في جريمة مروعة هزت الأوساط الفنية السورية والرأي العام، قتلت الفنانة ديالا صلحي الوادي داخل شقتها في حي المالكي الراقي وسط العاصمة دمشق، في واقعة اتضح لاحقا أنها نتيجة مخطط سرقة نفذته خادمة كانت تعمل لديها بمساعدة شريك لها، وبينما تستمر التحقيقات لكشف كل ملابسات الحادث، لا تزال الصدمة تخيم على محبي الفنانة وأهل الفن في سوريا. أعلنت وزارة الداخلية السورية أنها تمكنت، خلال أقل من 24 ساعة، من كشف خيوط الجريمة التي أودت بحياة الفنانة ديالا صلحي الوادي، والتي عثر عليها جثة هامدة داخل شقتها في حي المالكي بالعاصمة دمشق. وقال العميد أسامة محمد خير عاتكة، قائد شرطة محافظة دمشق، إن فرع المباحث الجنائية تحرك فور تلقي البلاغ بالعثور على جثة الضحية، حيث توجهت الفرق المختصة إلى مكان الجريمة وبدأت في جمع الأدلة وتحليل محتوى كاميرات المراقبة ومقاطعة المعلومات. وأضاف أن التحقيقات الأولية كشفت عن تورط عاملة تنظيف كانت تعمل لدى الضحية، حيث اعترفت الأخيرة بأنها خططت للجريمة بالتنسيق مع شخص آخر، بهدف السرقة، وقد تم إلقاء القبض على كلا المتورطين، فيما تستمر السلطات في استكمال التحقيقات تمهيداً لإحالتهما إلى القضاء المختص. وبحسب ما أفاد به "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، فإن الجريمة تمت بعد أن لاحق الجاني الفنانة ديالا حتى مدخل منزلها، ليقتحم بعد ذلك الشقة وينفذ جريمته البشعة، واستولى الجانيان على مبالغ مالية ومجوهرات ثمينة قبل أن يلوذا بالفرار. اقرأ أيضا.. تريند «حروق الشمس» يثير غضب فرنسا| حملة رسمية ضد محتوى خطر على تيك توك ديالا صلحي الوادي لم تكن فقط فنانة سورية، بل كانت ابنة الموسيقي العراقي الراحل صلحي الوادي، مؤسس المعهد العالي للموسيقى والدراما في دمشق، والذي يعد أحد أعلام الفن الأكاديمي في العالم العربي، وقد عرف عنه تأثره العميق بالموسيقى الكلاسيكية، ورعاية جيل كامل من الفنانين في سوريا. من جانبها، نعت نقابة الفنانين السوريين الراحلة بكلمات حزينة عبر صفحتها الرسمية على "فيسبوك"، جاء فيها: "تعازينا القلبية بوفاة الفنانة ديالا صلحي الوادي إثر سطو مسلح في منزلها، إنا لله وإنا إليه راجعون". رحيل ديالا الوادي في جريمة بشعة ألقى بظلاله على الوسط الفني السوري، وأعاد إلى الواجهة قضايا الأمن الشخصي والانفلات الأخلاقي وراء جرائم السرقة المنظمة، وبينما تتواصل التحقيقات، يأمل محبو ديالا أن تكون العدالة سريعاً في الاقتصاص من الجناة، وأن تبقى ذكراها رمزا للفن النبيل الذي حملته من والدها إلى جمهورها.