سلامتك يا أنغام. سلامتك يا صوت مصر الدافئ الجميل. سلامتك من الآه (كما يغنيها كاظم الساهر) سلامتك من الوجع ومعاناة المرض. الصبر على المحنة الكبيرة التى تواجهينها الآن مطلوب، طلب المدد الإلهى والفرج هو الملاذ والحل. (ضاقت فلما استحكمت حلقاتها.. فرجت وكنت أظنها لا تفرجُ).. (ما بين غمضة عين وانتباهتها.. يغير الله من حالٍ إلى حالِ). القلوب الجميلة مثل قلبك يفتح لها الله أبوابه، ويجد لها مخرجا إن شاء الله. قلبى، وقلوب الملايين من محبيكِ يتوسلون إلى الله، يدعون لك بإخلاص أن يخفف آلامك، يشفيك، ويعافيك. المصريون والإخوة الأعزاء فى كل قطر عربى، وحتى فى أقطار العالم يتشاركون الترجى، ويأملون فى كرم الله سبحانه أن يشفى «أنغامنا» الحبيبة، الرقيقة، كتلة الإحساس التى تمشى على قدمين، وتشدو بأعذب الألحان، وأجمل الكلمات لتشجينا، وتعبر عن مشاعرنا، حيرتنا، أحلامنا. «أنغامنا» التى عشنا معها لحظاتنا الخاصة جدا فبكينا مع صوتها كثيرا، وتمايلنا رقصا وطربا كثيرا، وغصنا فى تفاصيل صوتها الذى ينفذ إلى القلوب دائما. لن أقول لك كونى قوية، فأنت من أكثر النساء اللاتى تابعت سيرة حياتهن قوة، وتحديا، وإصرارا، وانتصارا للحياة. فقط سأقول لك: صبرا جميلا حتى تتبدد سُحب الأزمة حالكة السواد، ويشرق الفجر. سأقول لك أيضا إن حب الملايين الذين يشغل بالهم الآن متابعة تطورات حالتك الصحية هو أكسير الحياة ورحيق الشفاء. سأقول لك: لقد قدمتِ لنا جميعا الكثير، فنك الراقى، دأبك فى اختيار الكلمات والألحان التى تشفى الروح، وتسمو بالنفس. عدم تقديمك لأى تنازلات تهز عرش فنك المحترم أو تبتذله. حرصك على أن يكون اسمك مرادفا للجمال فى كل شىء. جمال الفن الذى تقدمينه بكل حرص، وإتقان، وإخلاص. جمال شكلك و«استايلك».. جمال وتفرد إخراجك لهذا كله فى أجمل وأبهى صورة. احترامك لجمهورك. لقد صنعتِ فنا ومشوارا فنيا محفورا فى قلوبنا، تستدعيه الذاكرة فى كل موقف، فنجدك حاضرة فى الخيال بابتسامتك المشرقة بالحياة، المتمسكة بالأمل رغم كل شىء. حضورك هو مصدر شحنة تحركنا صوب الجمال، وتحفزنا لنلامس أحلامنا، ونعيش أجمل ما فينا. كلما نظرت إلى صورتك «أنغامنا» وغصت قليلا فى نظرة عينيك المليئة بالصدق والشجن أشعر بموجات من الأمل تسرى فى مسام إحساسى. حروف تكتب أمامى: «الله كبير» كما غنت فيروز. أجدنى أتمتم بينى وبين نفسى: إن الله لن يتخلى برحمته وكرمه عن هذا الكائن الجميل الذى أضاء حياتنا «أنغام». يا رب.