لم أتوقع أن أبقى داخل ثلاجة الموتى أكثر من ساعة، وهو ما حدث فى مستشفى شفاء الأورمان أتابع تجهيز شقيقتى الراحلة لمثواها الأخير. زرتُ مستشفيات كثيرة شمالًا وجنوبًا لزيارة مرضى أعزاء على قلبي، وورثتُ عن والدى الراحل عادة زيارة المرضى. ودخلتُ ثلاجة الموتى مرات قليلة لدقائق معدودة لمتابعة خروج أحد المتوفين، لكننى لم أتوقع أن أبقى داخل ثلاجة الموتى أكثر من ساعة، وهو ما حدث فى مستشفى شفاء الأورمان أتابع تجهيز شقيقتى الراحلة لمثواها الأخير. قبل وفاتها بأيام وصلتنى مكالمة من شقيقتى الكبرى، تخبرنى بنقلها إلى المستشفى. سافرنا على أول طائرة إلى الأقصر، دخلنا غرفتها فور وصولنا، كانت تسمعنا لكنها عاجزة عن الرد بسبب ارتفاع حرارتها. بذل الأطباء جهدًا كبيرًا لخفضها، وغادرنا المستشفى ليلًا والقلق يثقل قلوبنا. فى اليوم التالى حضرنا جميعًا فى موعد الزيارة، قسَّمنا الساعتين بيننا، وتنازل بعضنا عن دوره ليبقى أبناؤها أطول فترة معها. كنا نشعر بأنها فرصتهم الأخيرة لاحتضان حنان أم منحتهم حياتها، ربَّت ستة أبناء متفوقين فى دراستهم. وعندما دخلتُ وجدتها صامتة تتحدث بصعوبة، وجهها كاشف لعمق المرض، كانت راضية بحالها كأنها تستشعر قرب الأجل. أصابعها تعانق سبحة وتكتفى بكلمة: «الحمد لله». بعدها أغلق الأطباء باب الزيارة ثلاثة أيام عشناها على أعصابنا، نكره صوت الهاتف خشية الخبر المؤلم. وقبيل وفاتها بساعات تمكنت شقيقتى المرافقة من لقائها دقائق فى العناية المركزة، وقالت إنها أجمل لحظة فى حياتها. وفى صباح الجمعة جاء الخبر اليقين. دخلتُ ثلاجة الموتى ووقفت أمامها دامع العين، أعيش بين جدران تفصل بين وداع الدنيا وبشارة الآخرة. وبقيت خارج الغرفة أثناء غسلها، وشاهدت الوارد للثلاجة من مرضى توفاهم الله، كل واحد له قصة تُبكى القلب قبل العين. وارد الثلاجة جثامين صعدت أرواحها للسماء، وصادرة للمثوى الأخير. أسرعنا فى الإجراءات لأنها أوصت حال وفاتها أن تُدفن نهارًا. خرجنا بالجثمان إلى عربة الإسعاف، ثم للمسجد. كنت الأقرب إليها أثناء الصلاة، وخرجت أرتدى حذائى فلم أجد النعش أمامي، كأنه يطير مسرعًا إلى موعده مع القبر. ومن عجيب الأقدار أنها رحلت فى نفس يوم ميلادها. رحيلها جدَّد ألمى على فراق الأحبَّة، إحساس لا يوصف ولا دواء له سوى الرضا بقضاء الله وقدره. كانت أصغر شقيقاتي، أجملهن، منحها الله وجهًا بشوشًا يبعث الطاقة الإيجابية لكل مَن حولها. رحم الله أمواتنا وأسكنهم فسيح الجنات. جحيم سجون الاحتلال تابعت حوارات الزميل حسام السويفى مع الأسرى الفلسطينيين الذين تم تحريرهم من سجون الاحتلال، والتى نُشرت على حلقات بجريدة الدستور، حواره الأول مع الأسير المحرر أسامة الأشقر، الذى قضى 23 عامًا خلف قضبان سجون الاحتلال. وخلال الحوار قال: «استقبلنى ضابط مصرى عقب الإفراج عنى وبكى عند احتضانه لي، فقبلت جبينه وقلت له: هذه قبلة الشعب الفلسطينى للشعب المصرى». وكشف الأشقر عن إحصاءات صادمة، منها: وجود أكثر من 11 ألف أسير فلسطينى، بينهم 50 امرأة و400 طفل. أكثر من 700 مريض بالسرطان وآلاف المرضى الآخرين محرومون من العلاج. وكان حواره الثانى مع أحمد عبد القادر سليم، الذى أكد أن رفض الرئيس السيسى للتهجير جعل أحلام الفلسطينيين حية. وثمّن الأسير رائد عبدالجليل دور مصر الكبير فى دعم القضية الفلسطينية، مؤكّدًا أنها أنقذت الأسرى من الضياع المحقق. حوارات السويفى مع الأسرى كشفت جحيم سجون الاحتلال، حيث عاش بعضهم نصف عمره داخل الزنازين. أتوقع أن تحصد هذه الحوارات جائزة فى مسابقة التفوق الصحفى بنقابة الصحفيين فى العام المقبل. انتخابات النواب ساعات قليلة ويبدأ التقديم لانتخابات مجلس النواب 2025 المقرَّر إجراؤها خلال الأسابيع المقبلة. وخلال العملية الانتخابية سيتم اختيار 568 نائبًا، بخلاف 28 عضوًا يتم تعيينهم من قِبل رئيس الجمهورية. انتخابات مجلس النواب هى حديث الشارع، خصوصًا فى المحافظاتالجنوبية التى بدأت استعداداتها مبكرًا منذ نهاية شتاء العام الحالى بعد إعلان عدد من الوجوه خوض المنافسة، منهم مَن سبق وخاض انتخابات مجلس الشيوخ وحصل بعضهم على أصوات كبيرة، ووصل عدد منهم إلى جولة الإعادة. وخلال الأيام القليلة الماضية انتشرت شائعات بالجملة حول أسماء مرشحى القوائم فى المحافظات، وتداولت مواقع التواصل الاجتماعى معلومات لا حصر لها لكنها بعيدة عن الواقع، نظرًا لأن المشاورات بين الأحزاب لم تُحسم بعد. وبإذن الله ستجرى الانتخابات فى أجواء رائعة من الود والمحبة رغم المنافسة الساخنة. حلم اللواء كساب قبل أربعة عقود دخل أحمد كساب كلية الإعلام بجامعة القاهرة لتقديم أوراقه شابًا متفوقًا يحلم بدراسة الصحافة. وبعد التخرُّج أكمل دراسته فى أكاديمية الشرطة، وبعدها عمل فى قسم شرطة قصر النيل، ثم انتقل إلى أكاديمية الشرطة التى ظل بها حتى تولى إدارة الإعلام والعلاقات. فى الأسبوع الماضى عاد إلى نفس الكلية لمناقشة رسالة دكتوراه شهدها جمع من قيادات الشرطة وأساتذة الإعلام والكتّاب. أشرف على الرسالة الراحل محمود علم الدين، ثم استكملت الإشراف الدكتورة ليلى عبد المجيد. وقد جاءت الرسالة بالغة الأهمية لما تضمَّنته من توصيات مؤثرة تمس الأمن القومى المصري. وأثنت الدكتورة نجوى كامل على جهده البحثى، فيما أشاد اللواء سيد محمدين بما قدمه من جهد وباللغة الرصينة التى صاغ بها رسالته. ألف مبروك للواء أحمد كساب، الذى حقق حلمًا راوده مع الخطوة الأولى فى كلية الإعلام قبل أربعة عقود، حلم تُوِّج بالحصول على الدكتوراه وسط فرحة محبيه. إخلاص لا يعرف التوقف عبدالرحمن مجدى، مسئول مشروع العلاج بنقابة الصحفيين، حالة نادرة. يوم رحيل والدته تحوَّلت صفحات مواقع التواصل الاجتماعى إلى دفتر عزاء، كتب عدد كبير من الصحفيين مئات الكلمات التى ترثيها وتواسيه، وهى فى الحقيقة شهادة حيَّة فى حقه، لا يعرف شيئًا اسمه مواعيد عمل. هاتفه يستقبل يوميًا ما يقارب مائة مكالمة، يرد على الجميع بنفس الصبر والهدوء، ينصح ويبحث عن حل حتى أصعب الحالات. يوم عزاء والدته كان الحزن يملأ المكان، ومع ذلك لم يتوقف عن خدمة زملائه، يكتب تحويلًا طبيًا وهو يودع أعز الناس. شاب طموح علاء حرير شاب من الأقصر أطلق مبادرة «مشاويرك علينا»، خدمة تقوم على إنهاء المعاملات الحكومية نيابة عن الأفراد، بحيث يتولى وفريقه السفر وإنجاز الأوراق بسرعة وتوفيرًا للوقت. الفكرة لاقت قبولًا واسعًا، خاصة بين الشباب الراغبين فى استخراج شهادات التخرج والوثائق الرسمية. ومع نجاح التجربة توسعت الخدمات لتشمل توصيل الأمانات. علاء يدرك أن مشروعه لا يزال فى بدايته، لذا يعتمد حاليًا على مواقع التواصل الاجتماعي، لكنه يخطط لتحويل الفكرة إلى تطبيق ذكي. الملايين المهدرة فى الكرة المصرية لا أحد يعلم على وجه الدقة مقدار الشرط الجزائى الذى حصل عليه السويسرى كولر بعد فسخ التعاقد معه من قبل النادى الأهلى عقب غضب الجماهير إثر الخروج من دورى أبطال إفريقيا. وحسب ما تردد، كولر أصر على الحصول على راتبه كاملًا حتى يونيو 2026. ورحل الإسبانى ريبيرو الذى تم فسخ عقده عقب الخسارة من بيراميدز بعد أن حصل على قيمة الشرط الجزائي. وخلال شهور قليلة دفع مجلس إدارة الأهلى ملايين الجنيهات تعويضات لمدربين تمت إقالتهم. والزمالك ليس أفضل حالًا، فقد أنفق عبر السنوات الأخيرة غرامات وشروطًا جزائية قاربت المليار جنيه، آخرها جروس الذى لم يستمر سوى أسابيع لكنه غادر ومعه الشرط الجزائي، وتكرر المشهد مع بيسيرو. الأموال الخارجة من خزائن الأهلى والزمالك فى النهاية أموال الدولة. صحيح أن كرة القدم صناعة تحتمل المكسب والخسارة، لكن التكاليف فى الناديين أصبحت مبالغًا فيها. المدرب الذى رحل مؤخرًا لم يكن راتبه فى جنوب إفريقيا يتجاوز 40 ألف دولار، بينما تعاقد معه الأهلى ب 130 ألفًا!!