ لم يلتفت إلى محاولات التشكيك أو الهجوم على مسيرة البناء والتسليح، إدراكًا منه أنّ أمن الوطن لا يحتمل المساومة. فرغم حملات التضليل التي روّجها البعض، ظلّت مصر ماضية في طريقها، تعتمد على إرادة الله القوية: «وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ». أبناء وطني الغالي، علينا ألّا نلتفت إلى أصوات الهدم، بل أن نلتف حول قيادتنا وقواتنا المسلحة، وأن نعي جيّدًا ما يُحاك لمصر من مؤامرات تستهدف أمنها واستقرارها، إنّ التحديات كثيرة، ولكن الثقة في أن لدينا رئيسًا لا يفرّط في شبرٍ من أرض هذا الوطن كفيلة بأن تمنحنا العزيمة لمواجهة أي تهديد. يبقى السادس من أكتوبر شاهدًا على أن المصريين قادرين على الدفاع عن وطنهم، وأن مصر ستظل عصيّة على كل من يحاول المساس بها، بفضل جيشها الباسل ووعي شعبها وقيادتها الحكيمة.