واصل الناخبون، الإدلاء بأصواتهم فى اليوم الثانى من انتخابات مجلس الشيوخ، وسط إجراءات أمنية مشددة وتنظيم محكم داخل اللجان الانتخابية فى عدد من أحياء القاهرة، من بينها الزمالك، بولاق أبو العلا، السيدة زينب، المعادي، والبساتين. وشهدت اللجان الانتخابية إقبالاً متزايدًا خلال الساعات الأولى من فتح أبواب التصويت فى تمام التاسعة صباحًا، حيث حرص كبار السن وعدد من السيدات على الحضور مبكرًا للإدلاء بأصواتهم، مع زيادة الإقبال مع الساعات الأخيرة قبل إغلاق اللجان. البداية من السيدة زينب، حيث تواصلت عمليات التصويت فى أجواء مشتعلة أشبه ب «الكرنفال الوطني»، حيث بدا المشهد الانتخابى محافظًا على طابعه الحماسى المعروف، ولم يختلف كثيرًا عن اليوم الأول. وتميزت اللجان بتنوع واضح فى أعمار وفئات الناخبين خاصة السيدات، لا سيما خلال النصف الثانى من اليوم مع انخفاض درجات الحرارة، حيث تم تسجيل حضور كبير من الشباب والسيدات وكبار السن. ومن داخل مدرسة الخديوية بنات بالسيدة زينب، قال الحاج عاشور محفوظ (80 عامًا): «لازم أنزل أدلى بصوتى حتى وأنا فاقد النظر، عشان أحفادى يعرفوا قيمة بلدهم وينزلوا يقلدوني». والتقطت منه طرف الحديث إعتماد القط (65 عامًا):« بحب بلدى أكتر من أى حد ونزلت رغم تعبى عشان ميبقاش شكلنا وحش والأهم أن العالم يعرف ان بلدنا أحسن بلد فى الدنيا وناسها كلها قلب واحد وعمر واحد». وفى محيط قصر الدوبارة بجوار القصر العيني، شهدت لجان اليوم الثانى تجهيزات لوجستية مثل اليوم الأول، خاصة مع تزايد الإقبال خلال الساعات الأخيرة من اليوم، وهو ما عكس جاهزية اللجان للتعامل مع الأعداد المتزايدة دون أى عوائق وإلى حى بولاق أبو العلا، حيث حرص المواطنون على التواجد أمام المقرات الانتخابية منذ الساعات الأولى من الصباح، وسط تنظيم جيد بلجنة معهد الصحافة. ومن حى الزمالك الراقي، وتحديدًا بلجنة كلية الفنون الجميلة، شهد اليوم الثانى توافدًا مكثفًا من الناخبين منذ الصباح الباكر، وسط التزام بالإجراءات وتعاون كامل بين المواطنين والجهات المنظمة.. وعلى موسيقى الأغانى الوطنية رصدت «الأخبار» مشهدًا متكاملًا يُجسد صورة مصر الحديثة.. شباب فى مقتبل العمر يصطفون جنبًا إلى جنب مع كبار السن يرفعون أعلام مصر، وسيدات يحملن بطاقاتهن بفخر، فى مشهد يعبّر عن نضج سياسى وإدراك بأهمية المشاركة فى هذا الاستحقاق الدستوري. ما ميّز أجواء التصويت فى الزمالك هذا اليوم، هو الشعور العام لدى الناخبين بأن دورهم لم يعد رمزيًا فقط، بل هو جزء من مشروع وطنى كبير يُعاد بناؤه بعقول وضمائر المصريين.. قال أحد القضاة المشرفين على إحدى اللجان إن اليوم الثانى تميز بسرعة إجراءات التصويت وزيادة نسب الحضور مقارنة بالأمس، وهو ما يعكس ثقة المواطن فى مسار العملية الانتخابية. كما حرص طلاب الجامعات القريبين من مقر اللجنة على الإدلاء بأصواتهم، فيما ظهرت مبادرات من المجتمع المدنى لتنظيم الصفوف ومساعدة كبار السن. وفى المعادي، خصوصًا بلجان مدرسة الأورمان ونهضة مصر، حيث شهدت الساعات الأولى هدوءًا نسبيًا، بينما بدأت أعداد الناخبين فى التزايد مع قرب الظهيرة.. وفى البساتين، استمرت الحركة الانتخابية بشكل منتظم.. وأكد المستشارون المشرفون على اللجان أن العملية الانتخابية تسير بسلاسة، ولم تُرصد أى مخالفات أو تجاوزات داخل اللجان.