أثق فى هذا الرجل كثيرًا فكل يوم له جولات مكوكية فى شوارع العاصمة ولا يجلس فى مكتبه لساعات طويلة من خلال متابعتى له استجابة المسئول لما يكتب عن وزارته واهتمامه بالرد هو أحب شىء للكاتب أو الصحفى لأن الصحفى عندما يتناول أى موضوع لا يبغى إلا المصلحة العامة بعيدًا عما فى نفسه من غرض.. المسئول يهمه إصلاح أى خلل فى عمله حتى تستقيم الأمور، الصحفى هو عين هذا المسئول لذا لا ينبغى أن يغضب المسئول عندما ينتقد، فمصلحة الوطن ترتفع فوق المصالح الضيقة. الأسبوع الماضى كلمنى معالى الدكتور إبراهيم صابر محافظ القاهرة معقبًا على مقالى الأخير عن تطوير القاهرة التاريخية.. كانت مكالمة رائعة طمأننى فيها على أن التطوير الذى تقوم به المحافظة سيكون شاملًا يعالج كل الأخطاء السابقة بما ينعكس على تحديث كبير يعيد العاصمة إلى شبابها وأن الدولة جادة فى هذا المشروع ولن تسمح بأى شكل من أشكال الفوضى فى شوارعها وكنت قد ذكرت فى مقالى أسماء شوارع بعينها تسىء إلى العاصمة واستيلاء معظم التجار والباعة على جانبى الشارع لنشاهد مناظر صعبة تتراكم فيها السيارات وكأنه يوم الحشر ورد السيد المحافظ بأنه مع انتهاء التطوير سوف تختفى هذه الفوضى.. من ناحيتى أثق فى هذا الرجل كثيرًا فكل يوم له جولات مكوكية فى شوارع العاصمة ولا يجلس فى مكتبه لساعات طويلة من خلال متابعتى له.. شكرت المحافظ على مكالمته واهتمامه ومتابعته المستمرة لما يثار من الصحافة من تساؤلات فهذا هو المسئول الذى نتمناه والذى يتابع باستمرار والذى لا يعتمد على مستشاره الإعلامى فى مخاطبة الناس ويأخذ زمام المبادرة. وتذكرت حوارًا مطولًا بينى وبين الراحل المحترم الدكتور مهندس جلال السعيد الذى كان محافظًا للقاهرة أعوام (2013-2016) وكذلك وزيرًا للنقل حينما كتبت مقالًا عن بعض شوارع العاصمة فى ذلك الوقت واستجاب وتم الإصلاح وشرح لى أنه يبدأ يومه فى الصباح الباكر بجولات فى معظم المناطق وأنه يتابع ويرحب بأى نقد بناء لأن فيه مصلحة العمل فى عاصمة كبرى مثل القاهرة وصارت بينى وبينه صداقة وود حتى بعد خروجه من منصبه كمحافظ وتعيينه وزيرًا للنقل عام 2016 وهو أستاذ فى الهندسة المدنية وعميد لكلية الهندسة بجامعة القاهرة. كما قفز إلى ذهنى الحوار الذى حدث مع الدكتور جودة عبد الخالق وزير التموين والتجارة الداخلية الأسبق الذى تولى منصبه بعد ثورة 25 يناير 2011 فى حكومة الدكتور كمال الجنزورى الثانية وكانت هناك مشاكل كثيرة فى منظومة التموين وكتبت أن العمل الأكاديمى يختلف كثيرًا عن العمل العام منتقدًا أداء الرجل الذى لم يغضب وناقشنى فى هدوء ولم ينكر شيئًا وطلب أن نساعده فى عمله بالكتابة عن مشاكل وزارته فى الصحف وأنه سيستجيب لأى شكوى وأنه يستفيد من النقد ولا ينزعج أبدًا. هذه بعض نماذج لمسئولين لم أكن أعرفهم لكننى احترمتهم كثيرًا حينما بادروا إلى التواصل معى مباشرة أو مع غيرى من الزملاء الصحفيين لشرح وجهات نظرهم حول عمل وزاراتهم. العلاقة بين الصحافة والمسئول هى علاقة تفاعلية يتحقق مردودها فى الواقع وتنعكس آثارها على المواطن الذى لا يستطيع إيصال صوته إلى المسئول فيبقى الصحفى هو صوته مما يسهم فى حل أصعب المشكلات. كل الصحف وخاصة الصحف القومية تخصص صفحات لشكاوى واستغاثات المواطنين تحت مسميات مختلفة والهدف منها هو نقل شكوى المواطن إلى المسئول وكانت هذه الصفحات ذات أهمية كبرى وكانت مساهمًا قويًا فى حل كثير من شكاوى القراء لكن فى بعض الوزارات قد ترد بعد عدة شهور من نشر الشكوى ونتمنى أن تهتم بالرد الفورى حتى يشعر المواطن أنه محل اهتمام من المسئول.