من رواية - زوربا اليوناني لا أراك تصلي يا زوربا. الذي يصلي لن تراه. - هل معنى هذا أنك تصلي؟ نعم .. لا تستطيع قطرة البحر إلا أن تكون في أعماق الموج. - ولكن كيف تصلي؟ هل تعتقد أني أصلي صلاة شحاذ وضيع يتذلل من أجل أطماعه ومخاوفه؟؟ .. بل أصلي كرجل. - وكيف يصلي الرجال؟ بالحب .. أقف وكأن الله يسألني: ماذا فعلت منذ آخر صلاة صليتها لتصنع من لحمك روحًا؟.. فأقدم تقريري له فأقول: يارب أحببت فلانًا ومسحت على رأس ضعيف .. وحميت امرأة من الوحدة .. وابتسمت لعصفور وقف يغني لي على شرفتي .. وتنفست بعمق أمام سحابة جميلة تستحم في ضوء الشمس .. وأظل أقدم تقريري حتى يرضى الله. - وإن رضي. أناجيه كأنه معي - ألا تطلب منه شيئًا. هو أكرم من أن أطلب منه .. طالما نظر فوجد حبًّا أعطى. - وماذا تفعل عند الخوف؟ أخاف ككل إنسان ولكن عندي يقين أن الحب يُذهب الخوف انتهى الحوار الراقي ولكن لم تنته تساؤلاتي .. هل يؤمن كل البشر ان الله يراهم ويراقبهم في كل حركة وكل فعل وكل سلوك وكل كلمة تخرج من افواههم ذما في فلان وتشكيكا في نزاهة علان وخوضا في عرض وشرف فلانه؟ اذا كانوا يؤمنون ان الله يراهم فلماذا لا يستحون ان يراهم على معصية .. كيف يتجرأون على ارتكاب الذنوب تحت سمع وبصر القدير الذي لا يغفل ولا ينام. هل طمعوا في حب المولى ورحمته ومغفرته فتمادوا في اخطائهم؟ هل ينتظرون لحظة توبة وندم ودموع تغسل خطاياهم؟ اذا كان هذا هو المبرر فمن منهم يضمن عمره .. من يضمن ألا تأتي ساعة الرحيل قبل ساعة التوبة؟ قدموا تقاريركم الى خالقكم قبل فوات الاوان .. قدموا تقاريركم مشفوعة بكل عبارات الندم والاستغفار والاسترحام لعله يرضى ويقبل.