شهدت آيسلندا ثورانًا بركانيًا جديدًا يوم الأربعاء، 16 يوليو 2025، في شبه جزيرة ريكيانيس الواقعة جنوب غرب البلاد، في واحد من سلسلة الانفجارات البركانية المستمرة التي بدأت منذ عام 2021. ما هو بركان ريكيانيس؟ شبه جزيرة ريكيانيس (Reykjanes) تقع في جنوب غرب آيسلندا، وتعد منطقة نشطة جيولوجيًا تحتوي على العديد من الشقوق البركانية، وبعد فترة خمود دامت أكثر من 800 عام، أعادت المنطقة نشاطها البركاني في عام 2021، ومنذ ذلك الحين، شهدت 12 ثورانًا بركانيًا. هذه الثورات عادة ما تكون من نوع "الشقوق البركانية"، أي أن الحمم تنبع من شقوق طويلة في الأرض بدلاً من فوهة مركزية، وتتميز بتدفق الحمم البركانية اللامعة دون انبعاث كميات كبيرة من الرماد البركاني، بحسب reuters. تفاصيل ثوران يوليو 2025 بحسب مكتب الأرصاد الجوية الآيسلندي، فقد أدى هذا الثوران الأخير إلى فتح شق بركاني بطول يتراوح بين 700 متر و1000 متر، ما تسبب في تدفق لافت للحمم البركانية ذات اللون البرتقالي والأصفر المتوهج، إضافة إلى تصاعد سحب من الدخان في السماء. وقال المكتب في بيانه: "لا يشكل الثوران الحالي تهديدًا مباشرًا للبنية التحتية في الوقت الراهن، ويُحتمل أنه ثوران صغير نسبيًا، استنادًا إلى قياسات GPS والإشارات الزلزالية." لم تتأثر رحلات مطار كيفلافيك الدولي في العاصمة ريكيافيك بالثوران، وفقًا لموقع المطار الرسمي. إخلاء منتجع بلو لاجون ومدينة جريندافيك أفادت هيئة الإذاعة العامة الآيسلندية (RUV) أن السلطات قامت بإجلاء الزوار والعاملين في منتجع بلو لاغون الشهير، والذي يُعد من أهم الوجهات السياحية في آيسلندا، بسبب اقتراب تدفقات الحمم. كما تم إخلاء سكان مدينة جريندافيك القريبة، والتي كانت تضم حوالي 4000 نسمة قبل أن تُهجر بشكل شبه كامل منذ عام 2023، بسبب تهديدات متكررة من الزلازل وتدفقات الحمم. تأثير البركان على ريكيافيك وحركة الطيران رغم تعدد الثورات البركانية في المنطقة، لم تشكل أي منها حتى الآن تهديدًا مباشرًا للعاصمة ريكيافيك، ولم تتسبب في تعطيل كبير لحركة الطيران، لعدم تصاعد رماد بركاني كثيف إلى طبقات الجو العليا. إلى متى تستمر هذه الانفجارات؟ يعتقد خبراء الجيولوجيا أن ثورانات شبه جزيرة ريكيانيس قد تستمر لعقود أو حتى قرون، ضمن دورة جيولوجية جديدة بدأت منذ عام 2021، ويُرجّح أن تبقى المنطقة نشطة بركانيًا لفترة طويلة، مما يتطلب مراقبة دائمة واستعدادات طارئة مستمرة. اقرأ ايضا|آيسلندا تشهد 7 ثوران بركاني خلال عام ماذا يعني هذا للزوار والسكان المحليين؟ رغم جمال المشهد البركاني الذي يجذب السياح وعشاق التصوير، إلا أن السلطات تُحذر دائمًا من الاقتراب من مواقع الثوران نظرًا للمخاطر الصحية والبيئية الناتجة عن الغازات السامة أو تدفقات الحمم.