يبدو أن فكرة امتلاك منزل فى مصر أصبحت أشبه بدرب من الخيال أو بحلم سرابى لا يتحقق !.. أو ربما مهمة صعبة أشبه بكشف أسرار الكون وغوامضه!.. وذلك يرجع بالطبع للأسعار؟! يا سيدى.. الأسعار وصلت إلى صاروخ فضائى لا يعبأ بجيب المواطن.. فمثلاً فى مناطق مثل القاهرة الجديدة أو العاصمة أو أكتوبر أو الساحل الشمالى أو حتى فى البحر الأحمر وشرم الشيخ فى القرى والمجمعات السكنية (الكمباوند) متوسط سعر المتر المربع من الشقة أصبح يبلغ بين 75 ألفًا و 250 ألف جنيه وفقًا للموقع والتشطيب وغيره.. أرقام ما كناش نتخيلها إلا فى مسابقات الحظ!.. المضحك المبكى أن متوسط دخل الأسرة المصرية المتوقع لعام 2025 وفقًا للدراسات الإكتوارية بوزارة التضامن الاجتماعى تشير إلى حوالى 109٫000 جنيه سنويًا.. يعنى حوالى 9٫000 جنيه فى الشهر.. آه والله! عدد كبير من الناس بالكاد يشوفوا الرقم ده فى جواز دخولهم للبنك أو الحساب البنكى.. والراتب الشهرى المتوسط للأفراد يتراوح بين 9٫200 و14٫300 جنيه، أرقام جميلة لكنها فى مواجهة الطوفان العقارى مجرد نقطة فى المحيط!.. أما عن سماسرة العقارات أو البروكرز كما يطلق عليهم.. فتحية كبيرة لهم! فهؤلاء الأبطال يقضون على هدوء راحة بالك باتصالاتهم المتكررة التى لا تنقطع.. فى بعض الأحيان.. تتلقى الرنين فى هاتفك فى أكثر الأوقات غرابة من اليوم.. وكأنها حرب باردة بين الإنسان والهاتف و«كيد البروكر» الذى لا يهدأ.. ! وإنت نائم وإنت بتشتغل وإنت بتاكل وإنت فى الحمام!.. بصراحة اتصالات سخيفة جدًا.. ليقنعوك بأنك تريد شراء شقة بأسعار كوكب آخر.. وأنك أنت المهتم.. وهم يتصلون بك بناء على طلبك!.. يا حلاوة !.. على رأى الفنان مظهر أبوالنجا!. جهز نفسك ليس فقط لتحدى تدبير الأسعار الجنونية.. بل لتجربة الأذن الصماء على أيدى سماسرة لا يعرفون معنى «عفوًا لا أرغب فى الشراء«.!!