في مشهد مهيب من مشاهد مصر الملكية، سطر التاريخ لحظة استثنائية حين زار الملك فؤاد الأول كلية الهندسة في زيارة رسمية، يرافقه دولة رئيس الوزراء إسماعيل صدقي باشا وعدد من كبار رجال الدولة. ازدانت المباني بأعلام المملكة، واصطف الجنود والطلبة لتحية الموكب الملكي، في لحظة جسدت بجلاء هيبة الدولة ووقار الزمن الجميل، حيث كانت للعلم مكانته وللملك حضوره الطاغي. اقرأ أيضًا| من مصر الثلاثينات إلى قاهرة التسعينات خلفية تاريخية للزيارة في إطار اهتمام جلالة الملك فؤاد الأول بالتعليم العالي والنهضة العلمية في مصر، جاءت زيارته الرسمية إلى كلية الهندسة كدلالة واضحة على دعم الدولة المصرية آنذاك لمؤسساتها التعليمية، وتقديرها للعلم والعلماء. وقد رافقه في هذه الزيارة عدد من كبار رجال الدولة، على رأسهم دولة رئيس الوزراء إسماعيل صدقي باشا. مشهد الاستقبال الملكي منذ الساعات الأولى لصباح ذلك اليوم التاريخي، تحوّلت أروقة الكلية وساحاتها إلى ساحة استقبال مهيب. تناثرت أعلام المملكة المصرية على نوافذ المباني، واصطف الطلبة والجنود في مشهد مُنظم، حاملين باقات من الورود ومرددين الهتافات الملكية، بينما دوّت موسيقى السلام الملكي في أرجاء المكان، مُعلنة دخول الملك إلى رحاب الكلية. كلمة الملك وإشادة بالمؤسسة ألقى جلالة الملك كلمة أمام الحضور من أساتذة الكلية وطلابها، أثنى فيها على دور كلية الهندسة في إعداد الكوادر الوطنية وبناء مستقبل البلاد. كما شدد على ضرورة أن يقترن التعليم النظري بالتطبيق العملي، وأن يتحلى المهندس المصري بروح الوطنية والانضباط والابتكار. جولة داخل الكلية رافق عميد الكلية الملك فؤاد في جولة داخل المعامل والفصول الدراسية، حيث اطلع جلالته على أحدث التجهيزات والمشروعات الهندسية التي يعمل عليها الطلبة. وأبدى إعجابه بالمستوى العلمي الرفيع، موجّهًا بضرورة الاستمرار في دعم الكلية وتوفير الإمكانات اللازمة لتطورها. رمزية الزيارة في سياقها التاريخي مثلّت هذه الزيارة نقطة فارقة في تاريخ التعليم الهندسي بمصر، إذ أكدت دعم الدولة للتعليم الفني والتطبيقي في زمن كانت فيه مصر تخطو بخطى ثابتة نحو النهضة العلمية. كما حملت رمزية كبيرة في التأكيد على العلاقة الوثيقة بين القيادة السياسية ومؤسسات التعليم. الصحف توثق الحدث تناقلت الصحف المصرية صور الحدث بالتفصيل، ونشرت عناوين مثل: "جلالة الملك في رحاب العلم"، و"كلية الهندسة تفخر بزيارة الملك فؤاد الأول"، مما زاد من فخر الأساتذة والطلاب بهذا الحدث التاريخي. لم تكن زيارة الملك فؤاد الأول لكلية الهندسة مجرد زيارة بروتوكولية، بل كانت رسالة واضحة بأن مصر تُبنى بالعلم، وتنهض بسواعد أبنائها المتعلمين. لحظة خُلدت في تاريخ الكلية، لتبقى شهادة على عصر احترم فيه الملوك قُدسية العلم ومكانة المهندس في بناء الوطن.