«ستوري بوت» خدمة جديدة تقدمها «بوابة أخبار اليوم» إلى قرائها، حيث نرشح لبرامج الذكاء الاصطناعي موضوع يهم الناس، ونطلب منه كتابة قصة صحفية عنه، دون تدخل من العنصر البشري، قصة اليوم تتحدث عن ظاهرة مثيرة للقلق عُرفت ب"التعفن السريري" بين شباب جيل Z،في زمن تتسارع فيه التكنولوجيا وتتشابك فيه العلاقات الافتراضية. ما المقصود بمصطلح «التعفن في السرير»؟ وهل هو فعلاً مرض نفسي أم مجازي فقط؟ «التعفن في السرير» هو تعبير غير رسمي انتشر على مواقع التواصل لوصف حالة الكسل والخمول والانزواء المفرط في السرير، خاصة بين فئة الشباب، والمصطلح يُستخدم مجازيًا، لكنه يُشير إلى أعراض واقعية جدًا: مثل فقدان الحافز، الانعزال، اضطراب النوم، والإفراط في استخدام الهاتف. في بعض الحالات، قد يتطور الأمر إلى اكتئاب حاد أو قلق مزمن. لماذا تنتشر هذه الظاهرة تحديدًا بين جيل Z؟ وهل هو الجيل الأكثر تأثرًا بها؟ ومن يليه من الأجيال الأخرى؟ بالفعل، جيل Z هو الجيل الأكثر عرضة للإصابة بهذه الظاهرة، ويعود ذلك إلى كونه الجيل الذي نشأ في قلب العصر الرقمي، حيث كان الهاتف الذكي ووسائل التواصل الاجتماعي جزءًا من تكوينهم منذ الطفولة، وهذا الانغماس المبكر في العالم الرقمي جعلهم أكثر حساسية للآثار النفسية الناتجة عن الإفراط في التصفح، المقارنة الاجتماعية، والتحفيز الفوري. لكن التأثر لا يقتصر عليهم وحدهم، وهذا هو الترتيب التقريبي للأجيال من حيث تأثرهم ب«التعفن في السرير» أو ما يشابهه من ظواهر: جيل «Z «1995–2010: الأكثر تأثرًا، يعانون من العزلة الرقمية، فقدان الدافع، واضطرابات النوم، فالتكنولوجيا ليست مجرد أداة في حياتهم، بل بيئة كاملة. جيل الألفية « Millennials «1980–1994: تأثرهم متوسط إلى مرتفع، عاشوا التحوّل الرقمي في مراهقتهم وشبابهم، ويعانون من التعب الرقمي وضغط الإنجاز، ما يدفع بعضهم للعزلة أحيانًا. جيل »X «1965–1979: التأثير محدود، لأنهم يستخدمون التكنولوجيا لأغراض عملية أكثر من كونها أسلوب حياة، ومشاكلهم النفسية تنبع غالبًا من العمل أو الأسرة، لا من السوشيال ميديا. جيل الطفرة Baby Boomers «1946–1964»: الأقل تأثرًا، بسبب بعدهم النسبي عن العالم الرقمي، استخدامهم محدود، وغالبًا لا يعانون من نفس نمط الانسحاب الإلكتروني. هل هناك أعراض واضحة تشير إلى أن الشاب أو الشابة يعاني من «التعفن في السرير»؟ نعم، هناك علامات يمكن ملاحظتها: الاستلقاء في السرير لساعات دون نشاط أو نوم. استخدام الهاتف دون هدف واضح، خاصة في ساعات الليل. تأجيل المهام اليومية والشعور بالذنب حيال ذلك. العزلة الاجتماعية وتقليل التواصل الواقعي. الإجهاد الذهني والميل إلى البكاء أو التوتر بسهولة. ما الدور الذي تلعبه السوشيال ميديا في تفاقم هذه الظاهرة؟ وسائل التواصل الاجتماعي تلعب دورًا محوريًا في تعميق المشكلة، فهي تعزز «دوامة المقارنة» التي تجعل الفرد يشعر دائمًا أنه أقل من الآخرين، كما أن المحتوى القصير والسريع يسبب تشوّهًا في الانتباه ويُضعف القدرة على التركيز أو الصبر، هذه العوامل، مجتمعة، تؤدي إلى الإرهاق الذهني والهروب المستمر إلى السرير كملاذ نفسي مؤقت. هل تقتصر آثار هذه الظاهرة على الجانب النفسي فقط؟ لا، تشمل أيضًا آثارًا بدنية وصحية خطيرة، مثل: ضعف اللياقة العامة نتيجة قلة الحركة. اضطرابات النوم الناتجة عن استخدام الهاتف ليلًا. آلام في الظهر والرقبة بسبب الوضعيات الخاطئة. زيادة في الوزن أو اضطرابات في الأكل. التأثير الجسدي يُفاقم النفسي، ويشكل ما يُشبه الحلقة المفرغة. كيف يمكن للأسرة أو المجتمع مساعدة الشباب على الخروج من هذه الحالة؟ من الضروري عدم الحكم أو التهكم على من يعاني من هذه الحالة، بل يجب فتح قنوات حوار حقيقية، وهنا يوجد بعض الخطوات العملية التي يمكن اتباعها: تشجيع الروتين الصحي: نوم منتظم، أنشطة يومية، وتقليل وقت الشاشة. الانخراط في أنشطة غير رقمية: رياضة، أعمال تطوعية، هوايات فنية. طلب المساعدة المتخصصة: سواء من طبيب نفسي أو مدرب سلوكي. تعزيز الدعم الأسري: من خلال التواجد، الحنان، والفهم لا النقد. أخيرًا، ما رسالتك لشباب جيل Z وكل من يعاني من هذه الظاهرة؟ أنتم لستم وحدكم «التعفن في السرير» ليس فشلاً أو ضعفًا، بل استجابة بشرية لضغط غير طبيعي، والتكنولوجيا وُجدت لتُستخدم، لا لتستعبد، ولا بأس أن تستريح، لكن لا تجعل السرير مكانًا للهروب الدائم. الحياة الحقيقية تبدأ عندما تنهض، وتجرب، وتخطئ، ثم تعاود الوقوف.