مدد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، اليوم الخميس 28 أغسطس، بالإجماع مهمة حفظ السلام في لبنان حتى نهاية عام 2026 على أن تبدأ المهمة حينها في "انسحاب منظم وآمن" على مدى عام. وتقوم قوة الأممالمتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل)، التي تأسست في عام 1978، بدوريات على الحدود الجنوبيةللبنان مع إسرائيل. واعتمد المجلس، المؤلف من 15 عضوًا، بالإجماع قرارا صاغته فرنسا بعد التوصل إلى حل توافقي مع الولاياتالمتحدة، صاحبة حق النقض "الفيتو". وقرر مجلس الأمن تمديد ولاية اليونيفيل للمرة الأخيرة. ويلزم القرار اليونيفيل بوقف عملياتها في 31 ديسمبر/ كانون الأول 2026، على أن تبدأ اعتبارا من هذا التاريخ وعلى مدار عام واحد في خفض عدد أفرادها وسحبهم بشكل منظم وآمن، وذلك بالتشاور الوثيق مع حكومة لبنان، بهدف جعلها الجهة الوحيدة المنوطة بالأمن في جنوب البلاد. وقالت السفيرة الأمريكية بالإنابة لدى الأممالمتحدة دوروثي شيا إن هذه هي المرة الأخيرة التي تدعم فيها الولاياتالمتحدة تمديد ولاية اليونيفيل. وأضافت أمام المجلس "البيئة الأمنية في لبنان مختلفة جذريا عما كانت عليه قبل عام واحد فقط، مما يضع على عاتق لبنان تحمل مسؤولية أكبر". وتوسع نطاق تفويض اليونيفيل عام 2006، عقب حرب استمرت شهرا بين إسرائيل وجماعة حزب الله اللبنانية، للسماح لقوات حفظ السلام بمساعدة الجيش اللبناني في إبقاء مناطق من الجنوب خالية من الأسلحة أو الأفراد أو المسلحين غير التابعين للدولة اللبنانية. وأثار ذلك خلافا مع جماعة حزب الله، التي تسيطر فعليا على جنوبلبنان رغم وجود الجيش اللبناني. وتملك الجماعة ترسانة كبيرة من الاسلحة، وهي القوة السياسية الأقوى في لبنان. وقال سفير إسرائيل بالأممالمتحدة داني دانون بعد التصويت "بعد عشرات الأعوام من تمديد تفويض اليونيفيل، حان الوقت لتبديد الوهم. مهمة اليونيفيل لم تؤت ثمارها وسمحت لحزب الله بأن يصبح تهديدا خطيرا بالمنطقة". وتوسطت الولاياتالمتحدة في التوصل لهدنة في نوفمبر/ تشرين الثاني بين لبنان وإسرائيل بعد صراع دام أكثر من عام كان قد اندلع فور نشوب الحرب في غزة. وتسعى الولاياتالمتحدة الآن إلى إنجاح خطة لنزع سلاح حزب الله. وتربط واشنطن الخطة بانسحاب إسرائيلي تدريجي من جنوبلبنان، بينما تروج في الوقت ذاته لإنشاء منطقة تنمية اقتصادية في جنوبلبنان بدعم من واشنطن ودول الخليج، بهدف تقليل حصول حزب الله على التمويل الإيراني. ورحب رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام بالتمديد، مشيرًا إلى أنه "يؤكد دعوة إسرائيل إلى سحب قواتها من المواقع الخمسة التي لا تزال تحتلها، ويؤكد على ضرورة بسط سلطة الدولة على كامل أراضيها".