فى 22 سبتمبر من كل عام، يرفع العالم صوته من أجل كائن صامت، مهدد بالاختفاء من على وجه الأرض وهو وحيد القرن، هذا اليوم العالمى لا يحتفى به بالزينة ولا بالأغانى، بل بالتحذيرات والتقارير التى تكشف عن مصير مخلوق عتيق قاوم ملايين السنين، لكنه الآن يعجز أمام رصاص الصيادين وشهوة تجارة القرون السوداء. فهو ليس مجرد حيوان ضخم بقرن مميز، بل رمز للقوة والحكمة فى ثقافات قديمة، من أفريقيا إلى آسيا، ومع ذلك، تراجعت أعداده بشكل مخيف، إذ قتل الآلاف خلال العقد الأخير فقط بسبب أسطورة طبية مزيفة ترى فى قرنه علاجا، أو بسبب سحر ثروة سوداء تتحكم فيها شبكات تهريب دولية، وكأن صرخاته تختفى وسط ضجيج الأسواق والرصاص ، فى أفريقيا، حيث تمتد السافانا الواسعة، تقف محميات طبيعية تحاول أن تحمى ما تبقى. اقرأ أيضًا | دون إصابات.. رجل يقتحم حظيرة وحيد القرن بحديقة حيوان «بازل» حراسها يخوضون حربا صامتة ضد شبكات مسلحة تستخدم الطائرات والأجهزة الحديثة لمطاردة هذا الحيوان الأعزل، ورغم الجهود يظل النزيف مستمرا، لأن الطلب ما زال قائما، ولأن تجارة القرون تحقق أرباحا تفوق تجارة الذهب أحيانا.