الغيرة سيطرت على عقله المريض جعلته كالمجنون، فأصبح يشك في زوجته لمجرد أوهام في خياله بلا أساس ولأنه كان لا يثق في نفسه فحول حياة زوجته إلى جحيم، كلما ذهبت إلى أي مكان يظن أنها تخرج لمقابلة عشيقها وأنها تخونه، المبرر الوحيد الذي استخدمه وشحن به عقله؛ هي أن زوجته على قدر كبير من الجمال. الزوجة الشابة كرهت حياتها كل يوم يمر عليها تخرج فيه من المنزل، كان زوجها يتهمها بالخيانة ويهينها ويضربها باستمرار، ولانها كانت من اسرة فقيرة ترفض فكرة الطلاق كانت الزوجة تعود إلى منزل الزوجية وعليها أن تتحمل زوجها ومرضه النفسي، لدرجة انها تعرضت للعنف على يد زوجها بتكبيلها بالحبال، وتدخل الجيران بتخليصها منه وأصلحوا بينهما، ليعاود الزوج ما فعله مرة ثانية بعد 6 ايام فقط لكن في تلك المرة لم يستطع احد إنقاذ الزوجة لتلقى مصرعها على يد زوجها خنقا بعد أن اعدت له وجبة العشاء. الزوج حاول الهروب لكن رجال المباحث استطاعوا القبض عليه وتسليمه للعدالة والتى اصدرت قرارها بإحالة أوراقه إلى فضيلة المفتى وتحديد جلسة دور الانعقاد القادم للنطق بالحكم، لم تكن رانيا تعلم أن نهاية مصيرها سيكون القتل على يد زوجها، وأن جمالها سيجلب لها التعاسة والشقاء، لانها تزوجت من رجل مصاب بمرض الشك والغيرة القاتلة لمجرد أن يجد من حوله يمدحون في جمال زوجته وأخلاقها، حتى لو كانوا من النساء فهو كان يغير عليها من الهواء الذى تتنفسه، لم يكن هذا الرجل غيورا فقط بل كان زوجا عاطلا يعمل يوما ويجلس في البيت بالايام ويترك زوجته تواجه مصيرها في الحياة لتنفق عليه، حيث كانت تعمل عاملة في إحدى الحضانات، وبالرغم من كل ذلك الشقاء والتعاسة كان يلومها على أي تصرف تفعله. في كل مرة تخرج فيها لشراء احتياجاتها من طعام للمنزل أو العمل يكون نصيبها الضرب والاهانة عند عودتها، لانها خرجت والناس كانوا يرونها في الشارع، وإذا لم تحضر متطلبات المنزل يكون نصيبها الضرب ايضا فهي مقصرة في واجبات بيتها، في احدى المرات تمردت رانيا على زوجها، قررت ترك منزل الزوجية وطلب الطلاق لكنها فوجئت بأسرتها تعيدها إلى بيت زوجها مرة اخرى، وهم يقولون لها عليها أن تتحمل ويجب أن تعيش وترضى وأن الزوجة ليس لها مكانا سوى منزل زوجها وعليها أن تصبر على عصبيته وتسمع كلامه فهو رجل البيت، لتعود رانيا وترضى بالمقسوم لها من ضرب وإهانة، والمثير انه في كل مرة يضربها زوجها كان يأتى في آخر الليل معتذرا لها وهو يخبرها بأنه يحبها ويغير عليها . حتى جاء اليوم والذى خرجت فيه لشراء متطلبات المنزل كالمعتاد وتأخرت قليلا، ولحظها السيئ نسيت هاتفها المحمول في المنزل، ليظل الزوج يطلبها وهي لا ترد وهو في عمله، ليعود مسرعًا فلم يجدها ويجد هاتفها فقط، وبمجرد ان دخلت المنزل ضربها زوجها وجذبها من ملابسها، وهو يتهمها بأبشع الصفات ويهينها، ولم يكتف بذلك بل كبلها من يديها واستمر في تعذيبها، صرخات رانيا وصلت للجيران الذين تجمعوا على آلامها وصرخاتها التى ابكت الحجر، ليخلصونها من بين يديه، ولانهم كانوا يعرفون أن اسرة رانيا ستعيدها الى منزلها فتدخلوا بالصلح بينهما، ليتركونها فريسة بين يديه مرة أخرى، لملمت رانيا آلامها فهي لا تعرف إلى اين تذهب أو تهرب من هذا الجحيم الذى تعيش فيه؟ ! فهى تعمل لتنفق عليه ورغم هذا لا يتورع عن إهانتها وضربها المستمر، لكن لم يكن بيدها حيلة، سلمت امرها لله، وفي احد الايام خرجت رانيا للعمل كالمعتاد، وتأخرت في الطريق قليلا، كانت تشعر بالخوف والذعر يعصر قلبها، من زوجها الذى ينتظرها في البيت وهى تعرف أن نصيبها سيكون الضرب والجيران أنقذوها من أسبوع فقط من بين يديه. الجريمة وفي النهاية قالت لنفسها « علقة تفوت ولا حد يموت» لكن للاسف في تلك المرة «العلقة» انهت حياتها، دخلت رانيا المنزل لتجد زوجها ينتظرها والشرر يتطاير من عينيه وهو يطلب منها أن تجهز له العشاء، وبعد ان تناول العشاء استدرجها إلى غرفة النوم ثم التقطت يداه»ايشارب» وفى غفلة منها لفه حول عنقها عدة مرات واأحكم ربطه حتى سقطت ارضًا تلفظ انفاسها الاخيرة وفر هاربًا! وفي اليوم التالى لاحظ الجيران عدم خروج رانيا ووجدوا باب الشقة مفتوحًا ليدخلوا يجدونها ملقاة ارضًا بلا حراك وقد أسلمت الروح، ليطلبوا الشرطة التى حررت محضرًا بالواقعة وإحالته إلى النيابة العامة لتأتي تحريات المباحث تثبت أن الزوج وراء ارتكاب الجريمة ليتم القبض عليه ويعترف بالواقعة وإحالته للنيابة العامة التى قررت حبسه وإحالته لمحكمة جنايات الإسكندرية. جاء في قرار الاحالة أن القضية رقم 24847 لسنة 2024 جنايات قسم شرطة المنتزه ثالث؛ أن الاجهزة الامنية تلقت إخطارا يفيد ببلاغ المتهم س.ع بقتل زوحته بعد أن استدرجها إلى غرفة النوم عقب تجهيزها الطعام وأمساك بإيشارب حريمى ولفه حول عنقها عدة لفات واحكم ربطه وشد طرفيه حتى وافتها المنية وتوفيت في الحال. واكدت التحريات؛ أن المتهم كان دائم التعدي على زوجته بالضرب والسب، وقبل الواقعة بستة ايام تعدى المتهم على زوجته بعد أن كبل يديها وضربها إلى أن تدخل الجيران واصلحوا بينهما وعاد المتهم مرة اخرى للتعدي على زوجته وقتلها لشكه فيها دون دليل أو مبرر. النهاية وامام محكمة جنايات الاسكندرية برئاسة المستشار محمد محجوب العباسي، وعضوية كل من المستشارين شريف مجدى الجندى، ورامه سعد طبيخة، وشريف عبد المنعم هجرس، وبحضور احمد رفعت عامر وكيل النائب العام، وامانة سر سعيد عبد العظيم مثل المتهم والذى حاول انكار جريمته، وبعد عدة جلسات اصدرت المحكمة قرارها بإحالة أوراقه الى فضيلة المفتى لأخذ الرأي الشرعي في شأن إعدامه وحددت جلسة انعقاد الشهر القادم للنطق بالحكم. اقرأ أيضا: السجن 7 سنوات لعامل بالإسكندرية قام بضرب جده حتى لفظ أنفاسه