اختتمت مساء الأثنين الماضي، فعاليات الدورة الأولى لمهرجان بورسعيد السينمائي الدولي، والتي حملت اسم الفنان محمود ياسين، تحت شعار "سينما تضيء"، وشهدت الدورة منافسة بين 9 أفلام في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، وبين 44 فيلما في مسابقة الأفلام القصيرة والتسجيلية، وبين 23 في مسابقة أفلام الطلبة. وأعلن الناقد أحمد عسر، رئيس المهرجان خلال كلمته في حفل ختام المهرجان، عن توقيع مهرجان بورسعيد بروتوكول تعاون مثمر مع مهرجان الحمامات السينمائي في تونس، وكذلك عقد إتفاقية تعاون مشترك مع المركز القومي للسينما لإقامة نادي سينما بورسعيد دعما للحركة الفنية والثقافية بالمحافظة. بينما أكد اللواء أركان حرب محب حبشي، محافظ بورسعيد، خلال كلمته في حفل ختام المهرجان إن المهرجان شهد عروض سينمائية مهمة وندوات فكرية أثرت المشهد الثقافي وساهمت في وضع بورسعيد على خريطة الفن والثقافة، وجعلتها مقصدا فنيا وسياحيا مميزا، خاصة إن المهرجان لم يكن مجرد فعالية فنية فقط، لكن رسالة حضارية تؤكد إن هذه المدينة الباسلة قادرة على ان تكون منارة للثقافة ووجهة للمبدعين من شتى بقاع العالم، وأنه سيحرص على أن يظل مهرجان بورسعيد تقليدا سنويا راسخا ونافذة تطل منها بورسعيد على العالم، ورسالة من مصر إلى الإنسانية، بأن الفن والثقافة جسور السلام والتواصل بين الشعوب. "جوائز" شهد حفل ختام المهرجان إعلان جوائز الأفلام المشاركة في مسابقاته المختلفة، وأولها مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، حيث فاز بجائزة "الفنار الذهبي" فيلم "المنزل" من أوزبكستان، وفاز بجائزة "الفنار الفضي" فيلم "حياة لوسانج" من الصين، وفازت بجائزة أفضل ممثلة الفنانة إسلام مبارك عن الفيلم المصري "ضي"، وفاز بجائزة أفضل ممثل الفنان سامي ليشيع عن الفيلم التونسي "الاختفاء"، وفاز بجائزة أفضل تصوير - التي تحمل اسم مدير التصوير الراحل تيمور تيمور - مناصفة بين محمد كوشي من مصر عن فيلم "آخر ليالي الصيف"، وإيغل نوربو لاتوفا من كازاخستان، وفاز بجائزة تنويه خاص فيلم "لا ظلام حيث يوجد حب" من فرنسا. وفي مسابقة الأفلام القصيرة، فاز بتنويه خاص فيلم "ذاكرة مهمشة" من فلسطين، تنويه خاص لأفضل ممثلة للفنانة ياسمين العبد من مصر عن فيلم "إلى ريما"، وفاز بالفنار الفضي للأفلام التسجلية فيلم "Bar sar" من البحرين، وفاز بجائزة الفنار الفضي في الأفلام الروائية القصيرة فيلم "ألعاب صيفية" من إيطاليا، وفاز بجائزة "الفنار الذهبي" في الأفلام التسجيلية فيلم "ما وراء الدائرة" من إسبانيا، وجائزة "الفنار الذهبي" في الأفلام الروائية القصيرة فيلم "الفتاة البديلة" من تركيا. وفي مسابقة أفلام الطلبة، ذهبت جائزة أفضل ممثلة تنويه خاص لجوي فريم من تونس، وجائزة تنويه خاص للفيلم المصري "Welcome,Little one"، وفاز بجائزة "الفنار الفضي" فيلم "شاربو الدموع" من تونس، وجائزة "الفنار الذهبي" فيلم "ظلال" من روسيا. "جوائز خاصة" هناك أيضا عدة جوائز خاصة منحها المهرجان.. منها جائزة جمعية بورسعيد للفنون الثقافية والمسرحية لشباب السينمائيين مناصفة بين فيلمين "كوتارد" و"بحضرة الموت" والجائزة الخاصة المقدمة من المهرجان لأفضل فيلم عن بورسعيد، فاز بها فيلم "غالي" من مصر. "ندوة تكريم" اقيمت ضمن فعاليات المهرجان ندوة لتكريم اسم الفنان الراحل الكبير وابن بورسعيد، محمود ياسين، أحد أهم نجوم السينما المصرية والعربية، والذي حملت الدورة الأولى من المهرجان اسمه، وذلك بحضور نجله عمرو محمود ياسين، والذي أكد سعادته بإقامة مهرجان مهم في مدينة بور سعيد، والتي تمتلك مقومات ثقافية وفنية كبيرة، وتحدث عن مشوار والده السينمائي وتقديمه ما يقرب من 10 أفلام سنويا، تاركا إرثا فنيا حقيقيا، ومتمنياً ان يحذو نجوم اليوم حذوه في الإنتاج الغزير والإلتزام بالفن، وأشار إلى أن المنافسة الفنية بين جيل والده كانت محمودة وإيجابية، وإن والده شارك مع مجموعة من أهم النجوم في مسرحية "بداية ونهاية"، وإن إيراداتها كانت من أجل سداد ديون مصر، معتبرا إن هذه الروح نموذجا يصعب تحقيقه اليوم. "ورشتان تمثيل" أقام المهرجان ضمن فعالياته ورشتان مجانيتان في التمثيل، الأولى كانت تحت إشراف أحمد تمام، الذي يعد أول "كاستينج دايركتور" يعتمد بهذا اللقب في مصر والعالم العربي، ومؤسس أول شركة متخصصة في "الكاستينج"، وصاحب خبرة تتجاوز 100 عمل فني. الورشة الثانية كانت لتعليم مهارات التمثيل للمواهب الشابة والأطفال، وقدم الورشة المنتج هشام سليمان الرئيس الشرفي للمهرجان، والفنان سامح الصريطي، وشهدت الورشة تفاعلا كبيرا من المشاركين على المستويين النظري والعملي. "ورشة الإخراج" كما شهدت فعاليات المهرجان ورشة مجانية في الإخراج للمواهب الشابة، وقدم هذه الورشة المخرج أكرم فريد، والذي تناول على مدار يومين بشكل عملي ومكثف أهم محاور الإخراج، ومنها مراحل إنتاج الفيلم، اللغة السينمائية، زوايا التصوير وحركة الكاميرا، التحضير للتصوير وتنفيذه، تركيب اللقطات، قواعد المونتاج والعلاقة بين المخرج والممثل. "ورشة السيناريو" المهرجان أقام أيضا ورشة لكتابة السيناريو، والتي قدمها السيناريست هاني فوزي، وتناول من خلالها أسس البناء الدرامي وكتابة السيناريو للأفلام والمسلسلات وأشكال السرد التقليدية والغير تقليدية، وقد أشاد فوزي بمستوى المشاركين في الورشة ووجود مواهب مميزة بينهم، وخاصة بين الشباب، متوقعا أن يكون لهم بصمات بارزة في المستقبل بين كتاب السيناريو في مصر. "الحياة بعيون سينمائية" ضمن فعاليات المهرجان، أقيمت ندوة للمنتج هشام سليمان بعنوان "الحياة بعيون سينمائية"، والذي أكد خلال هذه الندوة إن عنوانها يعكس جوهر الحياة اليومية، وأننا جميعا نعيش حياة سينمائية مليئة بالإخراج والتمثيل والمشاهد الموازية، وأشارت الكاتبة والناقدة فايزة هنداوي أن أهمية هذه الندوة تكمن في تناولها كيفية تعامل السينمائيين مع تقنيات الذكاء الإصطناعي، مؤكدة أن مصطلح "السينما عين الحياة" يعكس واقعا حقيقيا، وأن التقنيات الحديثة والذكاء الإصطناعي أصبحا ركنا أساسيا في تطوير السينما، وتساءلت هنداوي عن إمكانية أن يحل الذكاء الإصطناعي مكان الإنسان، وأكد المنتج هشام سليمان أن من الذكاء البشري أن نستوعب ونتعلم كيفية استخدام الذكاء الإصطناعي بشكل إيجابي، وأن مواجهة أي مخاطر أو سلبيات تبدأ من درجة وعينا بها، وأشار سليمان إلى أن التطور الطبيعي كما يحدث حاليا خارج مصر أن يأخذ الذكاء الإصطناعي صوت وصورة البعض ويصنع بها أفلاما كاملة، وأن القادم هو أن يتنازل البعض عن صورتهم وصوتهم مقابل مبلغ مالي ليتم استخدامهما في الذكاء الإصطناعي. وأشار سليمان أنه يراهن على العقل البشري الذي لا يقارن بالذكاء الإصطناعي، وأننا سنظل أقوى منه بالعلم والموهبة والاجتهاد، وأننا سنظل أقوياء طالما نمتلك وعيا بإيجابيات وسلبيات أي تقنية حديثة قد تظهر. "أعمال في ذاكرة الجمهور" تم خلال المهرجان، تكريم مدير التصوير أحمد المرسي، وعقدت ندوة معه تحدث فيها عن مشواره السينمائي من بداية عمله مع المخرج محمد خان من خلال فيلم "أيام السادات"، وكذلك عمله مع المخرجان داود عبد السيد ومروان حامد، وأشار المرسي خلال الندوة أنه رغم بدايته بالعمل في الأعمال الكوميدية، إلا أنه قرر بعد ذلك الاتجاه إلى الأعمال الجادة التي تترك أثرا طويل المدى وتعيش في ذاكرة الجمهور، مثل أفلام المخرج عاطف الطيب، وأنه يتمنى أن يعود المخرج داود عبد السيد إلى العمل السينمائي من جديد، ويتطلع لمشاهدة فيلم "الست" للمخرج مروان حامد المنتظر عرضه خلال الفترة المقبلة، كما تحدث عن المخاطر التي يواجهها مديرو التصوير أثناء تصوير مشاهد الانفجارات والأكشن وعن التطور التكنولوجي، مؤكدا أنه يخدم صناعة السينما. اقرأ أيضا: رئيس بورسعيد السينمائى: حاربنا سنوات للحصول على تراخيص المهرجان و34 دولة