كشف اللواء محمد إبراهيم الدويري وكيل جهاز المخابرات العامة السابق، عن دور محوري للقاهرة قبل وفاة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات وما بعدها ثم الانتقال السلس للسلطة الفلسطينية. وقال «الدويري»، خلال لقائه ببرنامج «الجلسة سرية»؛ المذاع عبر قناة «القاهرة الإخبارية»، إن عملية حصار الرئيس الفلسطيني السابق ياسر عرفات في رام الله كان بداية النهاية لحقبته السياسية في ظل قرار أمريكي إسرائيلي بإنهاء تلك المرحلة. وأضاف وكيل جهاز المخابرات العامة السابق، أن مصر أرسلت وفدا طبيا رفيع المستوى لعلاجه عند تدهور حالته الصحية، قبل نقله إلى باريس حيث وافته المنية، وشاركت مصر في مراسم الجنازة، وأصرت على إقامتها بشكل «يعكس عمق العلاقة مع الشعب الفلسطيني». وأوضح أنه بعد وفاة عرفات لعبت مصر دورا رئيسيا في ضمان انتقال سلس للسلطة، إذ استضافت القيادة المصرية في القاهرة ثلاثة من أبرز القيادات الفلسطينية آنذاك «محمود عباس، روحي فتوح، وأحمد قريع» حيث التقوا بالرئيس المصري الأسبق حسني مبارك، للتأكيد على ضرورة الانتقال السلمي للسلطة. وأشار أنه كان واضحًا أن أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، محمود عباس «أبو مازن»، هو المرشح الأوفر حظا لخلافة أبو عمار، وكانت الرسالة المصرية واضحة وهي ضرورة الانتقال السلمي للسلطة، مشددا على أن مصر دعمت السلطة الفلسطينية والأجهزة الأمنية في تلك المرحلة بشكل قوي، وبنفس القدر من المهنية والجدية التي تعاملت بها مع الرئيس الراحل أبو عمار. وأكد وكيل جهاز المخابرات العامة السابق، أن القيادة المصرية بدأت العمل فورا في اليوم التالي لوفاة ياسر عرفات، لضمان انتقال السلطة بسلاسة وهدوء، دون أي اضطرابات أو صدامات، إلا أنه وبعد تولي الرئيس الحالي للسلطة الفلسطينية محمود عباس حدث لاحقا تصاعدا في التوترات بين حركتي فتح وحماس، موضحا أن مصر قامت بدور فاعل في تهدئة الخلافات والعمل على إطفاء الحرائق السياسية بين الطرفين، ونجحت إلى حد كبير في تحقيق تهدئة ولو مؤقتة. وذكر أن منظمة التحرير نشأت بدعم مصري، ولا تزال مصر تؤمن بأنها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، مؤكدا أن هذه الثوابت لا ينبغي المساس بها يوما وأن أي فصيل يرغب في الانضمام للمنظمة، فعليه أن يلتزم بشروطها واستحقاقاتها، ولا يجوز أن يدخل فصيل ما إلى المنظمة بشروطه الخاصة، من يريد أن يكون جزءا منها، عليه أن يلتزم بقواعدها، وفي المقابل يحصل على كامل حقوقه داخل هذا الإطار الوطني. وفي ما يتعلق بموقف حركة حماس من رئاسة أبو مازن قال الدويري: "حماس لم تكن مقتنعة بالكثير من الأمور، وليس فقط برئاسة أبو مازن، نفس التوترات كانت قائمة أيضًا خلال فترة الرئيس الراحل ياسر عرفات، وهذا يوضح أن المسألة لم تكن شخصية، بل متعلقة برؤية حماس". وأشار وكيل جهاز المخابرات العامة السابق إلي أنه إذا عدنا إلى انتخابات عام 1996، سنجد أن إسماعيل هنية كان يسعى للترشح للرئاسة، ما يدل على أن فكرة المشاركة في الانتخابات، والحصول على حصة في السلطة، كانت قائمة لديهم منذ ذلك الحين.