فى كتاب «الإخوان.. إعلام ما بعد السقوط»، يقدم الكاتب والباحث ضياء رشوان قراءة تحليلية دقيقة لمشهد الإعلام الإخوانى بعد سقوط حكم الجماعة فى مصر عام 2013، كاشفًا عن تحولات الخطاب، أدوات التأثير، ومواطن الفشل فى المشروع الإعلامى الذى تبنته الجماعة خلال مرحلة ما بعد الإقصاء السياسي. يستعرض رشوان فى أربعة فصول متكاملة كيف تحوّل إعلام الإخوان من أداة دعائية إلى منصة للتحريض والتشويه، مدعومًا بتمويل خارجى وتوجيهات تنظيمية، دون أن ينجح فى استعادة شرعية مفقودة، أو كسب تعاطف شعبي. كما يربط بين هذا الإعلام وخطاب الجماعات الإرهابية، موضحًا التداخل الفكري، والتنظيمى بين الطرفين، ولا يكتفى بالتحليل النظري، بل يضم مجموعة من المقالات التى كتبها المؤلف أثناء فترة حكم الجماعة، لتوثيق اللحظة من داخلها، وتأكيد أن هذه الدراسة ليست وليدة اللحظة، بل امتداد لوعى نقدى متراكم. ويُعد هذا الإصدار مساهمة مهمة فى فهم أدوات الجماعة الإعلامية، ويطرح تساؤلات جوهرية حول دور الإعلام فى الصراع السياسى والفكرى فى المنطقة، ويمثل هذا العمل توثيقًا وتحليلًا نادرًا لمرحلة مفصلية فى تاريخ مصر، ويكشف عن كيف يمكن للإعلام أن يتحول من وسيلة للتنوير إلى أداة للهدم، حين يُستخدم خارج سياقه المهنى والأخلاقى. اقرأ أيضًا | ذكرى فض اعتصام رابعة.. شهادات من الشارع تكشف جرائم الجماعة الإرهابية خلط مزيف بعد ثورة 30 يونيو 2013 كشفت الجماعة عن وجهها الإرهابى العنيف التى ظلت تخفيه طوال تاريخها رغم ما أكدته المحاكمات القضائية لعدد من أعضائها.. فبعد نهاية تجربة حكمها على يد الشعب المصرى بثورته العظيمة، لم تتمسك الجماعة بما كانت تؤكده عن سلميتها، ووسطيتها بل أعلنت عن فكرها التكفيري، وارتكبت أبشع أعمال العنف والإرهاب فى كل أنحاء مصر وأضحى العنف المسلح هو سبيلها الوحيد لتحقيق أهدافها ونسقت مع الجماعات الإرهابية للقيام بعمليات فى أماكن متفرقة داخل مصر، فالمتابع لتاريخ هذه الجماعة الإرهابية التى ارتكبت قبل عام 2013 يتأكد له أن الأدبيات الفكرية للإخوان وأيديولوجيتها السياسية والدينية التى هى منبع الإرهاب والتطرف فى الشرق الأوسط والعالم، وأن كل الجماعات التى ظهرت بعد 2014 وقبل هذا التاريخ وعلى رأسها القاعدة وداعش خرجت من تحت عباءة جماعة الإخوان ومنظريها. وهذا يحيلنا إلى الانعطاف على المنطلقات الفكرية للتنظيمات الإرهابية، من الواضح أن ما تفتقده الأغلبية الساحقة من أعضاء الجماعة الإرهابية والتنظيمات المتطرفة من تعليم دينى متخصص بل وأصول بعضهم غير العربية وعدم معرفتهم القوية باللغة العربية هو أحد أسباب عدم إلمامهم بمختلف مدارس الفكر الإسلامى وفرقه ومذاهبه فلا يتبين لهم موضع الخطأ ولهم تفسيرات منحرفة للنصوص فهم ينضمون تحت لواء مدرسة فكرية متشددة ومتطرفة بتنويعاتها. الإخوان يعتقدون أنهم العصبة المؤمنة التى ستعيد الإسلام إلى أصله فهم زيفوا المفهوم الحقيقى للجهاد ويمارسون القتل والتدمير والتفجير وإراقة الدماء ضد مجتمعاتهم ودولهم تحت مسمى برىء منهم تماما، وبات الحديث عن وجود علاقة مباشرة بين الإسلام والإرهاب خلال العقود الأربعة الماضية شائعا ومكررا فى مختلف دول الغرب وأمريكا وفى وسائل إعلامهم بحيث أضحى كلاهما مرادفا للآخر وتحولت قطاعات واسعة فى تلك الدول إلى وصم الإسلام بالإرهاب بسبب تلك الممارسات العنيفة. البديل الكاذب قبل وصول جماعة الإخوان إلى حكم مصر عام 2012 ولعقود طويلة ظلت تقدم نفسها باعتبارها (البديل الجاهز) تماما لحكم مصر وقيادة شعبها نحو المستقبل وقاموا بالترويج كثيرا بامتلاكهم تصورات عامة وخططا تفصيلية للحكم غير مسبوقة وعندما اعتلوا سدة الحكم اتضح أنه كعهدهم كاذبين ولا يملكون أى قدرة على الحكم ولا يمتلكون تصورات، وشعر أغلبية المصريين بأنهم تم خداعهم وأنهم استسلموا لفكرة وهمية زائفة عن الجماعة الإرهابية غذاها سعى دول غربية وعلى رأسها البيت الأبيض لتأييد الإخوان ودعمهم قبل أن يفيقوا على ثورة الشعب المصرى فى 30 يونيو 2013 الذى اقتلعهم من الحكم وأعاد مصر المخطوفة لشعبها. أسطورة الإخوان سيطر الإخوان على مقدرات مصر برلمانيا ثم رئاسيا ما بين عامى 2012 و2013 وبدأت الأمور تتحول من الدعاية والخيال إلى الواقع الحقيقي، واكتشف غالبية المخدوعين فى قدرة الإخوان من المصريين مدى الفجوة الهائلة بين المزاعم الدعائية بقدرة الجماعة القديمة والإخفاقات المتتالية فى كل المجالات والتى وصلت بهم إلى حد سقوط حكمهم البائس بثورة الشعب عليهم، وما تبعها فى السنوات العشر الماضية من تهلهل الجماعة وتشظيها التنظيمى وقبل كل هذا انهيار أسطورة القدرة الإخوانية. واكتشف المصريون أنه لا وجود لرؤية سياسية أو استراتيجية ولا شىء يذكر تقريبا يترك أثرا فى الذاكرة والوعى المصريين. وأن الإخوان طوال تاريخهم يتبنون الشعارات والعناوين العامة ومن أشهرها "الإسلام هو الحل" أو تطبيق الشريعة الإسلامية دون تقديم أى تفاصيل أو تصورات عامة أو خطط لتطبيقها على أرض الواقع وكان واضحا أن المستور قد انكشف وأن الخديعة لم تعد تنطلى وبالتالى سقوط حكمهم إلى غير رجعة. ولقرابة 85 عاما وحتى انهيار حكمهم لمصر ظلت الجماعة تروج لفكرة أنها جماعة وسطية متدرجة ترفض استخدام العنف تجاه خصومها والمختلفين معها وأنها لا تتبنى منهج الإقصاء والتكفير والتخوين وسعت لكسب مساحات من الدعاية لفكرتها مقارنة بظهور الجماعات التكفيرية مثل القاعدة وداعش وبعد سقوطهم الحتمى انهارت هذه الفكرة تماما. ما بعد السقوط المتابع لإعلام الإخوان بمختلف منصاته، سواء كان الإعلام التقليدى الذى يضم الفضائيات التليفزيونية والصحف والمواقع الإلكترونية أو وسائل الإعلام الجديد الموجه ضد مصر من خارجها منذ يونيو 2013 يلاحظ أن القائمين عليه من أعضاء منتمين للجماعة أو ملتحقة بهم من تيارات أخرى متحالفة معها يفرطون فى تضليل المشاهدين مصرين على اتباع منهجهم الدعائي، فالتحليل المدقق لهؤلاء الأشخاص يؤكد أن معظمهم لم يكن لهم أى وجود يذكر فى فترة حكم الرئيس الراحل حسنى مبارك، وخاصة تيار المعارضة منهم وأنهم متجاوزون فى تعليقاتهم على الأحداث ويمثلون إعلاما تحريضيا على الأوضاع فى مصر .. ورغم فشل إعلام الإخوان فى تحقيق أهدافه إلا أن الجماعة الإرهابية ومن يمولونه مصرون على استمراره مبالغين فى حجم الإنفاق الهائل عليه. وهذا يدفعنا إلى سؤال مهم هو: من ينفق على إعلام الإخوان؟ ومن أين يتوفر للجماعة هذه المبالغ الضخمة لكى يستمر هذا الإعلام فى حربه ضد مصر؟ ربما لا تحتاج الإجابة إلى أن نذكر أن هناك جهات ودولا وأجهزة مخابرات أجنبية تتولى الإنفاق عليه رغم فشله فى التأثير فى الداخل المصري. وبنظرة سريعة على القائمين على هذا الدور يتضح حجم السباب والألفاظ الخارجة التى لا تتفق مع أساسيات أى إعلام محترم فهو إعلام تحريضى فى الأساس رسالته الإعلامية مفضوحة أمام كل المتابعين له وهو قائم على اختلاق الأكاذيب وإطلاق الشائعات، ويلاحظ أن إعلام ما بعد السقوط للإخوان أصبح يتحرك فى اتجاه واحد فقط بعيدا عن الدعاية للجماعة وهو التحريض على الحكم فى مصر ويتناول الأوضاع فى مصر من زاوية واحدة فقط هى التشكيك فى كل إنجاز للدولة المصرية . ويتبين أن الإخوان وإعلامهم منفصلان نفسيا عن الواقع. وبتحليل يسير للإعلام الإخوانى ومادته التى يقدمها يتضح لنا على الفور أن أغلب مواده كلها عن مصر، وملاحقة أى مشكلة فيها، وتضخيمها، وإطلاق الشائعات حولها وأن التحريض على الحكم هو هدف رئيسى له ومع مصر هناك تحريض ضد دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية فلهما نصيب أيضا من رسالة الإعلام الإخوانى .ويضاف إليهما تونس والسبب معروف وهو سقوط الحكم الإخوانى هناك وانتهاء عصرهم بعد سلسلة من المحاكمات التى طالت القيادات الإخوانية، وعلى رأسهم القيادى الإخوانى راشد الغنوشى بتهم منها اغتيال المعارضين والاستيلاء على المال العام وغيرها من التهم السياسية والجنائية. وهنا يدور السؤال المنطقى .. لماذا الهجوم المستمر على الحكم فى مصر، وكذلك الحكم فى الإمارات والسعودية تحديدا ثم تونس؟! بالنسبة لمصر فهى تحتل مساحة كبيرة من التحريض الإخوانى أو ما يسمى "إعلام ما بعد السقوط" لأنها ببساطة شديدة هى من أنهت حكم الإخوان وقضت على أحلامهم وقوضت جماعتهم وخلصت العالم العربى من شرهم وهدفهم الكبير هو زعزعة الاستقرار فى مصر لينقضوا عليها مرة أخري، وفى هذا غباء منقطع النظير لسبب مهم للغاية أن الشعب المصرى هو من خرج عليهم وأنهى حكمهم فى ثورة 30 يونيو 2013 وانحازت له قواته المسلحة أى ثورة شعبية بمشاركة واسعة من كل أطياف المصريين وبالنسبة للسعودية والإمارات فالجماعة الإرهابية ترى أن الدولتين وقفتا بجوار مصر بعد التخلص من نظامهم فيطلقان الأكاذيب والشائعات عنهما والضغط عليهما لتخريب علاقاتهما مع مصر والخلاصة البسيطة هنا هى أن إعلام الجماعة الموجه والدعائى لا يستهدف تغطيات إعلامية طبيعية تشمل جغرافيا كل الدول العربية ويرى فقط هذه الدول فقط ومعهم دولة فلسطين التى لا تأخذ نصيبا من مساحته الإعلامية وما يجرى على أرضها بل هو أداة إعلامية سوداء مسمومة لتحقيق أهداف الجماعة السياسية وأوهامها المستحيلة. عض كلبا والحقيقة أن إعلام الجماعة الإرهابية يختار متعمدا حوادث فردية يقوم بتعميمها ولم يحدث فى أى إعلام يحترم مهمته ومهنته وتخصصاتها الفرعية على مستوى العالم أن طغت صفحة الحوادث على كل الصفحات الأخرى وينفرد إعلام الإخوان باستغلال مثل هذه الحوادث لتحقيق أهدافه المسمومة مدفوعا بحلم العودة لحكم مصر مفتقدا المهمة الأساسية للإعلام الشريف النزيه. ونحن طلبة فى كلية الإعلام كنا ندرس قاعدة "رجل عض كلبا" كمثال صارخ على كيفية جذب القراء بخبر غير صحيح بغرض الإثارة والتهويل وهو ما يقوم به هذا الإعلام المشوه. إعلام مسموم ربما لا يتوقع الإنسان الطبيعى أن يكون إعلام جماعة الإخوان بكل صنوفه والموجه ضد نظام الحكم فى مصر من الخارج معاديا لأقصى درجة وعلى سبيل المثال لا الحصر يطرح المؤلف مشهدا أصابه بالحزن الشديد من هذا الإعلام الوضيع المنبطح ففى ذكرى نكسة يونيو 1967 وهزيمة مصر والأردن وسوريا على يد الدولة العبرية بث إعلام الإخوان ما يصعب على كل عربى تصديقه كانت الشماتة واضحة لا تصدر إلا من الإعلام الصهيوني. كان الإخوان يعيشون فى حالة من الفرح والشماتة فى هزيمة العرب ولم يذكروا ما قامت به قواتنا المسلحة من إعادة تنظيم نفسها وخاضت حرب استنزاف ضد الجيش الإسرائيلى فى الضفة الأخرى من قناة السويس وموقعة رأس العش مثلا أو إغراق المدمرة إيلات أو الدور البطولى لقوات الصاعقة المصرية التى أذاقت العدو كل صنوف العذاب وتكلل كل هذا بنصر أكتوبر العظيم، حينما عبرت قواتنا المسلحة القناة وكبدت العدو أكبر خسائر وأعادت للأمة العربية شرفها وكرامتها .. لم يذكر هذا الإعلام المأجور أن جولدا مائير رئيسة وزراء إسرائيل استغاثت بالرئيس الأمريكى لكى ينقذوا بلدها من الجيش المصرى .. مثل هذه المشاهد لم يتوقف عندها إعلام الشماتة وأن هذا الإعلام لا ينتمى لأى إطار وطنى أو قومى وأننا أمام إعلاميون معقدون نفسيا .. أشخاص غير طبيعيين لا يتعاملون بشرف مع مهنتهم وأنهم على استعداد للانتماء لمن يدفع أكثر، وهذا ما ثبت مع هؤلاء المشردين أشباه الرجال .. إعلام لا هدف له سوى زرع الفتن فى مجتمعاتهم العربية التى خرجوا منها إلى تركيا وبعض دول أوروبا التى نعلم توجهاتها ضد مصر وضد أن يكون للعرب صوت أو قيمة فى هذا العالم .هذا الإعلام المضلل على كراهية شديدة لزعيم مثل جمال عبد الناصر لأنه قضى على حلمهم فى المشاركة فى الحكم واحتلال مقاعد الوزارات السيادية حينما عرض عليهم المشاركة فى أول حكومة تشكلت بعد ثورة يوليو 1952 ورفضوا إلا بمبدأ المغالبة لا المشاركة، ومن ثم حاولوا اغتياله فى حادث المنشية للسيطرة على حكم مصر .. ونفس الشىء مع الرئيس عبد الفتاح السيسى الذى أنقذ مصر من مصير كارثى ومؤامرة كانت تحاك لها على أيديهم ولعلنى هنا لا أبالغ، فهناك تسجيلات للرئيس الفلسطينى محمود عباس وكشفه نوايا الرئيس الإخوانى محمد مرسى فيما يتعلق بتوطين الفلسطينيين فى سيناء وهو تسجيل للتاريخ ليعرف المصريون فكر هذه الجماعة الإرهابية ونواياها لو استمرت فى الحكم إلى يومنا هذا. أنا لا أقرأ الغيب لكننى على يقين أنهم كانوا سلموا سيناء على طبق من ذهب لإسرائيل لكى ينتقل إليها الفلسطينيون كوطن بديل وتم تصفية قضيتهم إلى الأبد لأنهم لا يؤمنون بالأوطان ولا الحدود، فهم لا يؤمنون إلا بدولة الخلافة الإسلامية. وللذين يتابعون ما حدث من جرائم على يد هذه الجماعة فى الأردن يدركون لماذا تحركت المملكة لإنهاء صفحتهم واعتبارهم جماعة إرهابية وحظرهم من الحياة السياسية وقبل الأردن كانت تونس .. نفس السيناريو بالضبط ومحاولات لاغتيال الرئيس قيس سعيد الذى سعى لإنقاذ بلده قبل أن تنهار على أيديهم .. هؤلاء الإخوان لا عهد لهم ولا ذمة . ولكل المغيبين ممن ينتسبون لهذه الجماعة الإرهابية ولكل المضللين .. عودوا إلى أحداث اعتصام رابعة واستمعوا لتصريحات قيادات الجماعة الإرهابية لتعرفوا أهداف الجماعة وسعيها المحموم للعودة إلى حكم مصر، الدجاجة التى تبيض ذهبا لهم أو بيت القصيد عند الشعراء. إعلام الإخوان هو إعلام السب والتشهير والاتهامات والتضليل. مصر الهدف دعونا نفحص ونحلل أداء وتوجهات إعلام الإخوان أو إعلام ما بعد السقوط سنجد أن الهدف الأسمى له هى مصر والتشكيك فى كل ما يحدث على أرضها من إنجازات فى كافة المجالات ولنأخذ مثالا من الحرب الإسرائيلية على غزة فهذا الإعلام المضلل يستمد مادته من وسائل الإعلام الإسرائيلية ونحن نعلم بالطبع غرضها فهو لا يرى فى التحركات المصرية لوقف هذه الحرب وسعى مصر المستمر لوقف حرب تجويع أهالى القطاع على يد الجيش الصهيونى منذ السابع من أكتوبر عام 2023 وحجم المساعدات الضخمة من مصر لغزة أن مصر تتعرض لضغوط شديدة للموافقة على تهجير الفلسطينيين من أرضهم وتصفية القضية تماما وموقف مصر قيادة وشعبا الذى يقف فى وجه هذا المحاولات وهذا يبدو واضحا للعالم لا لبس فيه وهكذا تحول إعلام الإخوان إلى "بوق" لترديد الدعاية الإسرائيلية السوداء لعقاب مصر على مواقفها المعلنة دعما راسخا للشعب الفلسطينى باعتراف الفلسطينيين أنفسهم فهذا الإعلام الخسيس للإخوان يريد التشكيك فيما تقدمه مصر للقضية وزعم الجماعة لتصدير موقف مغاير لها وأنها تقف مع الشعب الفلسطينى وينكرون المساهمة المصرية الواضحة مع كافة الفصائل الفلسطينية ومنها حماس والجهاد والسلطة الفلسطينية وجميعهم يشيدون بالدور المصرى العظيم الراسخ والمشرف والثابت والمعلن دعما للقضية ولو أرادت مصر أن تتكسب من القضية الفلسطينية لفعلت وكسبت مليارات الدولارات من وراء هذا وخففت من الأزمة الاقتصادية وأسقطت ديونها لكن مصر لن تفعلها مهما كانت مكاسبها فهى الدولة العربية الكبرى التى تحتضن هذه القضية وتدافع عنها منذ نكبة 1948 ولا تستسلم للإغراءات ولا تعقد صفقات وما تقوله فى العلن تقوله وراء الأبواب المغلقة. والغريب هو أن هذا الإعلام للأسف الشديد يتبنى وجهة نظر رئيس وزراء إسرائيل وبعض وزرائه، والتى تهاجم مصر وتتهمها بتقديم الدعم المادى والمعنوى للمقاومة الفلسطينية فى قطاع غزة بما يساعدها على الصمود فى وجه العدوان منذ بدء الحرب وحتى الآن، فهو إعلام التدليس والأكاذيب والتسميم السياسى والدعاية السوداء ويسعى لاستغلال الدعاية المضادة للإساءة إلى النظام المصرى فى محاولة لإسقاطه. هذا الإعلام الإخوانى المريض نفسيا يجد ضالته فى الهجوم والتشكيك فى كل شيء ويتعمد عدم الإشارة مثلا إلى برنامج الإصلاح الاقتصادى الذى ساهم فى التخفيف من الأزمات ويخترعون أكاذيب كثيرة يخدعون بها البسطاء من المصريين .. الحقد عنوان هذه الجماعة التى تستخدمها بعض الدول سلاحا ضد مصر للضغط عليها فى قضايا مصيرية لتحقيق مكاسب سياسية واقتصادية ومصر والحمد لله على علم بهذه المخططات البائسة. إعلام الإخوان يعيش فى غيبوبة عن الواقع الحقيقى تصل إلى درجة العمى المتعمد ودخل فى حالة عصبية والتوتر المرضى بسبب اليأس الذى يلازمه من عدم قدرته على الحشد والتأثير، وهو ما تعتمد عليه الجماعة الإرهابية فى توجهاتها للتحريض ضد الوطن. ومن كثرة إلحاحهم المستمر فى نشر وترويج نفس الأكاذيب فقد أصيبوا بالوسواس القهرى وهو مرض يؤدى إلى الجنون. إعلام يعتمد على الندب فقط فيما يشبه الندبات والمعددات، وهى مهنة معروفة فى المجتمع المصرى منذ عشرات السنين، فالقائمون على إعلام الإخوان يحصلون على رواتب كبيرة تكلف الجماعة مبالغ طائلة، ولذلك يبحث هؤلاء الإعلاميون عن أى موضوع للندب فيه حتى لا يتم فصلهم .. إعلام يسيطر عليه العبوس والزعيق والشماتة والتضليل بما يعكس حالة الكراهية لمصر ونكران المعروف .. هو إعلام يبحث عن فضيحة وحتما سينتهى إعلام الجماعة مثلما هذه الجماعة فى طريقها إلى الانهيار، وسيعيش الإخوان يجترون الذكريات المريرة بعد أن لفظهم الشعب المصرى وشعوب عربية أخرى تلفظهم تباعا. فقدان الذاكرة ما يقوم به إعلام الإخوان من تكرار أصبح مملا للغاية والتنبؤ المتكرر بانهيار الحكم فى مصر فى كل ساعة يعكس أمرين ملفتين للنظر الأول هو حالة فقدان الذاكرة المرضى الذى أصابه، فهو إعلام لا يقرأ الواقع ويعتقد أن التحريض على النظام فى مصر يمكن أن يخرج المصريين للتظاهر لأنه لا يعلم أنهم حريصون على وطنهم ويعرفون أن الإخوان كاذبون ولم يعد ينطلى عليهم هذا التحريض أما الأمر الثانى فهو السيناريو الواحد الذى لا يتغير ويقوم على فكرة واحدة أن المشاهدين جهلة لا يفقهون وهذا مغاير للواقع فقد سئم المتابع لقنواتهم من هذا النص الأحادى فلا جديد فيه يمكن تصديقه. تحليل المضمون تحليل مضمون الخطاب الإخوانى ينبئ عن جهل عميق وقصور فى القراءة للأحداث وتبنيهم لاستراتيجية "الإلحاح والترويج" لفكرة سقوط النظام فى مصر للعيش على الأمل المنتظر وهو وهم صنعته الألة الدعائية للجماعة الإرهابية لكنهم تناسوا أنهم تحولوا إلى كابوس أسود فى الوعى الشعبى المصرى وبالقطع فى كل قطاعات الدولة واستعادة الدولة المصرية لعافيتها وقوتها ونجاحها فى نسج شبكة علاقات دولية واسعة تقوم بصورة كبيرة على تبادل المصالح الكبرى وتتسم بالتعاون الوثيق والندية والتنوع السياسى والجغرافى وهو ما يعكس الاعتراف الكامل بالدور المصرى الكبير فى الشرق الأوسط والعالم ككل وأن الدولة المصرية الآن ليست هى الدولة التى كادت أن تتفكك فى أعقاب ثورة 2011 ولهذا سقطت استراتجية الإلحاح والترويج عمليا وسقط معها الإعلام الإخوانى وفشل زريع يصاحبه فلم يعد أحد فى الداخل يهتم برسالتهم إلا من بعض بقاياهم المضللين. فى العام 2023 انطلق الحوار الوطنى فى مصر الذى دعا إليه الرئيس عبد الفتاح السيسى فى أبريل 2022 ليتحول إلى حقيقة مركزية فى التطور السياسى المصرى الداخلى .. انطلق يوم 3 مايو 2023 وبدا مهيبا ومشحونا برسائل بالغة الأهمية وكانت الرسالة للجماعة الإرهابية أن الألف شخص الذين حضروا الافتتاح كانوا هم كل شركاء التحالف السياسى والوطنى الذى أسقط حكمهم فى 30 يونيو 2013 ولم يغب عن الحوار أى قوى سياسية مصرية مع رفض تام منها لأى مشاركة من قبل الإخوان، وجاءت الانتخابات الرئاسية فى العام 2023 لتعكس اعتزاز الشعب المصرى برئيسه رغم هجوم الإخوان الضارى على مصر وشهدت مشاركة واسعة من الشعب مقارنة مع الانتخابات الرئاسية الخمس التى عرفها تاريخ البلاد.