توقيع أمر شراء الوقود النووي لمحطة الضبعة النووية    التنمية المحلية: انطلاق مؤتمر إصلاح وتمكين الإدارة المحلية 27 نوفمبر لعرض إنجازات برنامج تنمية الصعيد    قناة السويس تمد العمل بتخفيضات رسوم عبور عدة أنواع من السفن حتى يونيو 2026    البورصة المصرية تربح 4 مليارات جنيه بختام تعاملات الأربعاء 19 نوفمبر 2025    فقدان التفوق الجوي.. مخاوف إسرائيلية من بيع واشنطن إف 35 للسعودية    ترتيب الدوري المصري الممتاز قبل انطلاق الجولة الرابعة عشر    الإسماعيلي ينفي شائعات طلب فتح القيد الاستثنائي مع الفيفا    وزير الخارجية يبحث مع نظيره الأنجولي سبل تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية    أمين مجلس الجامعات الأجنبية: استكمال القرارات الجمهورية ل 11 فرعا و10 طلبات قيد الدراسة    ارتفاعات وشيكة في أسعار الذهب.. اشتري قبل فوات الأوان    بعثة زيسكو الزامبي تصل القاهرة الخميس لمواجهة الزمالك    عمرو عثمان: أكثر من 13717 نشاطا توعويا لمكافحة الإدمان بمحافظات الجمهورية    الطقس غدا.. ارتفاع درجات الحرارة وظاهرة خطيرة صباحاً والعظمى بالقاهرة 29    الفنان محمد صبحي يغادر المستشفى بعد تعافيه ويعود إلى منزله    عمرو مصطفى يطمئن على تامر حسني: ربنا يشفيك ويعدي الوجع بسرعة    معرض رمسيس وذهب الفراعنة في طوكيو.. الأعلى للثقافة: دليل على تقدير اليابان لحضارتنا    فيلم بنات الباشا المقتبس عن رواية دار الشروق يُضيء شاشة مهرجان القاهرة السينمائي    وزير الصحة: دول منظمة D-8 تعتمد إعلان القاهرة لتعزيز التعاون الصحي المشترك    شقيق إبستين: كان لدى جيفري معلومات قذرة عن ترامب    أول رد فعل من مصطفى محمد على تصريحات حسام حسن    اسعار كرتونه البيض للمستهلك اليوم الأربعاء 19نوفمبر 2025 فى المنيا    إزالة تعديات وإسترداد أراضي أملاك دولة بمساحة 5 قيراط و12 سهما فى الأقصر    روسيا: أوكرانيا تستخدم صواريخ أتاكمز الأمريكية طويلة المدى مجددا    الأهلي يحصل على موافقة أمنية لحضور 30 ألف مشجع في مواجهة شبيبة القبائل    انطلاق فعاليات المؤتمر السنوي العاشر لأدب الطفل تحت عنوان "روايات النشء واليافعين" بدار الكتب    حقيقة عودة كهربا إلى الأهلي في يناير    وصفات طبيعية لعلاج آلام البطن للأطفال، حلول آمنة وفعّالة من البيت    ارتفاع عدد مصابي انقلاب سيارة ميكروباص فى قنا إلى 18 شخصا بينهم أطفال    رئيس الأركان يعود إلى أرض الوطن عقب مشاركته بمعرض دبى الدولى للطيران 2025    قصور ومكتبات الأقصر تحتفل بافتتاح المتحف المصرى الكبير.. صور    أسطورة ليفربول يكشف مفاجأة عن عقد محمد صلاح مع الريدز    جامعة قناة السويس تحتفي بأبطالها المتوجين ببطولة كأس التميز للجمهورية    بث مباشر.. بدء مراسم وضع هيكل الاحتواء لمفاعل الضبعة النووية    وزير الري يلتقي عددا من المسؤولين الفرنسيين وممثلي الشركات على هامش مؤتمر "طموح إفريقيا"    ما هو فيروس ماربورج وكيف يمكن الوقاية منه؟    مقتل 6 عناصر شديدى الخطورة وضبط مخدرات ب105 ملايين جنيه فى ضربة أمنية    مصرع 3 شباب في تصادم مروع بالشرقية    الصحة تغلق 11 مركزًا غير مرخص لعلاج الإدمان بحدائق الأهرام    تعرف على أهم أحكام الصلاة على الكرسي في المسجد    حزب الجبهة: متابعة الرئيس للانتخابات تعكس حرص الدولة على الشفافية    السياحة العالمية تستعد لانتعاشة تاريخية: 2.1 تريليون دولار إيرادات متوقعة في 2025    هشام يكن: أطالب حسام حسن بضم عبد الله السعيد.. وغير مقتنع بمحمد هاني ظهير أيمن    إقبال واسع على قافلة جامعة قنا الطبية بالوحدة الصحية بسفاجا    بريطانيا تطلق استراتيجية جديدة لصحة الرجال ومواجهة الانتحار والإدمان    حريق هائل يلتهم أكثر من 170 مبنى جنوب غرب اليابان وإجلاء 180 شخصا    صيانة عاجلة لقضبان السكة الحديد بشبرا الخيمة بعد تداول فيديوهات تُظهر تلفًا    مهرجان مراكش السينمائى يكشف عن أعضاء لجنة تحكيم الدورة ال 22    جيمس يشارك لأول مرة هذا الموسم ويقود ليكرز للفوز أمام جاز    ندوات تدريبية لتصحيح المفاهيم وحل المشكلات السلوكية للطلاب بمدارس سيناء    أبناء القبائل: دعم كامل لقواتنا المسلحة    «اليعسوب» يعرض لأول مرة في الشرق الأوسط ضمن مهرجان القاهرة السينمائي.. اليوم    إطلاق أول برنامج دولي معتمد لتأهيل مسؤولي التسويق العقاري في مصر    مواقيت الصلاه اليوم الأربعاء 19نوفمبر 2025 فى المنيا    شهر جمادي الثاني وسر تسميته بهذا الاسم.. تعرف عليه    آسر نجل الراحل محمد صبري: أعشق الزمالك.. وأتمنى أن أرى شقيقتي رولا أفضل مذيعة    حبس المتهمين في واقعة إصابة طبيب بطلق ناري في قنا    داعية: حديث "اغتنم خمسًا قبل خمس" رسالة ربانية لإدارة العمر والوقت(فيديو)    مواقيت الصلاه اليوم الثلاثاء 18نوفمبر 2025 فى المنيا....اعرف صلاتك    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



في اليوم العالمي للإنقاذ | بطولات لاتعرف الغرق

تتوهج الشواطئ صيفًا كالمغناطيس، تجذب آلاف المصطافين الباحثين عن نسمات مُنعشة، لكن خلف مشاهد المرح والصخب والاستجمام، يقف حراس الحياة بحزم، عيونهم تراقب الأمواج، وقلوبهم تنبض بالاستعداد الدائم، إنهم رجال الإنقاذ، الخط الدفاعى الأول ضد خطر الغرق، والحراس الحقيقيون لسلامة حياة المصطافين على مختلف الشواطئ.
ويتجدد الحديث عن هؤلاء الأبطال فى اليوم العالمى للإنقاذ 25 يوليو، فهم أبطال حقيقيون يواجهون الخطر يوميًا فى صمت، ويقفون على حافة الموج مستعدين لأى نداء، وفى هذا اليوم لا احتفال ولا راحة لهؤلاء الذين يحمون الأرواح من بين أمواج البحر ومفاجآت الصيف، فهم يبقون على أهبة الاستعداد، يتابعون المصطافين لحظة بلحظة، ويسابقون الخطر قبل أن يصل.
ومن عروس البحر المتوسط إلى شواطئ الجنوب الدافئة، تبدأ رحلتنا على خريطة المدن الساحلية فى مصر، حيث تتقاطع مشاهد الجمال الطبيعى مع قصص البطولة اليومية، ونتعرف على حكايات رجال يحملون أرواحهم على أكفهم.
فى أعماق البحار، حيث لا صوت يعلو فوق صوت الأنفاس المتقطعة وأجهزة التنفس الصناعى، يقف غواصون يحملون حياة الآخرين على عاتقهم، ومع حلول اليوم العالمى للإنقاذ فى 25 يوليو، نفتح الستار عن قصص أربعة غواصين مصريين، واجهوا الخطر، وانتصروا عليه بأعصابٍ من فولاذ وقلب لا يعرف التردد.. وتبدأ منى فريد، واحدة من أولى الغواصات الإناث فى البحر الأحمر، حديثها فتقول: «إن أصعب موقف مر بى كان إنقاذ طفل سقط من لنش سياحى، كان لا يرتدى سترة نجاة، واختفى فى لحظة، غطست تحته بسرعة وصادف أن التيار جرفه إلى شعاب مرجانية حادة، أنقذته وأنا أتحمل خدوشاً فى ذراعى ووجهى، لكنها لا تُقارن بابتسامة أمه وهو بين ذراعي».
وقال الكابتن محمود عبدالله، مدرب غوص من الغردقة: «كنا فى رحلة تدريبية، وفجأة اختفى أحد السياح، خلال دقائق نزلت لموقع آخر شُوهد فيه آخر مرة، ووجدته فاقدًا للوعى وسط تياراتٍ قوية، سحبته بصعوبة إلى السطح وأجريت له تنفسًا صناعيًا حتى عاد للحياة، بعدها قال لي: «أنت ولدتنى من جديد»..وشارك الكابتن سعد مرزوق من شرم الشيخ فى عشرات عمليات الإنقاذ، لكن يروى موقفًا لا ينساه قائلاً: «فى أحد الأيام، تعطل منظم الهواء لدى غواص على عمق 20 مترًا، واقتربت منه وشاركت معه مصدر الهواء، وخرجنا تدريجيًا، بعدها كتب لى رسالة يقول فيها: «أعطيتنى الحياة بيديك».. وتختتم هبة شرف، مدربة غوص ومدافعة عن البيئة البحرية، قائلة: «الإنقاذ مش بس فى الحوادث، بل فى الوعى، أنقذت مرات لا تُحصى أشخاصًا كانوا على وشك اختناق أو ذعر تحت الماء، كما أنقذت شعاباً مرجانية من التدمير حين منعتُ غواصين مبتدئين من لمسها أو كسرها.»
اقرأ أيضًا | متعة البسطاء رغم كل ما فيها من خطر.. الترعة الطيبة مصيف أهل القرى
الإسكندرية |حكايات وتحذيرات أبطال أبراج الشواطئ
لا تقتصر مهمة رجال الإنقاذ فى الإسكندرية على مجرد الجلوس فى أبراج المراقبة، إنها مهنة تتطلب اليقظة الدائمة، واللياقة البدنية الفائقة، والمعرفة العميقة بتيارات البحر وتقلباته، ويتوزع المنقذون على كافة الشواطئ، تدور عيونهم باستمرار على خطوط المياه، يفحصون حركات السباحين، ويبحثون عن أى علامة تدل على وجود شخص فى محنة، ربما حركة ذراعين غير منتظمة، أو رأس يختفى بين الأمواج.
يقول الكابتن محمد عبد الرحيم، أحد قدامى المُنقذين بشاطئ المعمورة: «أهم جزء فى عملنا هو الوقاية، نعمل على منع الحوادث قبل وقوعها»، ويتجلى هذا فى مراقبة السباحين ومنعهم من دخول مناطق التيارات الخطرة أو تجاوز الحواجز الآمنة، كما يتابع المنقذون أحوال الطقس والأمواج بدقة، ولا يترددون فى رفع الأعلام الحمراء ومنع السباحة تماماً إذا تطلبت ظروف الطقس، حتى لو كان ذلك يعنى استياء بعض الزوار، وأضاف: «سلامة الناس أغلى من أى شيء».
تكمن وراء كل صفارة إنذارات حادة قصة إنسانية محفوفة بالمخاطر، وأهم التحذيرات من التيار الخادع، ففى يوم صيفى مزدحم بشاطئ العجمى، لاحظ المنقذ «عمران وصفي» طفلاً صغيراً يبدو وكأنه يلعب بالقفز مع الأمواج، لكن عين الخبير أدركت الفرق، حركاته كانت ارتجافية وغير إرادية، وكان التيار يسحبه ببطء ولكن بثبات بعيدًا عن الشاطئ، ودون تردد، يحكى «عمران» أنه قفز حاملاً عوامة الإنقاذ وسبح بكل قوته ضد التيار، وصل إلى الطفل الذى كان قد بدأ فى الاختناق، نتيجة ابتلاعه مياه البحر، أمسكه بقوة ورفعه على العوامة، وعاد به إلى الشاطئ حيث انتظره فريق الدعم الطبى، لقد أنقذ عمران الطفل من الغرق المُحقق فى لحظاتٍ كانت حاسمة..أما فى شاطئ المندرة، فأصر شاب فى العشرينيات على السباحة بعيدًا، لم تمضِ دقائق حتى اختفى عن الأنظار، المنقذ «هيثم عبد الحارث» رصد ذراعه وهو يلوح بشكل عشوائى، أطلق صفارة الإنقاذ وهرول نحو الماء، ليجد الشاب مُنهكًا، يكافح للبقاء طافيًا وسط الأمواج العاتية، سحبه المُنقذ بكل مهارة وتمكن من سحبه إلى بر الأمان، كان الشاب يعانى من الإرهاق الشديد وابتلاع كمية من الماء، لكن الرعاية السريعة أنقذته، «الثقة الزائدة فى البحر هى عدو كبير»، هكذا يقول هيثم.
ويرى العميد أحمد إبراهيم رئيس إدارة السياحة والمصايف بالثغر: أن رجال الإنقاذ يواجهون تحدياتٍ جمة منها : الازدحام الشديد صيفًا ، مما يجعل المراقبة أصعب، وضعف الوعى لدى بعض المصطافين، والتحدى الأكبر هو الطبيعة المتقلبة للبحر نفسه، رغم ذلك فإن إصرارهم وتفانيهم لا يتزعزع، كل حياة ينقذونها هى شهادة على قيمة عملهم الذى يتجاوز كونه وظيفة ليكون رسالة إنسانية سامية.
هم ليسوا مجرد أشخاص بسترات فسفورية ملونة؛ يقفون على الشاطئ، إنهم حراس الحياة، أبطال بلا أردية خارقة، لكن شجاعتهم ومهاراتهم وخفة حركاتهم تنقذ الأرواح يومياً، احترام تعليماتهم والانتباه لتحذيراتهم ليس اختيارًا، بل مسئولية مشتركة لحماية أنفسنا وأحبائنا.
سواحل مطروح الأكثر أمانًا
تمتد شواطئ مدينة مرسى مطروح لأكثر من حوالى 35 كيلو متراً، وتنظم الأجهزة المعنية بالمحافظة دوراتٍ تدريبية قبل حلول فصل الصيف بالتنسيق مع الاتحاد المصرى للغوص والإنقاذ لتدريب شباب محافظة مطروح على عمليات الإنقاذ ضمن مبادرة «مصر بلا غرقى»..وقال المحافظ اللواء خالد شعيب: إنه يتم الإعلان عن حاجة العمل لمُنقذين للعمل بالشواطئ العامة من سن 18 الى 40 سنة بمرتبات مجزية للعمل فى موسم الصيف، ويتم عمل دورات تدريبية نظرى وعملى، ويُمنح المتدرب على الغطس والإنقاذ كارنية وشهادة مُعتمدة ويتم توزيعهم على الشواطئ.. ويقول فتحى عبدالجليل أحد أكبر الغطاسين بمطروح: إن وسائل التواصل الاجتماعى هى الوسيلة الوحيدة التى تجعلنا نتجه لموقع الغرق، ولدينا جروب خاص للغطاسين ننتفض مباشرة فى أى موقع ونتعامل مع حالة الغريق، وأضاف: «أن أغلب الذين يقومون بعمليات الإنقاذ متطوعون من أبناء المدينة».
الإسماعيلية |تعويم «إيفر جيفن» أكبرإنقاذ فى التاريخ
عملية إعادة تعويم السفينة البنمية «إيفر جيفن»، التى جنحت فى قناة السويس مارس 2021 وأعُيد تعويمها بعد 6 أيام، هى عملية إنقاذ مُعقدة تضمنت تحدياتٍ صعبة وأظهرت مهارة استثنائية من قبل هيئة قناة السويس ورجالها، حيث وصف العديد من المنظمات الدولية هذه العملية بأنها من أكبر عمليات الإنقاذ فى التاريخ الحديث نظراً لحجم السفينة وصعوبة الموقف من جنوح السفينة فى منطقة صخرية.. وفى اليوم العالمى للغرق نلتقى أحد أبطال عملية إنقاذ وإعادة تعويم السفينة البنمية إيفرجيفن ليستعيد معنا الذكريات وكيف تمت عملية إنقاذ السفينة وبأيدٍ مصرية 100%.. كانت السفينة «إيفر جيفن» من أكبر سفن الحاويات فى العالم، مما جعل عملية تعويمها تحديًا كبيرًا بسبب جنوحها فى جزء ضيق من القناة، فى البداية يقول ياسر جودة ريس تكريك الكراكة مشهور: «عندما وصلنا خبر جنوح السفينة البنمية إيفرجيفن كنا فى منطقة البلاح، أخطرونا بالتوجه إلى الكيلو 151 مكان جنوح السفينة وتم القطر والتحرك فى تمام الخامسة مساء الثلاثاء وصلنا فى الثالثة والنصف فجر الأربعاء.. وأضاف: توقفنا قبل المركب البنمية الجانحة ، حيث كانت تعمل الكراكة العاشر من رمضان فى أعمال التكريك .. وبعد انتهاء عملها وسحبها كان هناك محاولة لسحب وتعويم السفينة بواسطة القاطرات، لكن الوضع كان صعباً ومقدمة السفينة فى الرمال، وأوضح: تسلمنا الخريطة التى نعمل عليها وزاوية الميل والبوصلة من مكتب المساحة والبرامج المُجهزة بكافة الأجهزة الحديثة بالسونار بعمل الجسات.
وأكد أن أعمال التكريك استمرت بالقرب من المركب الجانحة وكان الوضع عبارة عن كابوس أتمنى أن ينتهى، وقال: جاء لتحفيزنا الفريق أسامة ربيع رئيس الهيئة والمهندس مصطفى قناوى مدير الكراكات الذى قال لي: «مصر كلها فى ظهرك والعالم كله يترقب انتهاء المهمة بنجاح».
وأشار ياسر جودة إلى أنه قبل تسليم الوردية فى الساعة الثامنة كنا وصلنا لتكريك بعمق من 14الى 15متراً، وأوضح: بعد الظهر كان هناك محاولة للسحب بواسطة القاطرات، لكن كانت المقدمة ما زالت ترسو على الرمال.. وتابع: تم التعامل مع المقدمة بزاوية ميل وعمق 9 أمتار.. وكان الخوف أن المركب تميل، لأن ارتفاعها عالٍ، ووصلنا فى الساعة الواحدة بعد منتصف الليل بالعمق حتى 18 متراً تقريباً.. واقتربنا أكثر من المركب حتى 5 أمتار تقريباً.. وهو لأول مرة فى العالم أن تعمل كراكة بالقرب من سفينة وبهذا الحجم، وكانت مخاطرة كبيرة من الهيئة وثقة كبيرة أيضاً فى رجالها، وقال: المهمة لم تكن سهلة تم تكريك حوالى 30 ألف متر مكعب فى ظروفٍ صعبة، قاع المركب على حرف v وعلى الشمال أرض وعلى اليمين أرض ونحن نعمل فى اتجاه واحد.
دمياط| عندما يكون البحر «بوابة للتوبة» الإنقاذ بإصبع واحد!
مع أول ضوء للنهار يبدأ رجال الإنقاذ فى الانتشار على شاطئ رأس البر بطول الشاطئ لتأمين المصطافين حتى آخر ضوء مع غروب الشمس .. وما بين الشروق والغروب أحداث كثيرة يومياً يعيشها رجال الإنقاذ تبدأ بمتابعة نشرة الأرصاد لتحديد حالة البحر واختيار الراية المناسبة له سواء حمراء أو صفراء أو خضراء.. قال ياسر مسعود مشرف إنقاذ رأس البر: «إن عمل فرق الإنقاذ يبدأ عقب الفجر مباشرة حيث يتجمع رجال الإنقاذ فى المقر الرئيسى ثم يتوجهون للانتشار بطول الشاطئ .
ويضيف مسعود: «إن هناك متابعة بطول الشاطئ من رجال الإنقاذ من خلال الأبراج لمتابعة المصطافين وأيضاً مروراً دورياً للنشات بمنطقة الحماية لمنع تخطى تلك المنطقة، وعندما يشاهد رجل الإنقاذ أى حالات تتعرض لغرق يقوم بالإخطار فوراً وتتوجه رجال الإنقاذ له.. وأشار مسعود إلى أن أصعب حالات الغرق التى يتم التعامل معها هى التجمعات، أن يكون عدد أو مجموعة تتعرض للغرق فى آن واحد وأن تحاول إنقاذهم جميعاً، ثم تأتى حالات الغرق ليلاً أو بعد غياب الشمس لأنك تتعامل مع صوت استغاثة فقط وتنعدم الرؤية ، لكن التوفيق من الله.
وأضاف: «ومع تكرار هذه الأحداث يومياً تظل حالات عالقة بالأذهان، أتذكر منها أنه عقب انتهاء اليوم وغروب الشمس كنت أقوم بتمشيط بعض مناطق الصخور ولاحظت أشخاصاً تتعرض للغرق طفل و 3 رجال، فقام 3 منهم بالإمساك بجانب واحد من الموتوسيكل وما زال شخص آخر فاقداً للوعى فى المياه ونتيجة لتجمعهم فى جانب واحد من الموتوسيكل لو حاولت النزول لإنقاذه يتعرض الموتوسيكل للانقلاب حاولت الإمساك به وكان يرتدى تيشيرت «قط» فأمسكت به بإصبع واحد فقط من حمالة «القط» الخاص بالتيشيرت مع محاولة عمل اتزان بالجانب الآخر بالموتوسيكل حتى اقتربت من الشاطئ وأصبح الثلاثة الآخرون قادرين على الوصول للشاطئ، وكان الربع فاقداً للوعى فقمت بوضعه على كرسى الموتوسيكل ومع ارتفاع الأمواج وارتطامها بالموتوسيكل بدأ يسترد وعيه وظللت أشعر بألم فى إصبعى لعدة أسابيع.. وأكمل قائلا: «الموقف الآخر مع غروب الشمس أيضا وكنا نقوم بتخزين المعدات وسمعنا بصوت صراخ مستمر يأتى من البحر وعلى الفور تتبعت الصوت وإذا بأسرة مكونة من أم وأب وطفلين، الأم كانت ترتدى عوامة ولكنها فى حالة انهيار تام وصراخ هستيرى والأب يصارع الغرق والأطفال تحاول التعلق به ويقوم بدفعهم بعيداً عنه لمحاولة إنقاذ نفسه، فقمت بإنقاذ الأطفال والأب وقمنا بسحب السيدة بالعوامة.
بورسعيد | البحار المفتوحة تستوجب الحذر
يُعد ركوب السفن أو اللجوء للشواطئ والاستحمام بها هرباً من حرارة الجو من العادات والأوقات الممتعة التى يقضيها الإنسان بين الحين والآخر ولكنها فى طياتها تحمل مخاطر للعاملين على السفن من القباطين والبحارة وحتى المصطافين عندما يكشر البحر عن أنيابه وترتفع الأمواج أو تزيد سرعة الرياح وهنا ينقلب الأمر من متعة إلى خطر.. وتُعد قناة السويس إحدى المواقع المهمة فى مصر بما تضمه من آلاف المرشدين والبحارة المرتبط عملهم بالسفن العابرة للممر الملاحى والوحدات البحرية المختلفة من قاطرات ولنشات ومعديات ويرتبط عملهم بقواعد مشددة للسلامة المهنية وتجنب مخاطر السقوط فى المياه. يقول القبطان محمود أبو عجيلة كبير مرشدى القطاع الشمالى بهيئة قناة السويس: «إن عمل المرشد أو البحارة عموماً سواء بالقناة أو العمل بالبحار المفتوحة يستوجب اليقظة التامة وعدم التهاون فى اتباع قواعد السلامة والتأمين الواجب اتخاذها أثناء العمل، وأخطر ما يواجه عملنا كمرشدين للسفن العابرة للقناة هى دقائق الاقتراب من السفن للصعود عليها سواء لقيادتها من عرض البحر لإدخالها القناة أو لقيادتها داخل الممر الملاحى، فنحن نتعامل مع سلالم متحركة من الحبال المُعلقة على جانب السفينة أو سلم معدنى وكلاهما له مخاطر يجب الحذر كل الحذر منها، وإن كان سلم الحبال أفضل فى التعامل لنا.
على جانب آخر من بورسعيد وتحديداً على شاطئ البحر يشكل رجال الإنقاذ جزءاً مهماً من المشهد، ويقول أحمد الزغوى طالب جامعى ومتطوع للإنقاذ: «أنا بطل سباحة وحاصل على رخصة إنقاذ بعد اجتيازى دورة تدريبية وسعيد بالعمل فى الإنقاذ خلال الصيف رغم المتاعب التى أواجهها مع المصطافين خاصة الشباب صغير السن والأطفال القادمين من خارج بورسعيد وكل ما يعنيهم هو نزول البحر فى اى وقت رغم التحذيرات التى نوجّهها إليهم، واشتركت مع زملائى فى إنقاذ أحد الشباب جرفته الأمواج لداخل البحر وتمكنا من اللحاق به وإخراجه للشاطئ بعد معاناة ، لأنه كان فى حالة اضطراب شديدة وهو يصارع الغرق، كما اشتركت فى إسعاف فتاة تم إخراجها من المياه وهى فى حالة إغماء بعد ابتلاع كمية كبيرة من مياه البحر وأجرينا لها الإسعافات الأولية التى تدربنا عليها حتى وصل الإسعاف ونقلها لاستكمال العلاج بالمستشفى».
المنصورة..دكتوراة فى تأمين الشواطيء
يؤكد د. وائل رزق إبراهيم، المُشرف على فرق الإنقاذ، أن نجاحه لم يأتِ من فراغ .. ولكن نتيجة دراسة علمية حصل خلالها على ماجستير ودكتوراة فى تدريب السباحة والإنقاذ المائى وتأمين الشواطئ، ويشير إلى أنه يتم تأمين شاطئ جمصة للحد من حوادث الغرق، كما توجد خيمة استعلامات وتجميع أطفال تائهين وتمركز لسيارة إسعاف ولنش خشبى بموتور كوسيلة إنقاذ سريعة وبيتش باجى كوسيلة مساعدة لذوى الاحتياجات الخاصة وكبار السن.
وأكد على أنه يتم انتقاء المُنقذين فى بداية كل موسم وفق ضوابط صارمة كثيرة من أهمها: أن يكون المُنقذ المتقدم للوظيفة حاصلاً على شهادة من الاتحاد المصرى للغوص والإنقاذ سارية وأن يمتلك قدراتٍ مهارية تمكنه من أداء عمله على أكمل وجه.
وللحفاظ على الأرواح طالب المواطنين باتباع تعليمات رجال الإنقاذ وعدم السباحة خارج حدود تأمين الإنقاذ بالشاطئ، وعدم القفز من فوق الأكتاف حتى لا يحدث ارتطام الرأس بالأرض.
وأضاف: أنه قد انتشرت مؤخراً ظاهرة بين الشباب وهى عند سماع صوت استغاثة من غريق فى البحر يتسارع الجميع للوصول إلى الغريق لإنقاذه دون وجود خبرة فى التعامل مع حالات الغرق، فقد يؤدى هذا التصرف إلى خلق موقف غرق مُركب مما يزيد من صعوبة عملية الإنقاذ على المُنقذين.
وأشار إلى أن من أهم مهام رجل الإنقاذ، مراقبة المكان لمنع حدوث الغرق وتحذير مرتادى الشاطئ من أماكن الدوامات أو الأماكن التى قد تسبب خطورة على حياة الأشخاص.
كفر الشيخ| كابتن عطية: أنقذت حالاتٍ بعدد شعر رأسى
يقف المنقذون البحريون على الشواطئ طوال ساعات النهار دون الاستمتاع بمياه البحر أو رمال الشاطئ، فكل تركيزهم ينصب على متابعة حركة المصيفين والتدخل الفورى فى حالة الخطر، ولا يمتلك المنقذ رفاهية الراحة أو الغفلة فتشتت انتباهه للحظة يعنى تعرض الأرواح لخطر الغرق.
ويوجد فى محافظة كفر الشيخ مصيف بلطيم الذى يمتد 11 كيلو متراً، وينتشر على شواطئه 120 فرد إنقاذ مسئولاً عن سلامة الآلاف من المصيفين، ورغم صعوبة مهنة الإنقاذ البحرى إلا أن من يعمل بها يقع أسيراً لها، فيكفيه الشعور الرائع الذى يملأ كيانه عندما يتمكن من إنقاذ روح بشرية من براثن الموت.
ويُعد الكابتن عطية عبد القادر أبو زيد «75 سنة» مثالاً حيًا على عظمة مهنة الإنقاذ البحرى، فقد وقع فى غرام المهنة التى أفنى 59 عاماً من عمره فيها، واستطاع إنقاذ الآلاف خلال رحلة عمله.
يقول الكابتن عطية: «منذ أن عملت بمهنة الإنقاذ البحرى وعمرى 16 عاماً لم أستطع الابتعاد عن البحر، ولقد وقعت فى حب هذه المهنة فيكفى أن أكون سببًا فى عودة البسمة والراحة الى أسرة كانت مُعرضة لفقد أحد أفرادها، وطوال فترة عملى كمنقذ لم أفشل مطلقاً وتمكنت من إخراج جميع الحالات التى تعرضت للغرق فى المناطق التى كنت مُكلفًا بتغطيتها، وأنقذت أشخاصًا بعدد شعر رأسى، ولكن مع تقدم العمر لم يعد جسدى قادرًا على مصارعة الأمواج وحمل الغرقى، ولكننى لم أستطع الابتعاد عن البحر وأصبحت مشرفًا عامًا على المُنقذين بشواطئ بلطيم، وعندما ينتهى موسم الصيف أعود إلى مهنتى الأخرى وهى الصيد، فأنا أعشق البحر ولا أصبر على فراقه.. وعن أفضل لحظة عاشها عم عطية خلال رحلة عمله يقول: «فى كل مرة أنقذ فيها شخصًا من الغرق أعود إلى منزلى بقرية الشيخ مبارك الملاصقة للمصيف أضع رأسى على الوسادة وأشعر بفرحة غامرة أنسى معها كل التعب والإرهاق الذى تعرضت له طوال اليوم، فلقد كنت سببًا فى أن يعود شخص إلى منزله بعد أن كان على بعد لحظاتٍ من الموت المُحقق.. ولأن سنة الحياة هى تسلم الشباب الراية من جيل الكبار التقينا بكابتن كريم عميرة «30 سنة» مشرف إنقاذ بشواطئ المصيف.. والذى أكد أن العمل فى مهنة الإنقاذ يحتاج إلى قدراتٍ ومؤهلات خاصة، فهى مهنة شاقة وخطرة للغاية، كما أن غالبية المصيفين لا يتبعون الإرشادات ويكون المنقذ فى حالة ضغط عصبى باستمرار لمنع المصيفين من النزول فى الأماكن الخطرة.
السويس |شواطئها «حصيرة».. والرياح تحولها إلى دوامات
يعرف أهل السويس وزوارها أن شواطئها على خليج السويس، هى الأكثر هدوءاً على طول ساحل البحر الأحمر، يصفون البحر ب «الحصيرة»، لقلة حركة الموج، لكن ذلك الهدوء تضربه هبات من الرياح بشكل مفاجئ تسحب معها من ينزل للاستمتاع بالمياه سواء كان يجيد السباحة أم لا، هنا يخترق الصفوف المضطربة بضع رجال يرقبون بأعينهم الخطر، ثم يسبحون بسرعة الدلافين نحو من أدركهم الغرق، ويعودون بهم سالمين.
أحد هؤلاء الرجال فى السويس هو إبراهيم محمود يوسف الشهير ب «هوجن»، منقذ شاطئ على مشارف السبعين من العمر، قضى ثلثى عمره فى البحر، أنقذ مصريين وأجانب، أخرج المئات منهم أحياء. يقول «هوجن»: إنه عمل منقذ شاطئ قبل 48 عامًا، بدأها فى السويس وهو بعمر 20 عامًا، واستمر بها نحو 15 سنة، ثم رحل إلى خليج العقبة، ويؤكد هوجن أن السباحة على شواطئ البحر المتوسط تختلف عن البحر الأحمر، ففى الإسكندرية البحر مفتوح والأمواج دائماً مرتفعة، وتزداد حالات الغرق، بعكس الوضع فى البحر الأحمر وخليجى السويس والعقبة وإن كان ارتفاع الأمواج أقل والمسطح المائى أكثر هدوءاً، لكن تيارات الهواء قوية خاصة فى المناطق القريبة من الزعفرانة.. ويخبرنا هوجن أنه حين كان يعمل منقذاً بالشاطئ العام فى الأدبية فوجئ بمجموعة من المصطافين الوافدين للسويس يرفعون أيديهم طلباً للنجدة، وأجسادهم صعوداً وهبوطاً فى المياه، وكان عددهم 6، محاصرين داخل دوامة، لم ينتظر هوجن إحضار أدوات المساعدة، وإنما صاح فى أقرب منقذ وهو يطلق صافرة إنذار، وأسرعوا بالسباحة نحوهم، وأجرى مناورة سريعة تجنباً لتشبثهم به وسحبه للدوامة، حتى استطاع هو وزميله المنقذ سحبهم واحداً تلو الآخر وعادوا بهم دفعة واحدة للشاطئ ممسكين بهم من خلف أذرعهم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.