خلال الأسابيع الماضية، انتشر عدد من الفيديوهات على صفحات التواصل الاجتماعي، ظهر فيها بعض الأشخاص وهم يروّعون المواطنين فى الشوارع باستخدام الأسلحة البيضاء، وكأنهم يعيشون فى دولة بلا قانون. الجانب الإيجابى فى هذه الظاهرة أن الشرطة المصرية أثبتت أنها تسيطر على جميع المناطق، ونجحت فى القبض على هؤلاء البلطجية فى أقل من 24 ساعة، وهو ما يؤكد وجود حالة من الرصد الدقيق وقوة لدى الأجهزة الأمنية فى تنفيذ القانون. أساليب التجاوز تختلف من واقعة إلى أخرى، وهناك أفعال يقوم بها البعض ترتقى إلى مسمى «البلطجةس، مثل السير عكس الاتجاه بالقوة، أو إلقاء مخلفات البناء على جوانب الطرق، أو بيع السلع بأسعار مبالغ فيها جدًا، وعندما يعترض المواطن على السعر يُقال له: «لو كان عاجبك». كل ما يخالف القانون، من وجهة نظري، يندرج تحت مسمى «البلطجة»، وهنا يقع على عاتق المواطن دور مهم، وهو التعامل مع كل ظاهرة سلبية بالقانون. مصر دولة قانون ومؤسسات، ولا يجوز احتلال الرصيف أو وضع حواجز أمام المحلات فى الشوارع بحجة أنه ملكية خاصة، رغم أن الرصيف ملك للجميع وطريق عبور آمن للمشاة. ولا يُسمح بالوقوف صفًّا ثانيًا أمام سيارات مصطفة وفقًا للضوابط، لكن هناك من يغلق الطرق على السيارات دون مراعاة حق المواطن فى التحرك فى أى وقت، لأنه يركن فى أماكن مخصصة لذلك. ولا يجوز أن يخرج عليك شخص فى الشارع ويطلب مقابلًا ماديًا مدعيًا أنه «سايس» مسؤول عن ركن السيارات، ويوهم الناس أنه يعمل لصالح الحى . هذه ظواهر سلبية تحتاج إلى تطبيق القانون بكل حسم، حتى لا يشعر المواطن بأنه أصبح فريسة للخارجين عن القانون. الظواهر السلبية تندرج تحت مسمى «البلطجة» لأن أحد الأشخاص يتعدى على حقوق الآخرين دون وجه حق، ويمارس أفعالًا يُجرمها القانون. العقوبة الرادعة التى تم تطبيقها على من قام بإتلاف لمبة فى أحد القطارات، بمثابة جرس إنذار للذين يلقون الحجارة على القطارات ويعرضون حياة المواطنين للخطر، ويجب تطبيق أقصى العقوبات على من يخرّب الممتلكات العامة، فهى ملك للجميع. الظواهر السلبية يجب أن تختفي، ويجب أن يشارك المواطنون فى منعها لأنها تضر بالجميع. وفى كل دول العالم، تحدث تجاوزات من بعض الأفراد، لكن تطبيق القانون وحملات التوعية تسهم فى الحد من المخالفات والجرائم. وهنا لا بد أن نشير إلى الدور التوعوى للجهات المختصة، للمشاركة فى الحد من الظواهر السلبية. نحتاج جميعًا إلى التكاتف للقضاء على بعض الظواهر المرفوضة فى المجتمع، لأننا دولة تعيد بناء نفسها، ونتحمّل جميعًا فاتورة إصلاح ما يفسده البعض.. وتحيا مصر .