زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي للمملكة العربية السعودية استجابة لدعوة من الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولى عهد المملكة ورئيس مجلس الوزراء قطعت ألسنة المغرضين الذين يحاولون باستمرار إثارة الفتنة والفرقة بين البلدين الكبيرين الشقيقين، كما أخمدت- في المهد- نيران الشقاق التى حاول هؤلاء المجرمون بشتى الطرق إشعال فتيلها بين جناحي الأمة العربية الكبيرين صمام الأمان والاستقرار فى المنطقة. فحفاوة الاستقبال السعودى الرسمي للرئيس السيسي أكدت أن العلاقة بين القاهرة والرياض علاقة أخوة أبدية، تقوم على التعاون والمحبة، وأنها لا تتأثر بمحاولات البعض زرع الفتنة بين الجانبين، كان الاستقبال الحار من الأمير محمد بن سلمان للرئيس السيسي في مطار نيوم أكبر رد على مثيرى الفتن، كما كان دليلا على الأخوة والمحبة التى تجمع بين الرئيس السيسى وولى العهد السعودى، وهو ما ظهر في مراسم استقبال ووداع الرئيس السيسي، حيث أظهرت مشاهد وصول الرئيس السيسي إلى مطار نيوم العناق الحار بينه وبين الأمير محمد بن سلمان خلال مراسم الاستقبال فور نزول الرئيس السيسي من الطائرة، حيث كان باستقباله ولي العهد السعودي، وكذلك خلال الوداع الذي تقدمه كذلك الأمير محمد بن سلمان عقب انتهاء الزيارة التى استمرت ساعات، كما قاد ولى العهد السعودى بنفسه السيارة المخصصة لاستقبال الرئيس السيسي عقب استقباله على مدرج مطار نيوم السعودى الدولى، احتفاءً بوصول الرئيس السيسى، ودليلًا على عمق ومتانة علاقة الأخوة بينهما ، خاصة أن ولى العهد السعودى لا يفعل ذلك كثيرا مع القادة الذين يزورون المملكة. لحظات استقبال الأمير محمد بن سلمان ووداعه للرئيس السيسى بعثت برسالة قوية للعالم تؤكد عمق ورسوخ ومتانة العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين وقائديهما، واستمرار التعاون بينهما من أجل تحقيق مصلحة شعبى البلدين الشقيقين، بل ومصالح شعوب المنطقة، وأنها لن تتأثر بمحاولات وشائعات المغرضين لزرع الفتنة والفرقة بينهما. الأمير محمد بن سلمان رحّب بزيارة الرئيس السيسى إلى السعودية ، معرباً عن اعتزاز المملكة بما يجمعها بمصر من علاقات أخوية راسخة، ومؤكداً حرصها على تعزيز أطر التعاون الثنائى في مختلف المجالات، والارتقاء بها نحو آفاق أوسع وأكثر استدامة، بما يُحقق مصالح البلدين ويُلبّى تطلعات شعبيهما فى إطار رؤيتهما المشتركة للمستقبل. كما ثمّن ولى العهد السعودي الدور المحوري الذي تضطلع به مصر فى ترسيخ الأمن والاستقرار والتنمية على المستوى الإقليمى، استنادًا إلى ثقلها التاريخى ومكانتها الاستراتيجية. كما عبر الرئيس السيسي - طبقا لتصريحات السفير محمد الشناوى المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية - لسمو الأمير محمد بن سلمان عن بالغ تقديره وامتنانه لحفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، مؤكداً عمق مشاعر الود والاعتزاز التى تُكنّها مصر، قيادةً وشعباً للمملكة العربية السعودية، وللروابط التاريخية الوثيقة التى تجمع البلدين؛ كما أعرب عن تطلعه إلى مواصلة البناء على ما تحقق من نقلة نوعية فى العلاقات الثنائية، بما يُسهم فى تعزيز الشراكة الاقتصادية والتجارية، ويواكب تطلعات الشعبين الشقيقين. فوائد زيارة الرئيس السيسي للمملكة عديدة، وفى مقدمتها الاتفاق على إطلاق المزيد من الشراكات فى مجالات التكامل الصناعى، وتوطين الصناعات التكنولوجية، والنقل، والطاقة الجديدة والمتجددة، والتطوير العمرانى، بالإضافة إلى مناقشات معمّقة حول عدد من ملفات التعاون الثنائى، حيث تم التأكيد على أهمية تعزيز الاستثمارات المشتركة، والإسراع فى تدشين مجلس التنسيق الأعلى المصرى السعودى، باعتباره إطاراً شاملاً لتطوير العلاقات على كافة المستويات، وكذلك تناول اللقاء مستجدات القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، حيث تم استعراض الجهود المصرية الرامية إلى وقف إطلاق النار فى قطاع غزة، بالتنسيق مع مختلف الأطراف، كما أكد الرئيس دعم مصر للمبادرات السعودية بشأن القضية الفلسطينية، وآخرها مخرجات مؤتمر «حل الدولتين»، وتشديد الزعيمين على ضرورة الإسراع فى إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة دون عوائق، والإفراج عن الرهائن والأسرى، ورفض أية محاولات لتهجير الفلسطينيين من أرضهم أو إعادة فرض الاحتلال العسكرى الإسرائيلى على قطاع غزة، وضرورة وقف الممارسات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين فى الضفة الغربية، والتأكيد على عزم البلدين مواصلة التنسيق والتشاور المشترك، خاصة فى ظل التطورات المتسارعة التى تشهدها منطقة الشرق الأوسط، مع التشديد على أهمية دعم استقرار دول المنطقة، والحفاظ على وحدة أراضيها وسلامة مؤسساتها الوطنية.