نجحت الدولة خلال فترة وجيزة من إنجاز مشروع ضخم لتطوير شامل لحديقة الحيوان بالجيزة استعدادًا لافتتاحها أمام الجمهور قريبًا بعد توقف استمر أكثر من عام، خطة التطوير تضمنت إعادة تصميم بيوت الحيوانات لتكون أكثر قربًا من بيئاتها الطبيعية وتحديث الممرات والبيوت المخصصة للحيوانات، مع الحفاظ على الطابع التاريخى للحديقة، بما يشمله من معالم أثرية فريدة مثل كوبرى إيفل، القاعة اليابانية، القاعة الملكية جزيرة الشاى والجبلاية، والمتحف الحيوانى، التى تمثل إرثًا معماريًا وثقافيًا لا يقل أهمية عن مكوناتها البيئية. اقرأ أيضًا | متحدث الزراعة: تطوير شكل عرض الحيوانات المتواجد داخل الحديقة تضمنت الخطة استيراد 362 حيوانًا جديدًا من الخارج، وذلك بعد الانتهاء من تجهيز كل مناطق الإيواء والرعاية المعيشية الخاصة بها، لجذب الزوار للحديقة. كما تم زيادة المساحات الخضراء والاهتمام بالأشجار التاريخية العريقة والنادرة، وأيضًا استحداث مجموعة من الأنشطة الجاذبة لمحبى المغامرات تشمل عروضًا حية مع الطيور والفيلة، وإنشاء قبة زجاجية خاصه ببعض الحيوانات. كما يشمل التطوير عمل نفق يربط بين حديقة الحيوان وحديقة الأورمان وتشغيل المناطق الأثرية فى حديقة الحيوان ليلًا بعد تطويرها وترميمها بأفضل الخبرات مع الحفاظ على طابعها الحضارى والثقافى والتراثى التاريخى، وتوفير التغذية المناسبة للحيوانات مثل الفواكه والخضراوات واللحوم مع ضمان تنوع هذه الأغذية طبقًا للاحتياجات الخاصة بكل نوع من الحيوانات، ذلك إلى جانب توفير مكملات غذائية وفيتامينات لضمان حصولهم على القيمة الغذائية القصوى. ومن أعمال التطوير أيضًا داخل حديقة حيوان الجيزة إنشاء مناطق تجهيز الوجبات المقدمة للحيوانات طبقًا لأحدث المعايير، وكذلك الاستعانة بأحدث الأجهزة الخاصة بالأشعة المقطعية ال Xray والأجهزة المعملية اللازمة للتشخيص وجارٍ إنشاء مستشفى بيطرى متخصص مزود بكل الإمكانات للفحص والعلاج، بالإضافة إلى الحصول على التراخيص اللازمة من هيئة الدواء المصرية على إنشاء صيدلية للأدوية البيطرية المختصة بالتخدير والعلاج لضمان توافرها بصورة منتظمة. وتعتبر الحديقة من أكبر الحدائق فى العالم، وتقام على مساحة 112 فدانًا وتحتوى على نحو 3 آلاف شجرة تاريخية وبعض النباتات النادرة ومجموعة استثنائية من 186 فصيلًا من الثدييات والطيور والزواحف لتكون أول حديقة حيوان فى إفريقيا والشرق الأوسط، وثالث أقدم حديقة حيوان فى العالم. وتطبق إجراءات أمنية صارمة متبعة لحماية الطيور، حيث تُطبّق بروتوكولات النظافة بدقة، ويتم اتخاذ كل قرار بما يضمن الحفاظ على صحة الطيور وسعادتها، وهو ما يسهم أيضًا فى حماية الحراس والزوار. وكل ما يتم القيام به يرتكز على رعاية الحيوان، ويتم تدريب الحراس على أعلى مستوى وفقًا للمعايير الدولية وأفضل الممارسات، ويشمل ذلك المراقبة اليومية والمتابعة المستمرة للأنظمة الغذائية والتغذية الحيوانية والفحوصات الصحية، ولا يتم اتخاذ أى قرارات إلا وفق إجراءات دقيقة، علمية وموثقة ومعتمدة دوليًا. كما أن أعمال تطوير تمت وفق أعلى المعايير الدولية ويستهدف المشروع رفع كفاءة البنية التحتية والخدمات المقدمة داخل الحديقة، إلى جانب تجهيز أماكن عرض حديثة للحيوانات توفر بيئة صحية وآمنة لها، مع تأهيل وتدريب الكوادر البشرية بما يتماشى مع معايير الإدارة الحديثة لرعاية الحيوانات، فضلًا عن الحفاظ على التراث التاريخى والحدائق النباتية مع مراعاة الأشجار النادرة بالحديقة خلال تنفيذ مشروع التطوير وذلك من خلال رسم هندسى دقيق من شأنه المحافظة على سلامتها، حيث تم الانتهاء من المرحلة الأولى من التطوير ويتم حاليًا تنفيذ المرحلة الثانية بمعايير عالمية تليق بمكانة مصر ليحظى فيها الزوار بتجربة ترفيهية فريدة من نوعها. وأكد التحالف الوطنى لتطوير حديقتى الحيوان والأورمان التزامه الكامل بتطبيق أعلى المعايير الدولية فى مجال الرعاية البيطرية للحيوانات، وذلك بالاستعانة بخبرات محلية ودولية متخصصة، لضمان صحة الحيوانات وسلامتها وفقًا للبروتوكولات العالمية المعتمدة. وأوضح التحالف أن الحيوانات قد تم استلامها فى حالات صحية متباينة وفق تقارير فنية من الجهات المختصة وبعض الحالات كانت قابلة للعلاج بينما أخرى مصابة بأمراض معدية لا يمكن شفاؤها مما استلزم تطبيق آليات ومعايير القتل الرحيم المعترف بها عالميًا حفاظًا على باقى الحيوانات والعاملين والزوار. وأكد التحالف أن جميع الإجراءات تتم وفق أحدث المعايير العالمية وبإشراف خبراء متخصصين، وهو ما أكده الاتحاد الإفريقى لحدائق الحيوان بعد اعتماده للمرحلة الأولى من مشروع التطوير وإرساله خطاب تهنئة لوزير الزراعة على نجاحها.