من التحرير إلى رمسيس، ومن طلعت حرب إلى مصطفى كامل، تشهد ميادين القاهرة تحولًا نوعيًّا غير مسبوق، يعيد إليها ملامحها الضائعة ويبعث فيها حياة جديدة تليق بتاريخها ومكانتها. لعقود طويلة، عانت هذه الميادين من الإهمال والتشوهات البصرية والازدحام، وفقدت الكثير من قيمتها الرمزية والجمالية، لكن السنوات الأخيرة حملت معها إرادة سياسية واضحة ومشروعًا حضاريًا متكاملًا، يهدف إلى تطوير الميادين الكبرى التى تمثل الواجهة التاريخية والوجدانية لمصر. ◄ مواطنون: «وسط البلد» في أبهى صورة بعد التطوير ◄ خبير تخطيط عمراني: المشروع يهدف إلى الحفاظ على ثرواتنا التاريخية وعملت الدولة المصرية ممثلة فى عدد من الوزارات والجهات المعنية، على تنفيذ خطة شاملة لتطوير القاهرة الخديوية، لا تتوقف عند تحسين الشكل، بل تمتد لإعادة تنظيم الحركة المرورية، وتجميل الأرصفة، وتوحيد واجهات المحال، وترميم المبانى التراثية، وتزويد الميادين بإضاءة معمارية تبرز جمالها ليلاً. «الأخبار» في هذا الملف تستعرض مراحل التطوير التى شهدتها الميادين الكبرى فى القاهرة، وترصد كيف عادت الروح إلى هذه الأماكن العزيزة، التى لم تكن مجرد ساحات، بل مسرحًا دائمًا لحياة المصريين اليومية. في البداية أكد المهندس محمد أبو سعدة رئيس جهاز التنسيق الحضارى، أن الجهاز مهتم بتطوير وتجميل الساحات والميادين على مستوى محافظات الجمهورية وفى المقدمة ميادين القاهرة، فقد تم تطوير ساحة قلعة شالى فى واحة سيوة ، كما تم تطوير عدة ساحات وشوارع فى محافظة الإسكندرية وخاصة فى شارع دانيال والمنطقة المحيطة بشارع فؤاد ، وكذلك تم تطوير ميدان المحطة في طنطا والشارع المؤدى لشارع السيد البدوى ،وانتهينا ايضا من تطوير الساحة الرئيسة لمسجد سيدى الدسوقى بمنطقة كفر الشيخ وسوف يتم الإعلان عن افتتاحها قريبا، أما عن تطوير ميادين القاهرة فأكد رئيس جهاز التنسيق الحضارى أنه مازال العمل جارياً على قدم وساق فى ميدان العتبة والمنطقة المحيطة به بالتعاون مع وزارة الإسكان ومحافظة القاهرة، كما يجرى تنظيم عمل الباعة الجائلين بمنطقة العتبة للظهور بشكل حضاري، كما يعاد صياغة المباني المحيطة أيضا بمنطقة العتبة ، أما عن المحاور الخاصة بوسط البلد فإن خطة العمل يتم تنفيذها على عدة مراحل تشمل ميدان التحرير ومصطفى كامل وطلعت حرب ورمسيس، وكان العمل قبل عامين في ميدان عابدين ومنطقة باب اللوق، وحاليا تم الانتهاء من العمل في ميدان مصطفى كامل وإزالة كافة التشوهات، موضحًا أن ميدان التحرير كان من أهم الميادين التى قام الجهاز بتجميلها وإضاءة واجهاتها ، وكذلك ميدان رمسيس بالتنسيق مع الشركة الوطنية ومحافظة القاهرة ويتم الآن تنظيم وضع المواقف التى كانت تحتل جزءا كبيرا من الميدان ، كما يتم أيضا توسيع الميدان وتجديده بشكل يليق بقيمة الميدان الذى يستقبل محطة العاصمة. وأوضح المهندس محمد أبو سعدة أن الإهتمام بتطوير الميادين وتجميلها وكذلك الساحات المحيطة بها أمر فى غاية الأهمية ويلمسه المواطن بشكل مباشر لأن الميادين هى الأماكن الرئيسية لتجمعات المواطنين لذلك لم تتوقف عملية التطوير فقط عند الميادين بل حديقة الأزبكية ومنطقة الأوبرا وكافة المحاور التى تؤدى لها هى جزء لا يتجزأ من الرؤية البصرية ◄ اقرأ أيضًا | بدء العمل في تطوير محل جروبي بميدان طلعت حرب والمبنى المتواجد به ◄ ميدان التحرير.. واجهة حضارية خطة تطوير قلب القاهرة، بدأت بالميدان الأشهر.. التحرير فى إطار المشروع القومى لتطوير القاهرة الخديوية، حيث جاء الميدان على رأس الأولويات، كونه أكثر الميادين شهرة ورمزية، سواء للمصريين أو للزائرين من أنحاء العالم، وانطلقت أعمال التطوير فى اتجاهين متوازيين الأول معمارى وجمالي، والثانى تنظيمى ومروري، بهدف تحويل الميدان إلى نقطة حضارية مضيئة تعكس هوية مصر الحديثة، وتحترم فى الوقت ذاته تاريخها. وشملت الأعمال إزالة التشوهات البصرية التى كانت تُفسد المشهد، كالإعلانات العشوائية وأسلاك الكهرباء المكشوفة، إلى جانب رصف الأرضيات ببلاط حديث مقاوم للاحتكاك، وتوسعة الأرصفة لتسهيل حركة المشاة، ووضع إشارات مرورية ذكية لتقليل الزحام. لكن العلامة الأبرز فى هذا المشروع، كانت عملية نقل مسلة فرعونية من صان الحجر بمحافظة الشرقية، ووضعها فى قلب الميدان، مُحاطة بأربعة كباش أثرية تم ترميمها بعناية من معبد الكرنك بالأقصر وتم تجهيز قاعدة المسلة بإضاءة معمارية تُبرز جمالها ليلًا، فى مشهد يمزج بين الماضى المجيد والحاضر المتجدد. كما تم تنفيذ مشروع إضاءة كامل للميدان، يشمل واجهات المبانى التراثية المحيطة، بما فى ذلك مجمع التحرير والمتحف المصري، مما حوّل المنطقة إلى بانوراما ليلية نابضة بالحياة. وقد شارك في هذه الأعمال عدد من الجهات الرسمية، منها محافظة القاهرة، ووزارة الإسكان، والجهاز القومى للتنسيق الحضاري، بالتعاون مع وزارة السياحة والآثار. ولم يتوقف التطوير عند الجوانب البصرية فقط، بل تم تعديل الحركة المرورية بالميدان لتقليل التكدس، مع توفير ممرات آمنة للمشاة ومناطق عبور واضحة، إضافة إلى تنسيق المساحات الخضراء، وزراعة نخيل وأشجار ونباتات زينة، بما يحافظ على البيئة ويمنح الميدان بُعدًا جماليًا مستدامًا، لتلاقى هذه التغييرات ترحيبًا واسعًا من المواطنين والزوار. ويأتي تطوير ميدان التحرير ضمن رؤية أشمل تستهدف تحويل القاهرة إلى مدينة أكثر تنظيمًا وجاذبية، تجمع بين التراث العريق والحاضر العصري، وتفتح الباب أمام استثمار سياحى وثقافى متنوع، يليق بعاصمة هى الأقدم فى العالم العربي. ◄ «رمسيس».. استعادة النظام يُعد ميدان رمسيس من أكبر وأقدم ميادين القاهرة وأكثرها حيوية وازدحامًا، حيث يربط بين أحياء العاصمة المختلفة ويضم محطة مصر، القلب النابض لحركة القطارات فى البلاد، على مدار سنوات، ظل الميدان يعانى من الفوضى المرورية والبصرية والازدحام العشوائي، لكن مؤخرًا بدأت الدولة فى تنفيذ خطة تطوير شاملة لإعادة تنظيمه وتحسين صورته بما يتناسب مع مكانته التاريخية والجغرافية. شملت خطة التطوير إعادة تخطيط الحركة المرورية من خلال إنشاء محاور مرورية بديلة وإزالة التكدسات عند المداخل والمخارج، وتم تنفيذ مشروع لإنشاء جراج متعدد الطوابق، بالإضافة إلى تخصيص مواقف منظمة لوسائل النقل الجماعي، بهدف تقليل العشوائية وتحسين انسياب حركة المرور.. كما تم العمل على تجميل المساحات المحيطة بالميدان، من خلال توسعة الأرصفة وتبليطها ببلاط الإنترلوك، وزراعة الأشجار والنباتات، إلى جانب تركيب أعمدة إنارة جديدة تعتمد على نظام الإضاءة الذكية، مما أضفى لمسة حضارية على المشهد العام ليلاً. ◄ تنظيم المواقف وتم أيضًا تنظيم وتطوير حركة المواقف لسيارات السرفيس والنفق الشهير أسفل الميدان وإعادة تأهيله ليتماشى مع حركة المشاة، بالإضافة إلى طلاء واجهات بعض المبانى المحيطة بالميدان وإزالة اللافتات العشوائية، فى محاولة لإعادة النظام إلى المنطقة التى تُعد واحدة من أكثر المناطق حيوية فى العاصمة. وتأتي هذه الجهود ضمن خطة أوسع لتطوير القاهرة الكبرى، حيث يتم التعامل مع ميدان رمسيس كمركز لوجيستى ومروري، للتسهيل واراحة المواطنين ليشعرون بجهود الدولة فى تنظيم المنطقة، خاصة بعد عقود من الفوضى والإهمال، فتطوير ميدان رمسيس ليس فقط إعادة ترتيب للحجر والشارع، بل هو خطوة لإعادة فرض النظام واستعادة بريق منطقة طالما كانت عنوانًا للصخب دون رقيب أو حسيب، لكنها اليوم تسير بخطى ثابتة نحو التجديد الحضارى والبصري، بما يليق بعاصمة بحجم وتاريخ القاهرة. ◄ «طلعت حرب».. تطوير شامل أما عن ميدان طلعت حرب، أحد أهم وأقدم الميادين في العاصمة، يشهد المكان عملية تطوير شاملة أعادت إليه بريقه وهويته التى طمست لسنوات بفعل الزمن والإهمال، فهذا التطوير يأتى فى إطار خطة الدولة المصرية لإحياء وسط البلد، وتحويله إلى منطقة حضارية وسياحية تليق بمكانتها التاريخية والمعمارية. وتطوير ميدان طلعت حرب ليس فقط عملًا معماريًا، بل هو رسالة بأن مصر قادرة على استعادة جمالها وروحها القديمة، وإحياء ذاكرتها البصرية والثقافية، فى صورة تليق بماضيها وتفتح أبواب الأمل لمستقبل أكثر إشراقًا. التطوير شمل أعمالًا متكاملة من إزالة العشوائيات والتعديات البصرية، وتوحيد واجهات المحلات التجارية، إلى ترميم الأرصفة وإعادة تنظيم حركة المرور والمشاة، كما تم تجديد الأرضيات المحيطة بتمثال طلعت حرب، الذى يمثل الزعيم الوطنى المعروف، وتجميل المساحات الخضراء المحيطة به، وزراعة نخيل وأشجار مزهرة تُضفى لمسة جمالية تعكس روح المكان، الإضاءة المعمارية كان لها نصيب مهم من خطة التطوير، حيث تم تركيب نظام إضاءة حديث يُبرز جمال المبانى التراثية المحيطة بالميدان، خاصة أثناء الليل، ليشعر المارة أنهم يسيرون فى قلب عاصمة أوروبية ذات طابع كلاسيكي، لكن بنكهة مصرية خالصة. أُنجزت الأعمال تحت إشراف حى غرب القاهرة، بالتعاون مع الجهاز القومي للتنسيق الحضاري ومحافظة القاهرة، وبدعم من وزارات الإسكان والثقافة، وكانت المحافظة قد أطلقت حملات متكررة بالتوازى مع أعمال التطوير، لإزالة الإشغالات من المحلات، وإعادة الانضباط إلى الأرصفة والشوارع المحيطة، بما يضمن بيئة حضارية آمنة للمارة والسياح، ويعيد للميدان دوره كمركز تجارى وثقافى نابض بالحياة. والجدير بالذكر أن ميدان طلعت حرب ارتبط في الوجدان المصري بالتاريخ، والثقافة، والحراك الشعبي و أن تطوير هذا الميدان ليس هدفًا في حد ذاته، بل خطوة ضمن مشروع أشمل يستهدف قلب العاصمة بأكملها، لإعادة الحياة لواحدة من أقدم وأجمل مناطق القاهرة. ◄ «مصطفى كامل».. إحياء التراث ميدان مصطفى كامل، الذي سمى تخليدًا للزعيم الوطني مصطفى كامل، يقع فى قلب منطقة وسط البلد، وقد كان على مدى سنوات رمزًا للتاريخ المعماري الخديوي، لكنه للأسف تعرض للتدهور بفعل الإهمال والتشوّه البصري.. اليوم، يشهد الميدان ثورة تطويرية تهدف لإعادة إحياء هويته، وتعزيز دوره كمكان حضاري يعبر عن جمال التاريخ المصري. ويأتي تطوير الميدان ضمن مشروع موسّع يشمل القاهرة الخديوية بأكملها؛ من ميدان التحرير مرورًا بطلعت حرب، وقصر النيل، حتى الأوبرا. وكانت الرؤية الأساسية للمشروع هى توحيد الهوية البصرية لمنطقة وسط البلد، وتعظيم الطابع المعمارى التاريخى للمباني ◄ أهم أعمال التطوير إزالة التشوهات وتنسيق الواجهات وإزالة الإعلانات العشوائية والتعديات من واجهات المبانى ،كما تم توحيد ألوان المحلات وخطوط اللافتات وتركيب إنارة معمارية ليلية تبرز جمال الواجهات والطراز الخديوى أثناء الليل، مضيفة بعدًا جماليًا للميدان، تم أيضا توسعة الأرصفة لتشجيع المشاة، وتخصيص جزء لمرور الدراجات ،و تحسين حركة المرور والحدّ من الاختناقات ،وإزالة الأشجار التالفة واستبدالها بأخرى مزهرة، إضافة إلى تشجير مدروس حول الميدان ،كما تم الاهتمام بالمساحات الخضراء كمواقع استجمامية فى قلب العاصمة القديمة. وجاءت هذه الأعمال بتعاون وثيق بين جهات متعددة منها وزارة الإسكان، الجهاز القومى للتنسيق الحضاري، ومحافظة القاهرة، ووزارة الثقافة، وشركة المقاولون العرب. وأكد د. عبد الخالق إبراهيم، مساعد وزير الإسكان، أن تكلفة تطوير الميدان جزء من ميزانية شاملة تجاوزت 120 مليون جنيه تشمل القاهرة الخديوية كاملة، وتستهدف أعمال التطوير إعادة دور وسط البلد كمركز حضارى وسياحي، ومن المتوقع أن تضاف قريبًا أنشطة ثقافية وفنية تسهم فى تعزيز مكانة الميدان كوجهة للزوار المحليين والأجانب. مواطنون: عودة الروح والجمال للميادين بالتشجير والإضاءة الناعمة وتجديد الأرصفة. وأشاد المواطنون بما شهدته ميادين القاهرة من عمليات تطوير شاملة استهدفت إعادة الروح للعاصمة . وتقول فاطمة حسن، طالبة جامعية منذ فترة لاحظت التغير الكبير فى ميدان طلعت حرب، خاصة حول التمثال حيث تم تجديد الرخام وزُرعت الأشجار والنخيل، مما جعل المكان أكثر راحة وجمالًا، وباتت الجلسة فيه ممتعة. أما محمود عبد اللطيف، سائق تاكسي يقول: أعمل منذ سنوات طويلة فى منطقة وسط البلد و ميدان رمسيس هو نقطة تحركى بداية كل يوم وقد لاحظت تحسن حركة المرور بعد إنشاء الجراج متعدد الطوابق وتنظيم مواقف السيارات، كما أصبح النفق أكثر نظافة وأمانًا للمارة، وهذا ساعد فى تقليل الزحام بشكل واضح. وتقول نهى محمد، وهى صاحبة مكتبة في ميدان مصطفى كامل: أُعجبت كثيرًا بتطوير واجهات المبانى في الميدان، فقد تم توحيد اللافتات وتنسيقها بشكل أنيق، هذا جعل شكل الشارع مرتبًا، وساعد على جذب الزبائن بطريقة أفضل مما كانت . وعبر طارق عمر عن رأيه قائلا أرى أن توسعة الأرصفة ورصفها فى ميدان التحرير خطوة ممتازة لتشجيع حركة المشاة، أصبح هناك اتساع كافٍ للناس، دون عوائق أو ازدحام مبالغ فيه كما كان من قبل، فبالطبع الازدحام مازال موجودا ولكن هناك فارقا كبيرا بين الزحام والفوضى. ومن جانبها تقول سعاد محمد موظفة بمحطة مصر،: اسكن بجوار ميدان رمسيس منذ سنوات، وقد فرحت كثيرًا عندما أُزيلت الإعلانات الكبيرة التى كانت تغطى واجهات المباني، عادت الملامح الأصلية للمكان، وأصبح أكثر وضوحًا ونظامًا. أما إيهاب سعيد مصور يقول :ذهبت لتصوير ميدان طلعت حرب بعد أعمال التطوير، و أبهرنى شكل الإضاءة الليلية التى أظهرت تفاصيل العمارات القديمة بطريقة جميلة. وأصبحت الصور تعبر عن روح المكان فعلاً. ◄ إحياء القاهرة التاريخية أكد الدكتور أحمد يسري أستاذ «التخطيط العمرانى بجامعة القاهرة» أن عملية تطوير ميادين القاهرة من أهم خطط العمل التى سعت الدولة إليها خلال الفترة الماضية. وأوضح أنه يجب أن يكون ذلك في إطار المشروع الجاري لتطوير القاهرة التاريخية ككل والذي يهدف إلى الحفاظ على هذه المنطقة التاريخية ورفع قيمتها المعنوية والمادية، ومن ناحية أخرى من المهم تطويرها فى إطار شامل لدراسة الحركة الآلية وحركة المشاة بالمنطقة وأماكن الانتظار والجراجات ودراسة تحويل حركة السيارات إلى حركة نقل جماعى ذكى وصديق للبيئة فى منطقة الأعمال المركزية. وأشار أستاذ التخطيط العمراني أن هناك العديد من العوائد الاقتصادية الناتجة عن عملية تطوير الميادين تتمثل فى رفع القيمة للعقارات والمحلات بمنطقة المحلات المركزية نتيجة للتطوير والحفاظ على تراث المنطقة، بالإضافة لعوائد غير مباشرة نتيجة لرفع القيمة الجمالية وتقليل التلوث البصرى والبيئى وزيادة الحركة السياحية الداخلية والخارجية لهذه المنطقة.