أحمد عدوي فى خطوة تعد تحولًا مهمًا فى مسار صناعة الدراما فى العالم العربى، أعلن المنتج عمرو قورة عن إطلاق أول مشروع درامى من نوع «الميكرو دراما» فى المنطقة، ويعتبر هذا المشروع بمثابة انطلاقة نوعية جديدة فى مجال المحتوى البصرى، حيث يعتمد على تقديم مسلسلات تتكون من حلقات قصيرة جدًا، تتراوح مدة كل حلقة منها ما بين دقيقتين إلى ثلاث دقائق فقط، ما يجعله نموذجًا جديدًا كليًا على المشاهد العربى. أوضح قورة أن «الميكرو دراما» هى تجربة أثبتت نجاحها الكبير على مستوى دول عديدة حول العالم، وعلى رأسها الصين وكوريا الجنوبية، حيث أصبحت هذه الصيغة من المسلسلات جزءًا أساسيًا من ثقافة المشاهدة اليومية هناك، ويرى قورة أن النجاح الذى حققته تلك التجارب لم يكن وليد الصدفة، بل جاء نتيجة للتغيرات الكبيرة التى طرأت على سلوكيات الجمهور، وتزايد الاعتماد على الأجهزة المحمولة والهواتف الذكية لمتابعة المحتوى الترفيهى. وأضاف: «الميكرو دراما هى استجابة مباشرة وسريعة لهذا التغيير، فهى تتيح للمشاهد أن يستمتع بقصة كاملة ومترابطة فى دقائق معدودة، وهو ما يناسب نمط الحياة السريع الذى نعيشه اليوم، إنها مثالية للأشخاص الذين يرغبون فى متابعة محتوى مسل خلال تنقلهم اليومى، أو أثناء استراحة قصيرة فى العمل أو الدراسة». وفى هذا السياق، شدد قورة على أن «الميكرو دراما» لا تأتى كبديل للدراما الطويلة أو التقليدية التى اعتاد عليها الجمهور العربى، وإنما هى شكل جديد يوازيها ويكملها، ويعكس التطور الطبيعى الذى تشهده صناعة الترفيه حول العالم. وأعرب المخرج السينمائى أمير رمسيس عن حماسه للمشاركة فى هذا المشروع الرائد، مؤكدًا أن الميكرو دراما تمثل تحديًا مهنيًا وفنيًا كبيرًا لكل من المخرج والكاتب، نظرًا للطبيعة الخاصة لهذا النوع من المحتوى.. وقال رمسيس: «نحن أمام تجربة غير مألوفة فى العالم العربى، رغم أنها أصبحت شائعة جدًا فى الخارج، لكن ما يجعل الأمر أكثر تعقيدًا هو أن هذه الأعمال تتطلب نوعًا خاصًا من الكتابة المكثفة التى توصل الفكرة فى دقائق معدودة فقط، كما أن الإخراج يجب أن يكون مبتكرًا ومتجددًا «. وأضاف رمسيس: «علينا أن نغير طريقة تفكيرنا فى التعامل مع الصورة، نحن لا نصور للتليفزيون أو السينما، بل لشاشات الهاتف المحمول والمنصات الرقمية، مما يعنى أن الشكل البصرى نفسه يجب أن يكون طوليًا، وليس عرضيًا كما هو معتاد، وهذا يتطلب لغة إخراجية جديدة تمامًا».. ويستكمل رمسيس أنه من الضرورى العمل على تدريب المؤلفين على هذا النوع من الكتابات المختصرة، لما تتطلبه من مهارات خاصة تختلف عن أساليب الكتابة التقليدية. أما الكاتب والسيناريست أنور عبد المغيث، فقد أوضح أن هناك تجربة قديمة ولكن تلك التجربة، رغم جودتها، لم تحقق النجاح المرجو منها، لأنها تعتمد على نظام اشتراك خاص، حيث يتوجب على المشاهد دفع مقابل مادى يوميًا لتلقى الحلقة عبر رسالة فى توقيت ثابت. وأردف قائلًا: «فى ذلك الوقت، لم يكن الجمهور العربى معتادًا بعد على استهلاك المحتوى الرقمى بهذه الطريقة، وكان الاعتماد على التليفزيون لا يزال سائدًا بشكل شبه كامل».. وأضاف : «اليوم، المشهد تغير بالكامل، أصبحنا نعيش فى عصر المنصات الرقمية، والمشاهد بات أكثر انفتاحًا ومرونة، وأصبحت لديه شهية حقيقية لمتابعة محتوى قصير وسريع يتماشى مع نمط حياته المزدحم، لذلك أنا متفائل جدًا بأن هذه التجربة ستحقق النجاح هذه المرة». وفى ختام حديثه، دعا عبد المغيث إلى دعم هذه النوعية من المبادرات الفنية قائلًا: «من المهم جدًا أن نحتضن كل تجربة جديدة ومبتكرة، الميكرو دراما ليست فقط نوعًا من الترفيه، بل هى فرصة حقيقية لتطوير الصناعة، وفتح آفاق جديدة أمام الشباب والمبدعين».