أخيرًا وبعد طول انتظار أعلنت الأممالمتحدة الخميس الماضى رسميًا دخول غزة مرحلة المجاعة بعد أن وصل الجوع فى قطاع غزة لمستويات خطيرة بسبب الحصار الإسرائيلى وحرب الإبادة التى يشنها على القطاع، حيث تتزايد الوفيات نتيجة سوء التغذية فى المدينة التى تترقب عملية عسكرية إسرائيلية تهدف إلى احتلالها. مع ذلك فهناك نوع من الإجماع على أن إعلان المجاعة جاء متأخرًا وأن العالم انتظر 272 حالة وفاة بينها 113 طفلًا، قبل أن تعلن منظمات أممية رسميا وجود مجاعة فى غزة، رغم وجود إحصائيات رسمية منذ شهور عن وجود كارثة إنسانية تتفاقم يوميًا، حيث سُجلت 28 ألف حالة سوء تغذية بداية العام الحالى و يصارع 35 ألف رضيع دون العام الأول الموت جوعًا. أكد المرصد العالمى لمراقبة الجوع أن 514 ألفاً تقريباً، أى ما يقرب من ربع سكان قطاع غزة، يعانون من المجاعة. كما سيواجه نحو 641 ألفاً مستويات كارثية من انعدام الأمن الغذائى بحلول نهاية سبتمبر. إعلان وصول غزة مرحلة المجاعة جاء من خلال التصنيف المرحلى المتكامل للأمن الغذائى (IPC)، والذى تدعمه الأممالمتحدة، وهو نظام معترف به عالمياً، تأسس عام 2004 لتصنيف شدة انعدام الأمن الغذائى وسوء التغذية، ويشترك فى التقييم 21 منظمة إغاثة، ومنظمة دولية ووكالة تابعة للأمم المتحدة. فقد أدت حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة على غزة منذ ما يقرب من عامين، والنزوح المتكرر، ومنع إسرائيل وصول المساعدات الإنسانية، لنقص حاد فى الغذاء. كما أدت العقبات التى وضعتها إسرائيل للوصول للغذاء والمياه والمساعدات الطبية ودعم الزراعة والثروة الحيوانية ومصايد الأسماك، وانهيار أنظمة الصحة إلى ظهور المجاعة. كما أدى النقص الحاد فى السيولة النقدية، والارتفاع الشديد فى أسعار السلع، إلى جعل الغذاء وغيره من المواد الأساسية غير متاح بالنسبة لمعظم الأسر. وقد اتفقت عدد من منظمات الإغاثة مثل أوكسفام وميرسى كور وكريستيان إيد وأكشن إيد أنه على الرغم من التحذيرات التى صدرت يوليو الماضى من اقتراب المجاعة، فقد رفضت إسرائيل جميع طلبات إدخال المساعدات وواصلت حرمان الفلسطينيين من الغذاء والمساعدات الحيوية التى كان من شأنها الحد من الجوع وسوء التغذية والأمراض. وأن إعلان المجاعة فى غزة وصمة عار فى جبين الإنسانية وانتهاك للقانون الإنسانى الدولي.