تحتل اسرائيل 23.25% من مساحة ارض فلسطين التاريخية (الضفة الغربية وقطاع غزة) وتحتل روسيا 20% من مساحة اوكرانيا. ذهب الرئيس الامريكى ترامب لمباحثات ألاسكا لانهاء الحرب الروسية الاوكرانية حاملا عرض الارض مقابل السلام، وعبثا حاول العرب بجهود جبارة لاقرار هذا المبدأ منذ 22 نوفمبر 1967 الذى صدر به قرار مجلس الامن 242 دون جدوى ازاء حائط الرفض الاسرائيلى المنيع. تعبير الأرض مقابل السلام مشتق من الفقرة الأولى من منطوق القرار (242)، التى تؤكد أن السلام يجب أن يشمل تطبيق مبدأين: انسحاب القوات الإسرائيلية (التخلى عن الأرض)، وإنهاء جميع المطالبات أو حالات الحرب (صنع السلام). وبما أن القرار ينص على ضرورة تطبيق كلا المبدأين، فإنه يمكن النظر إليهما معا على أنهما تخليا عن الأرض مقابل السلام. تغافلنا عن تطبيق القرار وتقزمت امانينا حتى وصلنا للطرح الاسرائيلى المتجبر حاليا وهو الارض مقابل الابادة، اى على اهل غزة والضفة الغربية (اعلن سموتيريتش انه حان وقت الضم الكامل للضفة) مقايضة ارضهم بالهجرة منها طلبا للسلامة او التعرض للابادة. وبدلا من مبدأ الارض مقابل السلام اصبح الارض مقابل السلامة. واذا كانت اوكرانيا ترفض التنازل عن مناطق لوجانسك ودونيتسك وخيرسون ومحطة زابوريجيا للطاقة، التى يحتلها الروس كما ترفض النموذج السويسرى بأن تكون دولة محايدة منزوعة السلاح. فإن المقاومة الفلسطينية ترفض ايضا نزع سلاحها رغم ضعف الجبهة المساندة لها على عكس دول الاتحاد الاوروبى، التى تقف كلها دعما لاوكرانيا وتمدها بأحدث الاسلحة. ولا يعنى ذلك اننا -لاسمح الله- نطلب من اوروبا دعم المقاومة فى غزة بالسلاح، فهذا ضرب من الخيال «العسكرى» فقط ندعوها أن تتجاوز مرحلة الادانة لحرب التجويع والابادة للفلسطينيين الى مجرد اجبار اسرائيل على ادخال المساعدات الانسانية انقاذا لمليونى بنى ادم يتعرضون إما الموت مرضا او جوعا او قصفا.