بين صفحات صحافة الزمن الجميل توجد قصص لا حصر لها تستحق أن تُروى للأجيال التى لم تعش تلك المرحلة . ارتبطت حكايات المشاهير وأخبارهم بصحافة خمسينيات وستينيات القرن الماضى، وكانت صحف دار «أخبار اليوم» مرآة صادقة. فقد ضمّت صفحاتها آلاف القصص والأسرار عن حياة نجوم الفن والسياسة والمجتمع، الذين كانوا زوّارًا دائمين لمكاتب كبار الصحفيين فى الدار. كانت العلاقة بين «أخبار اليوم» والنجوم علاقة مودة وثقة. من أم كلثوم إلى عبدالحليم حافظ، ومن محمد عبدالوهاب إلى فاتن حمامة.. أسماء صنعت مجد الفن، تجد فى صحف «أخبار اليوم» حضنًا دافئًا وسندًا إعلاميًا صادقًا. بين صفحات صحافة الزمن الجميل توجد قصص لا حصر لها تستحق أن تُروى للأجيال التى لم تعش تلك المرحلة. سطورى القادمة.. حكايات من زمن جميل، صنعته أقلام ذهبية. العندليب فى المحكمة لم يدخل عبدالحليم حافظ قاعة المحكمة سوى مرة واحدة فى حياته، وكانت تجربة استثنائية لم تكن ضمن مشهد سينمائي، بل جلس فيها كمتهم فى قضية سبّ وقذف أقامها ضده الفنان صلاح نظمي. بدأت القصة قبل عام من تصوير فيلمه الشهير «أبى فوق الشجرة»، عندما شارك عبدالحليم فى برنامج إذاعي، وطُرح عليه سؤال مباشر: «مَن الممثل ثقيل الظل؟» فأجاب تلقائيًا: «صلاح نظمى». رد العندليب أثار غضب نظمى، الذى اعتبر التصريح إساءة علنية تمس سمعته، فتقدم بدعوى قضائية ضد عبدالحليم. فى جلسة المحاكمة، حضر عبدالحليم بنفسه، وأوضح أمام القاضى أنه لم يقصد الإساءة لشخص صلاح نظمى، بل كان يتحدث عن أدواره السينمائية، التى تجعل الجمهور ينفر من الشخصية لا من الممثل. اقتنعت المحكمة بالدفاع، وأصرّ العندليب على إشراك نظمى فى فيلم «أبى فوق الشجرة» ليؤكد أن الخلاف لم يتجاوز حدود سوء الفهم . وداع مؤلم قبل أيام من رحيلها، شعرت فايزة أحمد باقتراب الأجل، فاتصلت بزوجها السابق، الموسيقار محمد سلطان، وطلبت منه العودة من باريس فورًا، وقالت له: «لو جيت يوم الأربعاء مش هتلاقينى». عاد سلطان يوم 19 سبتمبر 1983، وقضى آخر ليلة بجانبها، حيث غنّت له «أيوه تعبنى هواك» رغم ضعف صوتها، وكأنها تودّع الغناء والحياة. وفى صباح 21 سبتمبر، التاريخ الذى حذّرته منه، رحلت عن الدنيا. تأثّر سلطان بشدة، وأصبح يزور قبرها كل صباح ويقرأ لها القرآن، بروفات محمد عبدالوهاب فى أول بروفة لأغنية «إنت عمرى»، التى جمعت لأول مرة بين كوكب الشرق أم كلثوم، وموسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب، استمر العمل داخل الاستوديو لمدة ثمانى ساعات متواصلة. وبعد مرور أربع ساعات، قرر الحاضرون أخذ راحة قصيرة مدتها نصف ساعة، تناولوا خلالها وجبة غداء موحدة: نصف كيلو كباب صافى لكل فرد! وعندما انتهوا من الطعام، قُدِّمت فاتورة الحساب إلى محمد عبدالوهاب، الذى بدت عليه علامات الدهشة من ضخامة المبلغ. شعر بأن الاستمرار بهذا الشكل سيُلزمه مستقبلًا بتوفير الطعام لكل مَن فى الاستوديو خلال البروفات. ومنذ تلك اللحظة، اتخذ قرارًا: مدة البروفة أربع ساعات فقط! قرار صارم التزم به فى جميع ألحانه التالية. الجدير بالذكر أن عبدالوهاب تعاون مع أم كلثوم فى عشرة ألحان، بدأها عام 1964 بأغنية «إنت عمرى»، التى اعتبرها الجمهور «لقاء السحاب»، واختتمها عام 1972 بأغنية «من أجل عينيك». أما إجمالى ألحانه، فقد بلغ نحو 500 لحن، أدّى منها بصوته 190 أغنية، كما لحّن لكبار المطربين، عبدالحليم حافظ، غنّى من ألحانه 13 أغنية. ورغم إعجابه الشديد بصوت فيروز فإنه لم يتعاون معها سوى فى أغنية واحدة هى «سهار بعد سهار». غنّت وردة لمحمد عبدالوهاب 9 أغانٍ وتعاونت نجاة الصغيرة معه فى 13 لحنًا. من زنزانة السجن إلى رحاب الحرم رغم امتلاك الفنان الراحل سعيد صالح للمال، وعلاقاته الوثيقة، فإنه لم يزر الحرم المكى لا معتمرًا ولا حاجًا حتى دخوله السجن. وكانت رحلته إلى الله قد بدأت من خلف القضبان، بعدما تعرض للسجن ثلاث مرات فى حياته. أولى مرات السجن كانت عام 1983 بسبب خروجه عن النص فى مسرحية «لعبة اسمها الفلوس».. وفى 1991 تم القبض عليه بتهمة تعاطى الحشيش، لكنه حصل على البراءة خلال فترة الحبس الاحتياطى. أما المرة الثالثة فكانت بعد خمس سنوات، وصدر بحقه حكم بالحبس لمدة عام. وحدث التحول الأكبر فى حياة سعيد صالح، ففى أحد الأيام، تحدث إليه نزيل يُعرف باسم «عم يوسف» ويحظى باحترام الجميع داخل السجن، وسأله: «ألا تريد أن تكلم ربنا؟». اندهش سعيد وسأله: «كيف؟»، فأجابه عم يوسف: «اقرأ القرآن، فهو كلام الله». بالفعل بدأ سعيد صالح يتوضأ ويقرأ القرآن يوميًا، وبدأ يحفظ منه ما استطاع، وانتظم فى الصلاة وصام رمضان لأول مرة فى حياته. بعد خروجه من السجن، قادته روحه لزيارة بيت الله الحرام، فكانت أول حجة له، ثم تكررت بعدها ثلاث عشرة مرة متتالية، إلى جانب عدد من رحلات العمرة. سفاح المعمورة الأسبوع المقبل، تكتب محكمة جنايات الإسكندرية الفصل الأخير فى قضية سفاح المعمورة، نصر الدين السيد غازى، المتهم بقتل ثلاثة أشخاص، من بينهم سيدتان، دفنهما فى نفس العقار الذى استأجره. كانت محكمة جنايات الإسكندرية، برئاسة المستشار محمود عيسى سراج الدين، قررت فى جلستها الأخيرة، التى عُقدت أواخر الشهر الماضى، إحالة أوراق القضية لفضيلة مفتى الجمهورية للتصديق على حكم الإعدام، بعد أن أجمعت هيئة المحكمة على القرار، ومن المتوقع صدور حكم نهائى بالإعدام فى الجلسة القادمة، المقررة يوم 27 يوليو. أبهر وكيل النائب العام، المستشار طارق عبدالكريم، الحضور بمرافعة قوية، وصف فيها المتهم بأنه لم يكن مجرد قاتل، بل خائن لمهنة المحاماة، استغل عباءتها ليخدع ضحاياه، ثم يقتلهم بدم بارد. السفاح بدأ جرائمه بقتل محمد عدس، العائد من السفر، غدر به، وطعنه، ووضعه فى صندوق، دُفن دون كرامة. الضحية الثانية، منى فوزى، قُتلت خنقًا، ودُفنت ملفوفة بالأكياس، آخر ضحية تركية عبدالعزيز، وثقت به، قتلها ودفنها فى نفس المكان. أنهى وكيل النائب العام مرافعته بطلب تنفيذ حكم الإعدام شنقًا، مؤكدًا أن العقوبة العادلة هى الإعدام، وأن القانون لا يرحم من استحلّ دم الأبرياء، خاصة من يُفترض فيه الدفاع عنهم. خبر سار أسعدتنى مكالمة هاتفية تحمل خبرًا سعيدًا يخص صديق رحلة العمر أحمد هاشم، بعد اختياره رئيسًا لتحرير مجلة «آخر ساعة»، بقرار من الهيئة الوطنية للصحافة، برئاسة المهندس عبد الصادق الشوربجى. الاختيار موفق، فهو صحفى موهوب، وصاحب أسلوب مميز فى تقديم المضمون التحريرى الهادف، المدعوم بالخبرة والمهنية. وكانت الهيئة الوطنية للصحافة قد قررت أيضًا تعيين محمود صبرى رئيسًا لتحرير «الأهرام الرياضى»، ومصطفى ياسين رئيسًا لتحرير «عقيدتى». ظلم التاريخ الحاكم بأمر الله، الخليفة الفاطمى الذى تولى الحكم وهو فى الحادية عشرة ، ظلّ من أكثر الشخصيات إثارةً للجدل فى التاريخ. رغم إنجازاته فى دعم التعليم وتأسيس دار الحكمة، ومنع الخمور، طاله تشويه بالغ بعد وفاته. رُوّجت عنه أساطير، مثل ادعائه الألوهية، ومنعه أكلات مثل الملوخية، وهى أكاذيب لم تثبتها الوثائق. رفض توريث الحكم لابنه، مما أغضب شقيقته ست الملك، التى يُعتقد أنها خططت لاغتياله بجبل المقطم، ثم نصّبت ابنه الظاهر حاكمًا مكانه .