رغم كل الاحتجاجات الدولية على استمرار حرب الإبادة الاسرائيلية على سكان قطاع غزة، فإن دولة الاحتلال تضرب عرض الحائط بتفاعلات المجتمع الدولى مع مآسى المدنيين.. سواء ما تعلق بالقتل الناتج عن سياسة التجويع والاجتياح الكامل للقطاع، الذى يهدف لتحويل غزة لأرض محروقة، للوصول لمرحلة تهجير السكان خارج القطاع التى يخطط لها نتنياهو. ومع استعداد الجيش الإسرائيلى لاحتلال مدينة غزة، بعد أشهر من القتل والتجويع للمدنيين ومسح أحياء بأكملها فى مختلف مناطق القطاع بواسطة الروبوتات المتفجرة والصواريخ الغبية، ورفع شعارات تدمير المقاومة الفلسطينية وتفكيكها وتحرير الأسرى تحولت الحرب إلى عملية منظمة تستهدف تصفية القضية الفلسطينية وإحداث تغيير ديموغرافى فى غزة. ولهذا تسير الخطط على قدم وساق لليوم الثانى فى غزة حيث يناقش قادة الغرب حاليا خططا لبناء مشروعات إعمار ضخمة تشبه دبى أو الريفييرا الفرنسية فوق حقول الموت الفلسطينية. كان اخرها الاجتماع الموسع الذى عقد بالبيت الأبيض الاسبوع الماضى لبحث مصير القطاع بعد الحرب شارك فيها الرئيس الامريكى ترامب واسرائيليون وتونى بلير رئيس الوزراء البريطانى وجاريد كوشنر صهر ترامب بشأن رؤية جديدة لمرحلة ما بعد الحرب وصفها ديفيد هيرست رئيس تحرير موقع ميدل ايست ب «الجوارح التى تتغذى على الهولوكوست الفلسطينى». الاجتماع جاء بعد أيام من إعلان الأممالمتحدة رسمياً انتشار المجاعة فى قطاع غزة، تزامناً مع قيام الجيش الإسرائيلى بعملية عسكرية لاحتلال مدينة غزة، وبعدها بايام قليلة ظهرت ملامح الخطة فى تقرير حصرى لصحيفة واشنطن بوست حمل اسم «صندوق إعادة بناء غزة وتسريع الاقتصاد والتحول» تتصور القطاع بعد تهجير سكانه كمركز اقتصادى وجهة سياحية فاخرة، تديرها الولاياتالمتحدة لمدة لا تقل عن عشر سنوات عبر الاعتماد على المراقبة الشاملة، وتهجير السكان، والاستيلاء على الأراضى. الخطوط الأولى للخطة وضعها مجموعة من رجال أعمال إسرائيليين أسسوا ما يعرف ب «مؤسسة غزة الإنسانية»، وهى الجهة المشبوهة التى تولت فى الأشهر الأخيرة توزيع المساعدات الغذائية فى القطاع، وقُتل أكثر من ألف فلسطينى منذ مايو أثناء محاولتهم طلب المساعدات. الخطة تثير جدلا واسعا بسبب انزلاقها لتهجيرٍ قسرى تحت غطاء الطوعية وتؤكد أن «ريفييرا غزة» انعكاس لمسار أطول تلاقت فيه الحسابات الاستثمارية مع الرؤى الصهيونية فى مشروع واحد هو تفريغ غزة من أهلها وإعادة توظيفها فى خدمة المصالح الاستعمارية!!