يُعد المتحف المصري الكبير، مشروعًا حضاريًا غير مسبوق، يجسد الطموح المصري في استعادة مكانتها كمنارة للثقافة والمعرفة عالميًا. فإلى جانب كونه أكبر متحف أثري في العالم، فإنه يمثل رؤية جديدة لإحياء الدور التاريخي لمكتبة ومتحف الإسكندرية القديمة؛ ذلك المركز الذي لم يكن مجرد مخزن للمعرفة، بل مؤسسة فكرية وثقافية عالمية استقطبت العلماء والفلاسفة من شتى بقاع الأرض، من هنا تأتي أهمية الدراسات الأكاديمية التي تبحث في فلسفة المتحف المصري الكبير بوصفه رمزًا للاستمرارية الثقافية والنهضة الفكرية. - الدراسة العلمية وأهميتها أعدت الدكتورة شادية محمد سالم محمود، المدير العام بوزارة السياحة والآثار، دراسة بعنوان: "المتحف المصري الكبير وإحياء متحف الإسكندرية: دراسة في الاستمرارية الثقافية والنهضة الفكرية". وتأتي هذه الدراسة نتاج خبرتها الطويلة في إدارة ملفات التراث العالمي ومشاركاتها الدولية، فضلًا عن خلفيتها الأكاديمية في علم المتاحف وإدارة التراث الثقافي. - المتحف المصري الكبير وإحياء تراث الإسكندرية من أعماق البحر إلى المتحف الكبير.. تمثال ملكة بطلمية يكشف أسرار الحضارة الغارقة ترى الدراسة أن المتحف المصري الكبير يُعيد إلى الأذهان نموذج متحف ومكتبة الإسكندرية القديمة، والتي ما زالت مرجعًا أساسيًا في علم المتاحف حتى اليوم، فكما كان ذلك الصرح ملتقى العلماء في العالم القديم، يُفترض أن يقوم المتحف المصري الكبير بدور مماثل كمركز للبحث والفكر والثقافة في العصر الحديث. أشار الدكتور عبد الرحيم ريحان، عضو لجنة التاريخ والآثار بالمجلس الأعلى للثقافة، إلى أن المتحف المصري الكبير يُعد فرصة استثنائية لمصر لاستعادة ريادتها الفكرية والحضارية. فهو ليس مجرد متحف للعرض، بل مؤسسة ثقافية متعددة التخصصات من شأنها أن تُسهم في التنوير وإحياء روح الحوار العالمي. - أبعاد الدراسة تتضمن الدراسة عدة محاور رئيسية: التراث الثقافي: كيفية استعادة المؤسسات الحديثة للروايات الثقافية الأصيلة. علم المتاحف: تطوير المتاحف لتصبح مراكز فكرية وثقافية وليست مجرد قاعات عرض. السياسات الثقافية: الدعوة إلى إعادة النظر في السياسات المصرية عبر استراتيجيات المشاركة المجتمعية والتطوير الأكاديمي. الحوار العالمي: إبراز المتحف المصري الكبير كنموذج عالمي لممارسات ثقافية بدأت في مصر منذ القرن الثالث قبل الميلاد. يُمثل المتحف المصري الكبير مشروعًا يتجاوز فكرة العرض الأثري ليُعيد لمصر دورها التاريخي كقاطرة للمعرفة والثقافة الإنسانية. فهو ليس فقط صرحًا معماريًا ضخمًا، بل رؤية حضارية شاملة لإحياء تقاليد قديمة في ثوب معاصر.