كشفت أمّ بريطانية عن "الجحيم" الذي تعيشه بسبب إصابتها بداء لايم – المرض البكتيري المنقول عبر لدغات القراد – وذلك بعد ساعات من إعلان المغني الشهير جاستن تيمبرليك إصابته بنفس المرض. كيرستي هايزمان، البالغة من العمر 36 عامًا والمقيمة في واتفورد بمقاطعة هيرتفوردشاير، أصيبت بداء لايم عام 2015، ما تركها طريحة الفراش ولازمة للكرسي المتحرك، لكنها لم تتلقَّ التشخيص الصحيح إلا بعد مرور سنوات من التدهور الصحي، إلى أن اقترح أحد معارفها في مطلع 2023 أن تكون مصابة بداء لايم، لتبدأ رحلة البحث والاختبارات التي انتهت بنتائج إيجابية أصابتها بالذهول، بحسب dailymail. أعراض شديدة وتأثير مدمر على نمط الحياة قالت كيرستي في تصريحاتها لوسائل الإعلام: "داء لايم تشخيص مدمر، وقلوبنا مع جاستن، أنا متأكدة أنه بدأ يدرك الآن مدى تأثيره، فهو يصيب الجهاز العصبي والمفاصل ويجلب معه إرهاقًا مزمنًا لا يمكن تصوره." تيمبرليك، نجم أغنية Cry Me A River، قال عبر حسابه على إنستجرام إنه "صُدم" حين أبلغه الأطباء بالتشخيص، لكن الأمر أوضح له أسباب الألم العصبي الحاد والتعب الشديد الذي كان يشعر به أثناء وقوفه على المسرح خلال جولته العالمية Forget Tomorrow، التي انطلقت في أبريل 2024. وأثار تدهور حالته الصحية تساؤلات جماهيره، خاصة مع ملاحظتهم لتراجع أدائه على المسرح وظهوره المتعب، إلا أن الفنان البالغ من العمر 44 عامًا أكد أنه قرر مواصلة جولته رغم الألم، مضيفًا: "قررت أن الفرح الذي أجده في الغناء يفوق التوتر العابر الذي يشعر به جسدي." سنوات من الألم والتشخيص الخاطئ بدأت رحلة كيرستي مع داء لايم في 2015، لكنها كانت قد شُخّصت في البداية خطأً بأنها مصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي، ووُصفت لها أدوية الستيرويدات لفترات طويلة، لكن حالتها استمرت في التدهور، إذ أصبحت مفاصل يديها متورمة ومؤلمة، وبدأ شكل يديها في التغير حتى لم تعد قادرة على التقاط الأشياء. لاحقًا، كشفت الفحوصات أن العلاجات الطويلة بالستيرويدات أضعفت عظامها بشدة، حتى قال لها أحد أطباء الروماتيزم إنها أصبحت تمتلك "عظام شخص يبلغ من العمر 70 عامًا". وفي فبراير 2023، سافرت كيرستي إلى المكسيك لإجراء فحوص دم متخصصة كشفت بالفعل إصابتها بداء لايم، لتبدأ على الفور علاجًا مكثفًا يشمل 3 أنواع من المضادات الحيوية على مدى عام، بالإضافة إلى استخدام بعض الأعشاب الطبية. العدوى طالت ابنتها أيضًا ورغم أن داء لايم ليس وراثيًا ولا ينتقل من الأم إلى الطفل، قررت كيرستي إخضاع ابنتها "هارييت" (13 عامًا) للفحص، وكانت المفاجأة حين أثبتت التحاليل في يوليو 2024 أن الطفلة أيضًا مصابة بالمرض. وتعاني هارييت من أعراض عصبية أبرزها نوبات فقدان للوعي تشبه التشنجات، وصداع نصفي شديد، واضطرت أكثر من مرة للجلوس في غرف مظلمة داخل المدرسة لاستعادة وعيها، كما أن أي مجهود بدني مثل "يوم الرياضة المدرسي" يجعلها طريحة الفراش لعدة أيام. قالت كيرستي بأسى: "إنه جحيم حقيقي. الإصابة المزمنة بداء لايم لا تختفي، بل تعيش معك بقية حياتك، بينما أنا أصبت بإعاقة جسدية، فإن ابنتي تعاني من تأثيرات عصبية مروّعة." ما هو داء لايم؟ وأين ينتشر؟ داء لايم هو عدوى بكتيرية خطيرة تُنقل عبر لدغات حشرة القراد، ويبدأ عادة بظهور طفح جلدي مميز على شكل "عين الثور" في موضع اللدغة، لكن هذا العرض لا يظهر على جميع المصابين، وقد يستغرق ظهوره حتى 3 أشهر بعد اللدغة. تتضمن الأعراض الأخرى الشائعة: التعب الشديد الحمى الصداع تورم المفاصل آلام عضلية وقد تستمر هذه الأعراض لعدة أسابيع، لكن في بعض الحالات تصبح مزمنة وتستمر لأشهر أو سنوات. وتحذر الجهات الصحية من صعوبة تشخيص المرض بسبب تشابه أعراضه مع أمراض أخرى وتأخر ظهور الطفح الجلدي، وعلى الرغم من وجود اختبارين دمويين للكشف عن المرض، إلا أن هيئة الخدمات الصحية البريطانية (NHS) تؤكد أن هذه التحاليل قد تكون غير دقيقة في المراحل المبكرة. اقرأ ايضا|تشبه أعراض كورونا .. أمريكا تحذر من حشرة تمص دم الإنسان عادةً ما يكون العلاج باستخدام المضادات الحيوية كافيًا، لكن بعض المرضى يظلون يعانون من أعراض مزمنة لا تُفهم أسبابها تمامًا حتى الآن، ولا يوجد لها بروتوكول علاجي موحد. تيمبرليك يتحدث عن مرضه بشجاعة اختتم جاستن تيمبرليك حديثه برسالة مؤثرة عبر إنستجرام، قال فيها: "كنت مترددًا في مشاركة هذا الأمر، لأنني تربيت على أن أحتفظ بهذه الأمور لنفسي، لكنني أحاول أن أكون أكثر شفافية بشأن معاناتي حتى لا يُساء فهمها." وأضاف: "لا أزال ممتنًا لكل لحظة قضيتها على المسرح، ولكل لحظة خاصة مع جمهوري لن أنساها أبدًا."