أكد سفير كندابالقاهرة، أولريك شانون، أن مصر تلعب دورًا محوريًا في القضية الفلسطينية وخاصة في قطاع غزة، مشيرًا إلى الجهود الكبيرة التي تبذلها القاهرة من أجل الإفراج عن الجرحى والتوصل إلى وقف إطلاق نار دائم. وأوضح السفير أنه زار معبر رفح ومخازن الهلال الأحمر، والتقى المسؤولين هناك، معربًا عن احترامه لما تقوم به مصر رغم التحديات الشديدة، مشددًا على أن الجانب الإسرائيلي هو من يعرقل دخول المساعدات الإنسانية، وقال:" إسرائيل تمنع وصول المساعدات، ونحن نرفض ذلك واستنكرناه عدة مرات، ونعمل مع الأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول المنطقة للضغط على إسرائيل لضمان دخول المساعدات بلا قيود". وأضاف أن كندا بدأت في اتخاذ خطوات للاعتراف بالدولة الفلسطينية، وقد تتخذ إجراءات إضافية إذا استمرت إسرائيل في عرقلة وصول المساعدات. وأكد: "لا يمكننا التصرف بمفردنا، فلابد من التنسيق مع الجميع. إسرائيل تربط دخول المساعدات باتفاق وقف إطلاق النار، ومصر تلعب دورًا حيويًا في التوصل لاتفاق شامل يشمل الإفراج عن الرهائن، وتمديد الهدنة، وضمان تدفق الإغاثة". وأشار إلى أن قرار الاعتراف بالدولة الفلسطينية جاء ردًا على الوضع الإنساني والسياسي في الأراضي المحتلة، موضحًا أن كندا ما زالت ملتزمة بحل الدولتين، لكن التزام إسرائيل بهذا الحل تراجع بشكل ملحوظ، وهو ما دفع أوتاوا للتحرك، وإن كانت لا تزال تؤمن بضرورة الحل عبر التفاوض الثنائي. وتابع: "الأسبوع الماضي، انعقد مؤتمر حول حل الدولتين في نيويورك بمشاركة وزيري خارجية كندا ومصر، وكان لهما لقاء ثنائي على هامش المؤتمر. هناك تنسيق وتشاور مستمر بين البلدين، ونشعر بوجود حراك سياسي ودبلوماسي فاعل" . كما أعلن أن كندا خصصت الأسبوع الماضي 30 مليون دولار مساعدات إنسانية إضافية لغزة، ليصل إجمالي ما قدمته منذ بداية الأزمة في أكتوبر 2023 إلى 350 مليون دولار، مشددًا على أن القضية الجوهرية الآن هي كيفية إيصال هذه المساعدات فعليًا إلى القطاع. ⸻ 70 عامًا من العلاقات الكندية المصرية أكد سفير كندابالقاهرة، أولريك شانون أن العلاقات بين مصر وكندا عريقة ومتنوعة، تعود إلى عام 1954، وتشمل التعاون في مجالات التجارة والتعليم والثقافة ودعم السلام الإقليمي. وقال: "نحتفل هذا العام بمرور 70 عامًا على العلاقات الدبلوماسية. تربطنا صداقة متنامية، ويعززها أبناء الجالية الكندية المصرية النشيطة والمتميزة". وأوضح أن التجارة والاستثمار يشكلان ركيزتين أساسيتين في العلاقات الثنائية، فقد تجاوز حجم التبادل التجاري بين البلدين 814 مليون دولار أمريكي عام 2023. تشمل الصادرات الكندية لمصر خام الحديد والقمح ومنتجات الألبان، فيما تصدر مصر إلى كندا الذهب والصلب. كما تنشط الشركات الكندية في قطاعي التعدين والتكنولوجيا النظيفة، بالإضافة إلى تزايد زخم المنتجات الطبية الكندية في السوق المصري. ⸻ التعليم الكندي في مصر: نمو سريع وشراكات استراتيجية أكد سفير كندابالقاهرة، أولريك شانون أن التعليم يمثل أحد أسرع مجالات التعاون نموًا بين البلدين، حيث التحق أكثر من 20 ألف طالب مصري ببرامج تعليم كندية داخل مصر، من مرحلة رياض الأطفال وحتى الدراسات العليا. وأشار إلى أن المؤسسات الكندية تساهم بشكل فاعل في تطوير القطاع الرقمي، من خلال مبادرات مثل "بناة مصر الرقمية"، التي تُقدم تدريبًا متقدمًا في الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني والروبوتات. وفي يوليو 2024، احتفلت السفارة الكندية مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بتخريج دفعة جديدة من هذه المبادرة، والتي انطلقت عام 2020. من المقرر أن يتخرج 250 طالبًا آخرين بالتعاون مع جامعتي أوتاوا والقاهرة، وهو ما وصفه السفير ب"نقطة انطلاق لتنفيذ استراتيجية مصر الرقمية 2030". ⸻ كندا شريك ملتزم بالتنمية في مصر قال سفير كندابالقاهرة، أولريك شانون إن بلاده نقلت خبراتها العلمية المتقدمة إلى مصر لدعم رؤيتها التنموية، وقدمت أكثر من مليار دولار مساعدات دولية لمصر خلال 40 عامًا، منها أكثر من 100 مليون دولار منذ 2017. ويركز البرنامج التنموي الحالي، الذي تبلغ ميزانيته نحو 8 إلى 9 ملايين دولار سنويًا، على المساواة بين الجنسين، التمكين الاقتصادي، الأمن الغذائي، الصحة الإنجابية، والتكيف مع تغيرات المناخ، مع التركيز على الفئات الأكثر احتياجًا في صعيد مصر ودلتا النيل. وقد استفاد من هذه البرامج أكثر من مليون مصري حتى الآن. تقوم كندا حاليًا بتمويل 7 مشروعات في مصر بالتعاون مع وزارات مصرية وجهات كندية ووكالات أممية، وتخطط لتمويل مشاريع جديدة تركز على المناخ، الأمن الغذائي، وصحة المرأة. ⸻ التبادل السياحي والتحديات الاستثمارية أكد سفير كندابالقاهرة، أولريك شانون أن السياحة بين البلدين تشهد انتعاشًا، مع وجود خمس رحلات مباشرة أسبوعيًا بين تورنتو والقاهرة، موضحًا أن السائحين الكنديين يفضلون البحر الأحمر، والمواقع الأثرية، والمطاعم المصرية. وتوقع نموًا أكبر للسياحة الكندية لمصر خلال 2025. وفيما يخص الاستثمار، قال إن هناك فرصًا كبيرة لتعزيز التعاون في مجالات الزراعة والتكنولوجيا النظيفة والتعدين، إلا أن بعض التحديات البيروقراطية في مصر لا تزال تعوق تحقيق الاستفادة القصوى من هذه الفرص.