"هذا الشبل من ذاك الأسد"، مثل عربي قديم يعبر عن توارث القوة، أحمد خالد صالح، أصبح نموذج لهذا المثل، فهو ورث من والده الفنان الراحل خالد صالح قوة الأداء والتعبير بالعين والحضور القوي حتى في أقل مساحة زمنية على الشاشة، والقدرة على التنوع في الأدوار، كلها عوامل جعلته الاختيار الأبرز لكثير من المخرجين، ومؤخراً في مسلسل "فلاش باك".. في البداية.. ما الذي جذبك للمشاركة في "فلاش باك"؟ منذ قرأت السيناريو لأول مرة وأنا أشعر أنني أمام عمل مميز بالفعل، "الورق" مكتوب بإحساس عالي جدًا، وبه تفاصيل نفسية غير معتادة في الدراما، والحكاية جذبتني كمشاهد قبل ما أن تجذبني كممثل، وكنت متحمس للتعرف على نهايتها، وهذا دليل إن الكاتب نجح في جذب انتباهنا منذ اللحظة الأولى. ماذا عن تفاصيل شخصية "زياد الكردي" التي تقدمها؟ "زياد" شخصية مركبة جدًا.. هو مصور جنائي، بما يعني أن عمله دائما في مناطق مظلمة مليئة بالجثث والأسرار، لكنه إنسان بسيط ويثق بشدة في الناس، ويتعرّض لصدمة نفسية مفاجئة تقلب كل مفاهيمه، وتجعله يعيد التفكير في كل شيء حوله، والشخصية جعلتني انتقل إلى مناطق تمثيلية جديدة، وتطلّبت صدق داخلي عميق، وتفاصيل دقيقة في الانفعال وردود الفعل، وكانت تجربة مرهقة نفسيًا، لكنها مهمة جدًا بالنسبة لي. كيف قمت بالتحضير لتجسيد هذه الشخصية؟ حضّرت نفسي بشكل مختلف.. عملت جيدا على لغة الجسد، خاصة نظرة العين، وعلى لحظات الصمت أكثر من الحوار، وقمت بجلسات عمل مع المخرج جمال خزيم لضبط الإيقاع الداخلي ل"زياد"، لأنه شخصية لا تتكلم كثيرا، لكن كل شيء يكون واضح في نظرات العين، وأنا تعمقت في الشخصية حتى شعرت أنها جزء مني وليس من السيناريو. التعاون مع كريم أبو ذكري جاء بعد صداقة طويلة بينكما.. ما تعليقك؟ أنا وكريم أصدقاء منذ سنوات، وكان المفترض أن نعمل سويا منذ سنوات، لكن لكل شيء ميعاد، لذلك كنا في انتظار مشروع مميز حتى نتشارك في صنعه، وحينما عرض عليّ "فلاش باك"، شعرت أنه العمل المناسب في التوقيت المناسب. المسلسل يحمل عنوان "ما تراه ليس كما يبدو".. هل ترى أنه معبّر عن محتوى العمل؟ "الجملة قوية جدًا".. وهي ليست مجرد عنوان، بل فلسفة المسلسل كله، وكل الحكايات تناقش فكرة إن الظاهر ليس كالحقيقة، وهذا أمر يتقاطع مع حياتنا اليومية، لأننا نحكم على الناس والأشياء بسرعة، دون فهم خلفيات الأمور، لذلك يضع المسلسل مرآة أمامك، يجعلك ترى نفسك، وتفكر مرتين قبل أن تقول "أنا فهمت". هل المنصات الدرامية أثّرت على اختيارات الفنانين؟ بالتأكيد.. فتحت آفاق جديدة ليس للممثلين فقط، لكن للمخرجين والكتّاب أيضا، وأصبحنا نرى موضوعات جريئة وجديدة، وشخصيات غير تقليدية. اقرأ أيضا: «فلاش باك» يخطف الأنظار قبل عرض أولى حكايات «ما تراه ليس كما يبدو» هل لديك هاجس المنافسة مع الحكايات الأخرى في نفس العمل؟ بالعكس.. نحن مجموعة حكايات في مسلسل يحمل عنوان "ما تراه، ليس كما يبدو"، وكلنا ندعم البعض، وليس هناك غيرة أو منافسة، بل طاقة مشتركة، وكل "حدوتة" لها روحها وطابعها، وما يهمنا ليس من الأكثر نجاحًا، بل أن تصنع القصص نجاحا وتترك أثراً. أخيرًا.. رسالة للجمهور قبل عرض "فلاش باك"؟ استعدوا لمشاهدة قصة مختلفة، وجوانب نفسية لم تشاهدوها قبل ذلك، و"فلاش باك" تجربة إنسانية أكثر منها درامية، وهي قريبة من كل مشاهد لديه ماضٍي يطارده أو مشاعر لا يفهمها، وأتمنى إن يلمس "زياد" قلوبكم مثلما لمس قلبي.