انفضّ مولد الثانوية العامة، وتنفست الأسر الصعداء بعد عامٍ ثقيلٍ بالقلق. لم تعرف العائلات مذاق فرحة العيد، كان أبناؤها في قلب معركة مصيرية. أيًّا كان مجموع ابنك، دعه يفرح. لا تُقيده بالمقارنات، ازرع فيه الثقة، فهو على أعتاب حياة جامعية ستشكّل مستقبله الحقيقي. نعلم جميعًا أن هناك ما يُسمى "كليات القمة" – من طب وصيدلة وهندسة وغيرها – وعلينا أن نُدرك أن رزق الإنسان لا يُختصر في شهادة، ولا يرتبط بمسار أكاديمي . العالم تغيّر، وسوق العمل لم يعد حكرًا على تخصصات بعينها. قبل التنسيق، على الأسر أن تتحاور مع أبنائها، تستمع لاختياراتهم، وتُشجعهم على الدراسة فيما يُحبّونه، لا فيما يُرضي المجتمع. طلاب الثانوية العامة 2025 أمل مصر 2030، والمستقبل ينتظر عقولهم المبدعة في كل مجال. نعزز فيهم الثقة بقصص الناجحين الذين شقّوا طريقهم بعيدًا عن كليات القمة. أذكر ما رواه لي صديقي زهران جلال عن رجلٍ أميّ، فشل في الحصول على وظيفة لانه لايجيد القراءة والكتابة " لكنه رفض الاستسلام، واجتهد في عملٍ يدوي حتى صار من كبار المتميزين فيه. وبعد سنوات، دخل احد البنوك لإجراء معاملة مليونية، فسأله الموظف عن التوقيع، فأجابه: "لو كنت أجيد القراءة، لكنت في وظيفتي التي طردت منها من زمن طويل. العلم مطلوب والاجتهاد أساس، لكن الرزق بيد الله، والنجاح لمن يسعى بصدق ويؤمن بقدراته.