من غيرة نساء وكيد لا يعرف الرحمة، شاهدت محافظة المنيا واحدة من أبشع الجرائم التي استمرت فصولها شهر كامل، راح ضحيتها أب و6 أطفال صغار، سقطوا تباعا في قبضة السم، لم يكن المرض هو القاتل كما ظن الأهالي أول الأمر، بل كانت يد الزوجة الثانية التي قررت أن تجعل الانتقام طريقها، والخبز المسموم وسيلتها. كيف دبرت الزوجة الثانية في قتل زوجها وأولاده الستة بمركز ديرمواس في قرية دلجا بمركز ديرمواس بدأت مأساة هزت القلوب وأثارت الرأي العام، ذلك بعد وفاة 6 أطفال أشقاء ووالدهم الذين رحلوا واحدا تلو الآخر، في مشهد مؤلم ترك الأم الأولى في حالة نفسية مأساوية انتهت بنقلها لمستشفى الأمراض النفسية والعصبية، الأطفال بدأوا يعانون من أعراض مرضية متشابهة؛ قيء، حمى، وتشنجات، استمرت أياما قبل أن يخسر كل منهم حياته على حدة، ريم (10 سنوات)، محمد (11 عامًا)، عمر (7 سنوات)، أحمد (5 سنوات)، رحمة (12 عامًا)، وأخيرًا فرحة (14 عامًا) التي لحقت بأشقائها بعد عشرة أيام، ثم لحق بهم والدهم الذي كان ينوي العودة لوالدتهم بعد الطلاق منها والزواج من أخري. في البداية، أثارت الواقعة شبهة انتشار مرض معد بالقرية، مما دفع وزارة الصحة لإصدار بيان رسمي تؤكد فيه أنه لا توجد أي إصابات وبائية أو معدية، وأن معدلات الأمراض مستقرة، بعد أن أجرى قطاع الطب الوقائي تحقيقات موسعة شملت زيارات للمستشفيات والمنازل المجاورة وتحليل العينات. لكن المفاجأة ظهرت مع تقارير مصلحة الطب الشرعي، التي أثبتت أن السبب الحقيقي للوفاة لم يكن مرضا، بل مادة شديدة السمية تُسمى "الكلوروفينابير"، وهو مبيد حشري يؤدي إلى انهيار أجهزة الجسم وفشلها الكامل، وقد عثر على آثاره في جثامين الضحايا، وكذلك في بقايا الطعام والأواني. قادت تحريات النيابة العامة إلى خيط الزوجة الثانية، وبمواجهتها اعترفت أنها أعدت أرغفة خبز وخلطتها بالمبيد السام، ثم أرسلتها إلى منزل الزوجة الأولى حيث يقيم الأب وأطفاله، مدعية أنها لم تكن تنوي قتلهم جميعًا، وإنما أرادت إيذاء ضرتها فقط، لكن النتيجة كانت فاجعة إنسانية أنهت حياة أسرة كاملة. إحالة المتهمة بقتل زوجها وأطفاله الستة للمحاكمة أمرت النيابة العامة بإحالة المتهمة بقتل زوجها وأطفاله الستة بمركز ديرمواس بمحافظة المنيا إلى محكمة الجنايات وتحديد جلسة عاجلة. قرار النيابة العامة جاء إلحاقًا ببيانيها السابقين بشأن واقعة مقتل ستة أطفال ووالدهم بمركز ديرمواس بمحافظة المنيا، حيث أحالت النيابة العامة المتهمة «زوجة الأب الثانية» إلى محكمة الجنايات المختصة لارتكابها جريمة قتل المجني عليهم بالسم عمدًامع سبق الإصرار، والشروع في قتل الزوجة الأولى. وأقامت النيابة العامة الدليل على المتهمة مما أسفرت عنه التحقيقات وأقوال الشهود، إذ تبيَّن أنها أقدمت على جريمتها كيدًا بوالدة الأطفال «الزوجة الأولى» بعد أن أعادها الزوج إلى عصمته، فاستغلت اعتيادها على إعداد الخبز بمسكنها وإرساله إلى الأطفال، وتحصلت على مبيد حشري سام «الكلورفينابير»، فمزجته بقطعة خبز وقدَّمتها لأحد الأطفال في مسكنها، فتدهورت حالته الصحية فأيقنت فاعلية السم. وبعد 4 أيام أعدت عددًا من أرغفة الخبز وخلطتها بالمبيد ذاته، ثم أرسلتها إلى المجني عليهم فأودت بحياتهم، بينما نجت والدة الأطفال لإحجامها عن تناوله. وقد أكدت ذلك تحريات الشرطة، ورصدت كاميرات المراقبة اثنين من الأطفال حال حمل أحدهما الخبز المسمم من منزل المتهمة إلى مسكنهم. كما أثبتت معاينة النيابة العامة لمسكن المتهمة رفقة خبراء الطب الشرعي، ونتيجة الفحص المعملي للعينات وجود آثار المبيد السام في بقايا الخبز وأدوات الطهي، وهو ما توافق مع تقارير الصفة التشريحية التي بينت أن الوفاة نتجت عما أحدثته تلك المادة السمية من انهيار التنظيم الحراري للجسم وفشل الأجهزة الحيوية. هذا وقد أقرت المتهمة باستجوابها تفصيلات ارتكابها الواقعة، وأجرت محاكاة تصويرية للجريمة.