انظر حولك فى الإقليم العربي، سترى كيف دمرت الجيوش العربية، فى سوريا حدث ما حدث لجيشها الكبير، وفى العراق حضارة مزقتها الانقسامات، وفى اليمن وليبيا حروب أهلية وصراع على مقدرات الشعوب. هناك تتجلى الحقيقة المؤلمة: حين تُسَيَّس الجيوش وتُلوَّث تسقط الأوطان ويتقاتل أبناء الشعب الواحد. لكن فى مصر ظل المشهد مختلفًا. وسط أنواء الإقليم العاتية تظل مصر مطمئنة وكلمة السر دائمًا: الجيش المصري. هذا الجيش لم يكن يومًا أداة للصراع أو الاعتداء بل قاعدة ارتكاز للدولة المدنية. التزامه المؤسسى حماية الدولة المصرية والذود عن ترابها لم يكن خيارًا سياسيًا بل إجراءً وجوديًا يحفظ بقاء الدولة الوطنية. لهذا السبب استهدفته قوى الشر، محاولة جره إلى ساحات السياسة أو تصويره كخصم فوق الدولة فى فترة من الفترات و رُوِّجت صور ذهنية مغلوطة عن «طبقية عسكرية»، وفتحت نيران الإعلام لتشكيك الناس فى جدوى التسليح والتطوير، بهدف عزل الجيش عن حاضنته الشعبية. لكن المؤسسة العسكرية، بوعيها القانونى والدستوري، أفشلت هذا المخطط وظلت حائط الصد أمام أى محاولة لتفكيك الدولة. لقد أثبت الجيش المصرى أن عمليات التسليح والتطوير ليست بذخًا، بل استثمار قومى من تنويع مصادر التسليح إلى إنشاء قواعد استراتيجية مثل قاعدة برنيس، ومحمد نجيب ومن المناورات المشتركة إلى توسيع حضور الدبلوماسية العسكرية، نجح فى فرض جاهزية وردع يحميان الأمن القومى المصرى من منابع النيل إلى البحرين الأحمر والمتوسط. اليوم، يواصل الجيش دوره كحارس للسلام العادل، رافعًا شعار الحكمة والقوة معًا. يقول باسم مصر: نحن دعاة سلام، لكننا لا نفرط فى حقوق شعبنا، أو من يحاول الاعتداء على الأرض المصرية وهنا تتجلى عبقرية مؤسسة وطنية فهمت مبكرًا أن بقاء الدولة الوطنية وحمايتها من أى اعتداء خارجى رهين بجيشها، وأن الجيش بدوره يستمد شرعيته من الشعب الذى يحميه.