رأت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يهدر الفرص الخاصة به لوقف الحرب في قطاع غزة، وذكرت الصحيفة - في تحليل نشرته اليوم الاثنين - أنه بعد ستة أسابيع من شنه هجمات على إيران، يدفع نتنياهو الآن نحو اتفاق "الكل أو لا شيء" مع حماس .. لكنه لم يُقدم التنازلات اللازمة لتحقيق ذلك. وقالت الصحيفة إنه عندما قصف نتنياهو عدة مواقع في طهران صوره كل من حلفائه ومنافسيه على أنه أعظم إنجازاته، ومع اكتسابه ثقة وسلطةً جديدتين، بدا أن نتنياهو قد اكتسب أخيرا الرصيد السياسي الذي يحتاجه لتجاوز معارضة حلفائه في الحكومة اليمينية المتطرفة من أجل التوصل لهدنة في غزة ،لكن بعد مرور ستة أسابيع، أضاع نتنياهو تلك الفرصة .. ووصلت المحادثات بين حماس وإسرائيل، مجددا إلى طريق مسدود .. وتدفع إسرائيل الآن نحو اتفاق لإنهاء الحرب دفعة واحدة، بدلا من أن يُقسم على مراحل، لكن رفض نتنياهو تقديم التنازلات اللازمة لإنجاح مثل هذا الاتفاق ، وتبددت الشعبية التي اكتسبها على الصعيد المحلي في يونيو الماضي، وفقا للصحيفة. وأشارت الصحيفة إلى أن الإدانة الدولية لتفاقم المجاعة في غزة قد بلغت ذروتها، والتي ألقت وكالات الإغاثة والعديد من الحكومات الأجنبية باللوم فيها بشكل كبير على الحصار الإسرائيلي المستمر منذ 11 أسبوعا على القطاع .. واحتجاجا على مسؤولية إسرائيل عن هذا الوضع، اعترف عدد من حلفاء إسرائيل القدامى بدولة فلسطينية، أو تعهدوا بذلك في المستقبل القريب. أقرأ أيضا:وزير الخارجية الإسرائيلي: نريد إنهاء الحرب في غزة وإطلاق سراح الرهائن كما أوضحت الصحيفة أن المعارضة داخل إسرائيل لحرب غزة وصلت إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق، وتتزايد الدعوات لإعادة الرهائن المتبقين لدى حماس عبر اتفاق دبلوماسي .. وتتزايد الشكوك حول قدرة إسرائيل على مواصلة الحرب، في ظل تزايد الإرهاق بين جنود الاحتياط، وبعد ارتفاع حالات الانتحار في صفوفهم. وقال مايكل كوبلو، المحلل في منتدى سياسة إسرائيل، وهي مجموعة بحثية مقرها نيويورك: "إسرائيل في أشد موقف واجهته في أي وقت من الحرب"، وأضاف: "إنها تواجه أزمة مجتمعية بسبب استمرار الحرب ومحنة الرهائن، وأزمة عسكرية بسبب غياب أهداف واضحة وإرهاق جنود الاحتياط، وأزمة دبلوماسية بسبب اصطفاف حلفائها الأوروبيين المقربين للاعتراف أحادي الجانب بالدولة الفلسطينية، وأزمة وجودية بسبب تقويض مكانتها في الولاياتالمتحدة". وبحسب الصحيفة، يرى محللون أن إطالة أمد الصراع في غزة يعكس كذلك فشل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الاستفادة من النفوذ الذي اكتسبه خلال الحرب مع إيران .. فمن خلال انضمامه إلى هجمات نتنياهو، منح ترامب إسرائيل نصرا رمزيا ، وفي ذلك الوقت، توقع كثيرون أن يطالب ترامب رئيس الوزراء الإسرائيلي برد الجميل بإنهاء حرب غزة،وقال دانيال شابيرو، الباحث في المجلس الأطلسي - وهي مجموعة بحثية مقرها واشنطن - والسفير الأمريكي السابق لدى إسرائيل، إن ترامب كان لديه كل النفوذ في العالم ليقول لنتنياهو: "الآن علينا إنهاء هذا".. وأضاف "بدلا من ذلك، بدا أن نتنياهو أقنع ترامب بمنحه مزيدا من الوقت .. أما الآن، فالأمور تسير ببطء شديد".