نوال مصطفى تكتب : صباح الأحد

أن تشحن بطارياتك بطاقة جبارة تتسلل إليك من أشخاص حقيقيين، أن تغوص فى تفاصيل حكايات عجيبة، ملهمة، كلها معانٍ جميلة، أهمها هو الانتصار للحلم والإصرار على أن يصبح حقيقة رائعة تتحرك على الأرض. هذا ما حدث لى فى لقائى قبل أيام بسيدات مصر الملهمات، الرائعات، اللاتى تحدين الصعب بشجاعة وإرادة لا تخمد من أجل أن يثبتن جدارتهن فى النجاح، واستحقاقهن للتميز.
كانت المناسبة هى حفل توزيع جوائز «مسابقة نوال مصطفى لرائدات الأعمال» فى دورتها السادسة. أطلقت هذه المسابقة عام 2020 فى قلب محنة «كوفيد 19» التى أنهكتنا جميعا، وحاصرتنا داخل بيوتنا، وقطعت أرزاق البسطاء فى وطننا الحبيب.
كان لا بد أن أصل إلى حل لمشكلة غلق العديد من المشروعات الصغيرة التى أقامتها جمعية «أطفال السجينات» كمصدر رزق للمستفيدات نتيجة لما حدث فى تلك المحنة الرهيبة. فى أحلك أوقات الليل تنسال خيوط النور ويطل الفجر. هذا ما أؤمن به دائما. هنا راودتنى الفكرة، لماذا لا أبحث وسط سيدات مصر عن رائدات الأعمال المبدعات؟. إننا كمصريين شعب عريق معجون بالفن والموهبة، والنساء فى ربوع مصر يملكن أفكارًا مبتكرة وإرادة حديدية لتحويل الأحلام إلى مشروعات تفتح فرص عمل لغيرهن من النساء اللاتى فى حاجة إلى شغل ولقمة عيش.
وهذا ما حدث، اطلقت المسابقة فى 2020 ونجحت بفضل وتوفيق الله فى أن تتحول إلى منصة لاكتشاف المبدعات ودعمهن، ليس فقط بتسليط الضوء على منتجاتهن، بل بخلق فرص حقيقية للتوسع والإنتاج، ودعم الأسر الأكثر احتياجًا من خلال التكامل بين صاحبات المشاريع والمستفيدات من الجمعية.
شهدت الدورة السادسة قصصا لنساء ملهمات بالفعل، ربطن بين منتجاتهن والبعد الاجتماعى والإنسانى. وهذا ما يميز الأفكار النبيلة يحرسها الله، ويرسل لها مَن يدعمها، ويتحمس لها.
هذا ما أكدته الدكتورة إنجى اليماني، المدير التنفيذى لصندوق دعم الصناعات الريفية والبيئية خلال كلمتها فى الحفل، قالت إن الوزارة تثمّن هذه المبادرة التى أصبحت جزءًا أصيلًا من جهود دعم وتمكين المرأة المصرية اقتصاديًا، والتمكين الاقتصادى للمرأة يمثل أحد المحاور الرئيسية فى رؤية مصر 2030.
وقالت إن الاستثمار فى المرأة هو استثمار فى الأسرة والمجتمع، خاصة فى مجالات الحفاظ على التراث والحرف اليدوية، لما لها من دور فى الحفاظ على الهوية الثقافية المصرية وفتح آفاق اقتصادية واعدة للسيدات، كما أشادت بالتطور الكبير الذى شهدته المسابقة منذ انطلاقها، مؤكدة أن وزارة التضامن ستواصل دعمها الكامل لتوسيع مشاركة النساء وتمكينهن من بناء مشروعات ناجحة ومستدامة.