يقع عدد لا بأس به من الإعلاميين فى غواية النقد، باعتباره الطريق المضمون والأكثر قربًا إلى عقل وقلب المواطن، الذى ينحاز لمن يتحدث باسمه، ويعبر عن همومه ويسلط الضوء على مخاوفه، لذلك تجد الصحفى مبادرًا ومنطلقًا فى النقد، وفى تسليط الضوء على السلبيات، وهذا دوره بلا شك، ولكنه ليس كل دوره، فدوره أيضًا أن يلقى الضوء على الجوانب المضيئة وعلى الإنجازات التى تتم، ولا يخشى أن يتهم بشأنه «يطبل» للحكومة (معذرة على استخدام اللفظة)، لأن فى كتابته الواقعية إشاعة لروح الأمل فى مستقبل أفضل، بعكس ما يسعى إليه اهل الشر ببث روح الانهزامية واليأس. تذكرت هذا وأنا أتابع تقريرًا لمركز معلومات مجلس الوزراء يتحدث عن مشروع عملاق ومهم يتم على بعد أكثر من 800 كيلومتر من العاصمة، لتطوير منظومة الرى فى واحة سيوة، المشروع البديع الذى نفذته وزارة الرى استهدف استعادة التوازن البيئى للواحة، وتحقيق التوازن الذى كان مختلًا بين معدلات سحب المياه، بالإضافة الى تحقيق المناسيب الآمنة لبرك الصرف الزراعى. فى بداية المشروع لم تكن الصورة واضحة، وتعرض المشروع لحملة تشويه على صفحات التواصل الاجتماعى، وصورته وكأنه يستهدف القضاء على سيوة سياحيًا، وأطلقت أبواق تعرفونها جيدًا أكاذيب للنيل من المشروع الذى ادى إلى استرداد أرض الواحة لعافيتها، بعد تحسن حالة الأراضى الزراعية التى كانت قد تعرضت للتدهور، وتراجعت انتاجيتها فى السنوات الأخيرة .. التحسن تحقق بعد التدخل العلمى الذى كلف ميزانية الدولة مئات الملايين بخفض مناسيب المياه والوصول بها إلى المناسيب الآمنة، وتكامل النجاح مع حفر قناة يقترب طولها من 34 كيلومترًا لنقل مياه الصرف الزراعى، مع حفر 12 بئرًا عميقة لتوفير مصادر جديدة للمياه العذبة، وتدعم أربعة جسور لحماية الأراضى والمنشآت حول بركة سيوة. المشروع القومى الذى جرى بدون صخب يشمل حاليًا إنشاء محطة رفع جديدة لنقل جزء من مياه بركة بهى الدين لمنخفض عين الجنبى، ليس هذا فحسب، بل يتم اغلاق 82 بئرًا، وحفر بدائل بعد ارتفاع نسبة الملوحة فى المغلقة. ما حدث أيام مبارك كان خطأ، ولكننا الآن فى حاجة إلى إتاحة المعلومة اولًا بأول لغلق الباب أمام الطابور الخامس الموجود بين ظهرانينا .